الاثنين، 6 نوفمبر 2017

كنت أجمع قطع الملابس التي جفت هذا صباح وأحاول طيها حسب الطريقة التي وصتني “رحمة” بإتباعها حتى لا أخرب نظامها التي فرضته علي خزانة الملابس. يبدو الأمر محملا بتفاصيل لا أستطيع استبيانها لكنني أحاول.

*انجاز المهام المنزلية يساعدنا علي الشعور بأننا صرنا أفضل.- ربما بعد مئات المرات من الاخفاق في اتباع الخطة والانتهاء في وقت وجيز- ربما علي أن أصدق أكثر في ذلك.

بالأمس كنت اقرأ تلك المقالة عن “السعادة والنجاح” وارتباط أحدهم بالآخر..
حسنا الأمر أكثر إثارة للاهتمام من تلك الكلمات التي لا تحمل رغما عنها كثير من معنى.
يتحدث ذلك الطبيب النفسي الذي يسبق اسمه عديد من الألقاب عن الاتجاه الصاعد في علم النفس ذلك المعني بالتركيز على ما هو جيد داخلك وما يصاحب ذلك من مشاعر إيجابية وكيفية تنميتها والعمل عيلها. كان الموضوع شائق جدا ولكنها اللغة التي عجت بمصطلحات وابتعدت عن الخيال كانت مأخذي الوحيد. أردت حينها أن العب دورا وسيطا، أن اترجم ذلك النص إلى شيئا أكثر شاعرية وابسط واقرب إلى من اعرفهم مما يولون كل ما يرفق ب “ثبت علميا” أي اعتبار. توقفت عند فكرة حقوق الملكية والاقتباس، فربما جن جنون أحدهم اذا ما بدلت أحد المصطلحات أو أوجزت فيما اسهب فيه. ثم كيف لي أن أكون أمينة في استخدام الاقتباسات. بالتفكير قليلا في الأمر يبدو أننا لا نفعل شيئا سوى الاقتباس.. من حكايات الجدود ومفردات ضحلة، كتب تسسللت إلى وعينا دون وعي، نغمة لا نستطيع التخلص من إلحاحها..
كيف نعرف أن مانقوله لم يقله أحد الأولين!


تحدثنا يوما عن التعلم كعملية دائرية. تبدأ منك وتنتهي إليك!
اتسائل دوما لم تبدأ الأمور أكثر وضوحا عند التحدث بها إلي آخرين.
فتغدو نظرياتك التي تحت الإنشاء وقد اكتملت، بل ربما تتوقف عن الكلام قليلا لتدون ملاحظات أو فكرة قد أعجبتك!
يفتح لنا الحوار القائم أسئلة كنا قد اعتقدنا أننا خلصنا بالوصول إلي أجابات لها، لتعود بلا قيد علامة استفهام حائرة.
ننتقل بخفة بين سياسة واقتاد إلي أفلام مفضلة ثم آداب وفلاسفة، مثل رقصة ثنائية يجيد طرفاها خطواتها دون تدريب مسبق. ويتنهوا بإيماءة ممتنة تحمل داخلها شكرا على قضاء وقت لطيف!

*تناول القهوة بعد السادسة غير محبذ، فذلك قادر على ابقائك مستيقظا رغم محاولات النوم عنوة حتى نستيقظ مبكرا بما يليق بيوم عمل.
حسنا القهوة كانت حقا رائعة. تلك التى تشربها فقط لأنك تحبها ليس طلبا لما تحمله من كافيين.
العمل مقيت.. ثانئ اسوأ شئ يمكن أن يحدث لك هو أن تعمل فيما لا تحب ليحملك كل يوم ما لا تطيق!

*يمكن لتحضير الطعام أن يكون ممتعا حقا، والأكثر امتاعا أن تشاركه مع من تحب.

على قائمة المهام لهذا الأسبوع:
إعادة المحاولة مع المقالة النفسية فهي حقا تستحق الوصول.
 مراجعة المساقات التي بدأت دراستها يوما ولم أعود.
الذهاب إلي المكتبة.
نادي الكتاب الصامت.
المشي ثلاث ساعات.
إحضار الجزر والبروكلي وغيرها من الأشياء التي لا أعرف مسمياتها لكنني أعرفها حينما أراها.
تحديد موعد مع الطبيب.
الذهاب لرؤية “سيف” واحتضانه ثلاث دقائق متواصلة.
كتابة ثلاث رسائل واجراء مكالمة تليفونية-على الأقل-
مواصلة الحياة!

