الأحد، 21 ديسمبر 2014

تهويدة

أيتها المسكينة , ماذا ألم بكِ !
تبدين منهكة جدا,بالطبع أنتِ بحاجة إلي بعض الراحة ,قسط من نوم هنيئ.
ربما أساعدك بعض الشئ إن أخبرتك حكاية ..ليست كحكاياتك الأسطورية التى أغرقت واقعك فحولته إلي خيال قابل للقياس, ولكن تلك التى لن يخبرك إياها الآخرون ,الخائفون,الذين يركنون إلي الهروب بدلا من المواجهة , الذين يرون فى القول والجهر طيش وجنون فيبقون بما يحبسونه داخلهم مثقلون!

دعينى أحدثك قليلا عن الحياة , حتى تكونين عنها معنى يناسبك.
لأخبرك أن الحياة ليست كما يتغنون بها "بميى" أو "وردية" ,أو فى فرنسيتها الساحرة en rose !
ليست فى حلاوة السكر وهشاشة غزل البنات ,ليست فى مرارة العلقم ,وسواد ملوك الظلام.
ليست بتجربة عبثية أو خطأ حسابيا غير مقصود !
بل هي كل شئ ولا شئ . هي كل شئ تمنحينه وجودا ولا شئ خارج ذلك الوجود.هي أنتِ فأنظرى ماذا تصنعين , إلي إي شئ تهبين الحياة!
ذلك الوجود المحيط,الذى علموك أن توليه إهتماما ليس أهلا له, جمع غفير من البشر المحيطين ,هم دائما هكذا عزيزتى ,دائما ما يجدون شيئا يتذمرون من أجله ,لا شئ يعجبهم ,ولا يرون شيئا جميلا .هؤلاء ن تلاحقك نظراتم المستنكرة,الذين يطيلون القول عما لا يعجبهم بشأنك ,هؤلاء فقدوا أنفسهم منذ زمن بعيد, لفظهم داخلهم فانشغلوا بالخارج,متربصين بالآخرين ,دعكِ منهم , فهم فى غاية الضعف ,وإن تملكوا أقل قدر من قوة لأنفقوها على نقائصهم فذلك أولي ,لكل ذي عقل رشيد!

الطريق موجود منذ البدء,ولكن أحدا لم يهتم بتمهيده , أو ربما فعلوا ولكن لم يفكروا فى رسم خريطة مبسطة للوصول!
لا تجزعي فأنتِ تعرفينه بالفطرة ,كل ما هنالك تلك الذاكرة الضعيفة التى تحتاج بعض الفيتامينات والمقويات الطبيعية -ربما عليكِ البدء فى تناولها فمازال العمل شاق-.
كلٌ يحمل بداخله بوصلة مضبوطة من قبل على وجهته,حدس لا يخطأ ,حيث لا تهم كثير إرشادات الآخرين فى تحديد الوجهة , بل لتأخذى من علمهم واستكشافاتهم ما ينسر لكِ ظلام الطريق فيعينك على المسير.هو طريق عليكِ قطعه -وحدك- فلتتحلي بالقوة والشجاعة اللازمة,تجلدي ,وتسلحى باليقين.

هل تفقدتي حالة الطقس؟ أحضرتى أقل ما يمكن من متاع؟!
فلتبدأ الرحلة إذا...

