في قائمة "أشياء أفعلها قبل الثلاثين" ،بقيت تسلق الجبال الأمنية المؤجلة التي مازلت أتوق لها ويملؤني مجرد التفكير فيها ببهجة وإثارة خفية!
ليس فقط لكونها مليئة بحس المغامرة ،ما يدفع الأدرينالين إلى سكني دماغك ، بل باعتبارها نقطة وصول!
عندما ينتهي كل شئ ،يبقي فقط ذلك المشهد:
فوق قمة ذلك الجبل ،اجلس ..ناظرة إلي الأفق المديد ،يسترد تنفسي معدله الطبيعي ،تكف اﻷصوات براسي عن التنافس من أجل أن القي لها انتباها .يهدأ الجسد المنهك شيئا فشئ ..ويبقي لسان الحال "ماذا بعد؟"
ليعود الجواب مع رجع الصدي :
لا يهم !
لا يهم ماذا بعد .
.....
مازلت اؤمن أن لكل منا نصيبا من كلمات تلاحقه ..اعتدت أن تبقي نوافذي مشرعة لاستقبال أكبر قدر ممكن ،اشتقت لطقسي المفضل مؤخرا،فقررت أن اعطيه فسحة من وقت مسترق من عبث ما يسمونه الحياة !
اليوم استيقظت ﻷجد احد الاقتباسات من فيلم مفضل ،بضع سطور ، بقي منها في جعبة الكلمات خاصتي :
"when life as you know it ends"
عندما تنتهي الحياة ،كما اعتدتيها ..
كان يحدث حبيبته متي تعرف انها وقعت في الحب ، وكانت جملته هذه حد اعتقاده كافية ، لا اخفيك القول انها تبدو حالمة تجبرك علي الصمت امام بلاغتها ،ولكن لنكن صريحين ..هل تعتقد ان إدراك شئ مثل "حياة اعتدتها" وما يطرأ عليها من تغير بتلك السهولة !
علي كل حال ، كان هذا نصيبي من الكلمات لهذا اليوم ، وها أنا اتقبله بإمتنان .
....
ما بين الخوف والحب ..مسافة !
ربما يسميها البعض "مساحته الشخصية
personal space "
يعمل الكثير مؤخرا علي المطالبة بها وتوضيح أهميتها عند بزوغ فجر البدايات. يتعللون أن هذا من مصلحة الطرفين ،علينا أن نحافظ علي منطقة أمان ، تمنع إصابة ما وراءها ،وغالبا ما يبقي ورائها الجزء الأجمل منك ،الجزء القادر علي الخفقان !
ما بين الخوف والحب ،يدلو الجميع بدلوه من تنظيرات ، فلما لا اضيف اضافة بسيطة !
من فوق قمة جبل اردت صعوده لاتساع مساحة الرؤية ،اري الخوف والحب شاطئين ،بينهما بحر لا محدود ، لا يهم ان ابقيت مساحتك هنا ام لا ،بل ما يهم هنا اجادتك لفن السباحة ،مع وضد التيار !
P.s
يحتاج القرار لكثير من الشجاعة ،وكثيرا ما تطلب الشجاعة الكفر بما كونته من اعتقادات واقفا علي الشاطئ !
...
ثمة من تشعر بالألفة نحوهم ما ان تقع عينك عليهم.
تشعر انك لطالما عرفتهم ،تكاد تجزم ان الكثير من المحادثات دارت بينكم. وان الكثير القادم سوف يجمعكم حتما .
ثمة من تفتقدهم منذ البدء ،ما ان تراهم حتي تشعر انك طالما توحشتهم ،لتبدأ الوحشة بأثر رجعي !
تتذكر مواقف بعينها كان لابد من وجودهم إلي جوارك ، تلومهم سرا لعدم الظهور انذاك.
تبدأ في حصر عدد أكواب القهوة التي كان عليكم مشاركتها سويا ،عدد الأحاديث الجادة والمازحة ،عدد النظرات التي تخبر بالكثير .
وفي كل مرة تراهم ،تجتمع تلك الوحشة ،يجتمع افتقاد بات يتراكم منذ البدء ،بدء شهدتموه في المقام الأول ..معا !
....
في قائمة "أشياء أفعلها قبل الثلاثين" ،كان علي ان اقع في الحب !
وكان علي تسلق الجبال ان تسبقها ترتيبا ،حتي استطيع ان اري أن ذلك الوقوع يتطلب شجاعة بطولية ،وأن في السقوط فناءا منك عنك ،ذوبانا فيما هو اكبر منكما ،وانه بوقوعك هذا تقف مريدا متواضعا امام اعتاب الحيرة،تتوق بجهل إلي إغتراف المزيد ..