السبت، 4 نوفمبر 2017

ما هو تعريف الأدب؟
أو بالأحرى، ما هي الخصائص اللازم توافرها لنطلق علي عمل ما صفة “أدبي” أو “فن”!
كان ذلك هو الجدال الأشهر الذي ظللنا ندور حوله لشهور في أحد صفوف الأدب التي استمتعت بحضورها.
والذي كغيره من الاسئلة الخاصة بذلك البرنامج لم نجد له إجابات موثقة،بل أحببنا مراسم التأمل الذي مارسناه في رحابها!

اليوم هو الخامس لأعراض الأنفلونزا التي تلازمني،أعلم ذلك لأنني أعد الأيام المنقضية دون خروجي إلي الشارع جوار النافذة على هيئة خطوط غير مرئية.
أفتح أبواب الشرفة متى قويت على الحركة، أراقب الشمس تتسلل في كسل إلي أنحاء الغرفة لكنها لا تصل إلي بالقدر الكافي للإختراق.
اعتدت أن اسمع من جدي حكايات أسطورية عن الشمس وقواها الخفية،كنا نقضي برفقتها صباحات عديدة نراقب تأثيرها على النباتات الصغيرة ودورها في تحسين مزاج العاميلن في يوم يميل إلي البرودة قليلا مثل هذه الأيام.
اكتسبت الشمس خلال تلك الحكاية بداخلي منزلة روحية،ليصبح حتى اليوم ذلك الارتباط الشرطي؛اليوم الجيد هو الذي استيقظ فيه مبكرا بما يكفي لحضور شعاعها الأول والذي أنجز فيه أكبر عدد ممكن من المهام قبل غيابها.

اليوم هو الخامس الذي يمر دون أن أصنع أي شئ سوى مراكمة المزيد من الأمور التي علي القلق نحوها.
لم أرتب مكتبي كما كنت أخطط،ولم أذهب إلي الطبيب.
لم أراسل نور فتخذل الكلمات التي تريد التحرر منذ زمن.
بت أكتب برأسي قائمة من المهام التي لم أفعلها بدلا من تلك التي علي فعلها.

استيقظ كل صباح لأكمل رحلة بحث أبدية،عن شئ يبعث على الدهشة!
شئ يضفي علي الحياة اليومية قدر قليل من الإثارة لجعلها محتملة.
ينصح علم النفس الإيجابي بممارسة التأمل وإبقائك علي دفتر للإمتنان، تسجل فيه ثلاثة أسباب كل صباح. لا أرى بأسا في ذلك ولكن هل هناك وسيلة أخرى!
هل هناك من طريقة للتواصل، نبث فيها ما نفكر فيه ومخاوفنا ورغباتنا الصامتة!
هل هناك طريقة جميلة تخبر فيها احدهم أنك لست على ما يرام كليا، وأنه لا بأس في ذلك، وأنك تخبره لأنك تريد مشاركته ذلك فقط!
أن نتناول القهوة دون صخب، ونذهب إلي حديقتها السرية لنبقى بعض الوقت تحت سماء أرجوانية ثم نعود!

هل هناك طريقة جميلة لوصف أعراض الأنفلونزا وكيف نتعايش معاه كأبطال خارقين فلا نتذمر من غياب حاسة التذوق وتلك الخشرجة في الصوت التي لا تمكننا من الغناء مع فيروز وهي تتغزل “ بعدك ظريف.. بعدك أليف..”
وأن نتحمل طعم فيتامين سي والأعشاب الساخنة.وأنه لا بأس في عدم تناولنا تلك العقاقير الدوئية التي لم تعد ذات تأثير.
هل يصاب ال unicorn بالبرد؟
ماذا عن البطريق؟
كيف نخبر الجميلين أنهم حقا جميلون؟ هل عن طريق التوصل إلي اتفاق ضمني بأنه عند مصادفتنا أحدهم علينا التوقف دقيقة ونصف في صمت وتحديق ومن ثم نغمض أعيننا لندع ذلك الجمال ينطبع علي مرآة قلوبنا ومن ثم نومئ ونبتسم ونمضي في الطريق!

اليوم أطلت التحديق إلي صورتي في المرآة ولم أعرفني..شئ ما بات غير مألوف.. ربما أحتاج إلي مساعدة صديق في إعادة رسم الصورة!

هناك الكثير مما يدعو إلى الخوف، يضيف قلبي يوميا إلي القائمة عدة بنود.

هل من طريقة جميلة نعانق بها القبح ونقبله؟
هل يقوى الحب على دفعه علي الخطو نحو الجمال!