تبدأين محلقة ,تملأك طاقات لا محدودة,يبدو كل شئ ممكن ,تنطق الألوان معلنة عن نفسها , تتآلف الأصوات لتعزف لحنك المفضل والرائحة ترشدك . 
تسرعين الخطى , ربما تنوعين بين المشي وبعض من رقص متقافز أنيق.تمرين على الكثير الذي يبهرك لتتحكم الدهشة فى دقات قلبك,يأخذك جمال المشهد فتذوبين ,تمتلأين جمالا , ومن ثم تعودين إلي خطوك السريع!ينتهى ذلك الطريق إلي مرتفع ,صعب بعض الشئ,ولكن طاقتك ماتزال كما هي,ليبدأ الصعود فى خطوات مثابرة ,تدركين جيدا صعوبتها,فتركزين جيدا أين تضعين قدمك,التوازن هو ورقتنا الرابحة فى هذه الأثناء,فلتبقى عليه.
يستقر المكان بعض الشئ ,تجلسين قليلا لإلتقاط الأنفاس,ثم تهمين بإستكشاف الأرجاء.
تعلو بعض الجلبة ,ليظهر آخرون,يتاولون فى الحضور.يفتتح أحدهم حديثا عابرا معكِ حتى تتوقفون جميعا عند أول حانة تصادفون,للتزود بما يلزم من وقود.
يستمر الحديث, ويتخلق من داخل الكلام كلام.يحدث أن تشير بوصلتكم إلي نفس الإتجاه , فتتفقون ضمنيا على متابعة السير معا,فى صحبتكم ربما وجدتم بعض الأنس والسند!
يسير الجمع مدفوعا بطاقات متوافقة’فى حكاياتكم المختلفة كثير من التسلية,’وفى خفة ظل الرفاق الجدد كثير من ضحكات صادقة.
ليعود الطريق إلي تعرجهورعونته المرهقة,يسود الصمت للحفاظ على الجهد ,يغرق كل منكم فى باطنه,يتحاور فى صمت,يري كيف غيره طول السير وبدله!يخلص المرتفع إل مفترق,علمتم بوجوده حتما,الآن تشير بوصلاتكم إلي إتجاهات شتى,يهم الجميع بالذهاب حيث يشير السهم بلا كلمات لا جدوى منها ,ومراسم وداع بلا معنى ,فقد جمعكم منذ البدء تواطئ ما ,ينص على حتمية الفراق,وعهد أخذتموه بعدم تعقيد الأمور أكثر. يحدث أن لا يكون هنالك مخطئ ومصيب ,بل هى تدابير القدر !

هذه المرة تشير بوصلتك إلي إنحدار واعر,وليس هنالك من طريق بديل.
عليك إكمال السير,أشد حرصا, ممزقة طاقتك بين جسد منهك ,وقلب توحشه الوحدة بعدما خبر أنس الصحبة.
"علينا المضى قدما الآن..لا بديل" تهمس إلي قلبك المتمرد 
تتقدم خطاك على مهل,محاولة التركيز,الذى تشتته المشاهد القادمة من الأتجاه المعاكس,أناس يتقاتلون ,يأتون بأفعال تفزعك ,وتؤلم عينك رؤيتها.
آه أيتها المسكينة , الآن يتملك الخوف والفزع,وانت وحدك كلية , تلوذين بنفسك تحاولين تلاشى النظر,هذا لن يوقفهم حقا , انت تعلمين ,هيا عليكِ المضى قدما,عليكِ الإبتعاد ,لستِ مهيأة لذلك بعد.
"أفعال الشر التى تسمعين عنها فى الحكايات لابد من وجود مؤديين حقيقيين لها , تلك هى الحقيقة بكل قسوتها ,أدركتِ ذلك أم حاولت التجاهل, ذلك مكون فاعل فى "حبكة" الحياة "

أخيرأ تلمع عيناكِ!
لقد طار سيرك,وأخذ العطش يضرب عظامك بقوة,يسحقها,يبدو منحدرك لانهائي,كم انزلقتى وتجرحّت أطرافك,وأحرقت الشمس وجهك فى غير رحمة,وأصابتك حرارة الجو بالفتور والإكتئاب.لم يعد يهم الطريق الآن على قدر ما يهم البقاء على هامش الحياة؟
هه هو الماء يظهر أخيرا,ذلك البئر فى مجال رؤيتك , نعم عزيزتى , إنه ماء ..ماء , ليس بسراب.ارتشفى علىمهل هنالك المزيد,آه كم طال صومك!

لا لا لا ..ليس الآن ,قليل بعد ,اطلبى من ذلك القلب الصمود,قليل بعد..لاااا

حسنا افعلى ما تشائين,لا بأس ,توقفى , فلتخر قدماك على الأرض عاجزة, ابكى , ابكى القدر الذى تريدين,ليرتج جسدك بأكمله,ابكى حتى يبح صوتك..ابكى 
لتعودين بتوقفك إلي حيث البدء, منهكة , مستهلكة , تشعلك حرقة السعى الذى لم يفضِ إلي شئ ,مثقلة بغبار خلفه طول المسير.
ابكى كما تريدين , ليمتد بكائك دهرا , لا يهم ,ابكِ حتى تنالين كفايتك,وتنفذ طاقتك , لتسكتين,فيعم الهدوء شئ فشئ.
يخرج ذلك الصوت الحانى ,متحدثا فى حزم: 
"لا بأس , ذلك يكفى , أنتِ بحاجة إلي بعض الراحة الآن ,اذهبي إلي الفراش"
حيث أكون بإنتظارك,لأقص عليك ما تحبينه من حكايا,أو ربما تستمعين إل إقتراحى هذه المرة,لأشدو إليك تهويدة بما استطعت من صوت , أضم ذلك الرأس المجهد بين ذراعى.أضعه حيث يعزف قلب قد خبر ذلك من قبل ,حتى تأمن جفونك وتنام ....
..

السبت، 13 ديسمبر 2014

ديسمبر: فوضى الحنين والغرباء المحرضين !


الليل , موعد العودة الحتمية , الأكثر برودة والأهدأ.
فى ذلك الحين اعتدت العودة متأخرة وفقا لتوقيت القلق !
كانت وجهتى حيث تكون , أمر عليك معتذرة مازحة , فتمسك راحتاك بيدىّ , تحتضنهما. طالما كانت يداى باردتين , برودة الثلج علي حد قولك , كنت تمازحنى أحيانا بأننى كذلك لأنى أملك قلبا دافئا ,فأخبرك بعد علمت توصيف الحالة الطبى أثناء دراستى بأننى أملك قلبا ضعيفا غير قادر على ضخ الحياة إليهما كما يجب. كانت يداك الموضع الذى تستكينان فيه دون أن تشعرا بقيود , كان الدفء المنبعث الوقود الذي يبقيهما على قيد البهجة !

"أعرف أننى عندما أقع فى الحب ..
سيكون الفصل شتاءا ..
وستنسرى فى جسدى قشعريرة ..
فلن أدرى أسببها البرد ..أم كونى معك !" 

إنه ديسمبر , المتهم الأول فى جريمة التحريض علي العشق , والباعث الأكبر للحنين !
يأتى هذا الشهر بصحبة شئ ما ,أثيري , غير قابل للتفسير , تخفت الأصوات بشكل مفاجئ , ليظهر صوتك الداخلي الذي نجحت فى كبيته طوال العام , اخيرا تحت الأضواء. يحلو المشى لمسافات طويلة , ويتولي ذلك الصوت توجيهك , بنبرته الطفولية المحببة !
وراء إلحاحه الدائم بنيل بعض من إنتباه تمضى , لتدرك وجود أشيياء لم تري وجودها من قبل. كمحل الزهور الصغير على ناصية شارع قطعته ذهابا وإيابا مئات المرات , وصاحبه دائم الإبتسام!
يسألك أيهما تفضل:إنعكاس الشمس على النيل قبل الغروب بقليل , أم القمر ؟
عن روعة الألعاب النارية ,حينما لا تتوقعها , والفلسفة الكامنة , وعربات "البطاطا الساخنة" !
لمَ يبدو الناس أكثر جمالا وجاذبية فى الملابس الشتوية ؟ وكيف يحتوى الآيس كريم على ذلك التركيز العالي من مادة مذهبة للعقل ,لم يتم الكشف عن تركيبها الكيميائى بعد , وانه عند حدوث ذلك ,يجب تحديد الجرعة القصوى لتناوله , لتجنب أعراضه الجانبية !
= انظرى لأعلى , هل تلاحظي أن نجوم ديسمبر أكثر لمعانا , وسمائه أصفى !
حسنا لنتمنى أمنية , او لا , فلتكتبى رسالة إلي ذلك الغريب , نرسلها له مع هذ النجمة الراقصة هناك ..هيا لوحي لها ..
-هاى أنت , توقف !
= لن أفعل ...