#NaNoWriMo017 

الخميس، 2 نوفمبر 2017

اليوم وقعت في ذلك الخطأ مجددا. لم أتحرر كليا من تأثير العادة!
كنت أتحدث مع شخص ما للمرة الأولى فلجأت إلي ذلك السؤال الأعرج ماذا درست وماذا تعمل؟
حقا لقد قررت منذ عهد صديق أن أصنع انطباعا أول عن إنسان في هيئة صورة شخصية ثنائية الأبعاد ذات خلفية بيضاء باللجوء إلي مثل هذه الأسئلة العقيمة.
فيما بعد أخذنا مجرى الحديث نحو ما تحب حقا أن تفعله هذه الفتاة. حينها خرجت الصورة من إطارها وأكتسبت روحا ولحنا وألوان.
حسنا ربما هذه تذكرة. قرصة أذن لطيفة بأنه علي أن اتحدث مع الناس بكلي وأن أعير أسئلتي ما تستحقه من اهتمام.فهي دقات نطرق بها أبواب موصدة بإحكام،وعلي قدر صدق الرغبة في العبور تفتح الأسئلة تلك الأبواب.

لا اتذكر إن سألني أحدهم يوما عما أحب. لكنني أجد في الحديث عنه ملاذ ومهرب من غرابة الأطوار- أو ربما مدخلا إليها-
أحب الكتب !
ذلك الحد الذي صرت معه لا أقوى على مفارقة أحداها ليقترضها صديق!
ذلك الحد الذي يجعلني أغمر نفسي بهم في أحلك اللحظات حتى وإن لم أقرأهم حينها حقا.فقط وجودهم المادي يمدني بما أحتاج من دفء وأمان!

أحب الكتابة.
أو هذا ما تدفعك القراءة إليه دفعا.حيث أنه مع كل انتشاء يصيبك من احكام الحبكة وبراعة المعنى،تجد نفسك تحلم بيوم تقوى فيه على تعبير مشابه،وبوح نافذ آخاذ.
بل أنني أحب القراءة عن الكتابة في حد ذاتها. أجمع عناوين الكتب التي كتبها أصحابها عن حرفة الكتابة كأنها عملات نادرة، أحصل علي نسخ إلكترونية لما لا يتوفر في المكتبات بعد عناء البحث والمواقع المضللة.
اسبغ عليها قدسية جندي قد نجا من المهالك وعاد ليصب ثمار تجربته في جعبة من لم يخوضها بعد بحب وتفان وعرفان.
أجمع الاقتباسات. اشعر بها داخلي. أقتات علي بلاغتها واسقطها علي حالي لأجدني في حقيقة الأمر أكثر جبنا من ذلك بكثير!
أنا لا أفوت فرصة اتحدث فيها عن حلمي في التفرغ لها، لكنني لا ابذل من أجل ذلك الكثير!

اليوم هو بداية نوفمبر. تشرين الذي غنت له فيروز وترنمت.
الشهر الأكثر جدارة بالخريف.
هو شهر الكتابة القومي كما اتفق بعض الكتاب الهواة الجامحين.
الشهر الذي تعادونا فيه الأحلام.
أحلام التحرر أو ربما التسامي إلى ذلك العالم الذي يمكن أن تنطلق منك خمسون ألفا من الكلمات وقد وجدت ضالتها في التأثير. حسنا أنا الآن أمسك لجام تلك الناقدة التشاؤمية من كيل النكات في حق السطر السابق.
لنغير مجرى الحديث إذن.
اليوم قررت أن اكتب.بعدما تغلبت عن حمى البرد الموسيمية بشرب الكثير من الليمون.
ذهبت إلي الدرس كما كنت انتوي. عدت نصف المسافة مشيا فقط،لم أرغب في تحديا أهوجا ربما كلفني الأمر الرضوخ وتناول المزيد من العقاقير!
كتب رسالة مؤجلة، وأرسلتها دون أن اراجعها أو اقرأ ما فيها.
جلست أمام صفحة بيضاء غير معيرة أي انتبهاء للعرض الأول لفيلم خفيف!
تناولت قليل من القهوة يتبعها الفيتامين-خطة متبعة لخداع تأنيب الضمير-
وضعت سماعات أذني بعدما ضبطت محطة موسيقى الجاز المفضلة لدي، لأتركها تشدو بأغنيات باريسية لا أفهم حقا ما تحكي عنه لكنه فقط شيئا رائعا، مزيج من البهجة والثورة..يدفع روحك علي الرقص في مكان قصي في مخبأها ويدفعها أحيانا إلي بكاء غير مبرر.
أطرد عني الآن أي أفكار عما إذا سوف يتمكن مني البرد مرة أخرى أثناء نومي. وأنني لم اتبع نظام الحمية الغذائية كما يجب.
او إذا ما كان ما اكتبه هنا يحمل أي معنى.
كل ما أعرفه أنني أكتب الآن وأن ذلك الشعور يطغى على كل ملاحمي الوجودية المستيقظة بعد منتصف الليل، وأنه حقا شعور رائع!
#NaNoWriMo #Day1

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!