"يا سلام ع الدنيا وحلاوتها فى عين العشاق" 

هل أخبرتك قبلا أنه كما هما يداك مرسي لقاربى , طالما كانت عيناك لي وطنا !
لا أذكر البداية والكيفية , ولكننى أعلم أنى وعيت على إتساعهما.
هل أخبرتك اننى وقعت فى حبهما منذ البدء, وأن أزرقهما الصافى كان لي بحرا وسماء !
هل أخبرتك كم كانت الأشياء تزداد جمالا عند مرورهما عليها , تلك العينان , شرفتى علي الحياة , الحياة التى أردت السقوط فيها دوما بإندفاع , ولكن يداط ابقيت علي إمساكهما علي يدى !
هل أخبرتك أنهما كانتا خلفية مسحورة تتشكل وفق حواديتك التى أصابتنى بعدوى الكلمات !
كانتا عينان تليقان بعاشق !
ربما لم أفعل , لم أخبرك , لتبقى كلماتى واقفة , بلا حراك , على حافة القلب , على حافة الوجع !


"خلينا قاعدين نتكلم لما نموووت ..م الحب !" 

=كيف نبدأ , عزيزى ...
-توقف , لا أريد الخوض فى ذلك الأمر الآن ..
= لم يعد لديكِ خيار , هذه النجمة تنتظر لتحمل رسالتك , هياا ..عزيزى ,.,,
- قلت لك توقف , عزيزى ليست حتى بكلمة , فهى مكررة مملة , متجمدة , لم تستطع حمل المزيد من معنى ..,.
= ليس الآن بحق السماء , هل هذا وقتا مناسبا في رأيك كي تقومى بتكوين نظرية عن عزيزى ومدى جدارتها واستحقاقها للقب "كلمة" !! هيا اسرعى , إننى اتجمد من البرد ها هنا !
-حسنا , سأفعل , حتى تصمت قلبلا
= اعدك بأن اصمت كى أصغى , هيا , ابدئى

حسنا ,
مرحبا -كما تقولها النجوم-
كيف أنت ؟
ربما أنت الآن على الجانب الأخر , لا تعبأ ببعث رسالة مع احد النجمات لأحدهم ,لأنك بالطبع لا تملك مثل هذا الصوت المجنون
(هاى ,انا لست بمجنون بل ,,,,
حسنا سأصمت.)
ولكن لابد أن تكون تحت هذه السماء دون سقف , تحتسى مشروبا دافئا بصحبة صديق , أو تعزف موسيقالك المفضلة بمحاذاة المحيط!
يأكف الآن عن التخمين , واترك السؤال لك , فلتصنع به ما تشاء .

منذ أيام حصلت على دفتر جديد للكتابة , من أحدى محلات التحف , عليه صورة سيارة كلاسيكية , وبعض العبارات باللغة الإنجليزية , لم أتصفحه هناك , بل اقتنيته دون تفكير , عند العودة وجدت صفحاته مسطورة , ولكنها لونى المفضل على أي حال , ربما اتجنب الكتابة علي السطور , او لا اعبأ بها عند استخدامه.

ليس لدى سيارة , ولست مولعة بالسيارات عامة , بل اخشى قيادتها ومازالت أؤجل الخطوة , فى ذلك اليوم أردت الرحيل , الابتعاد , إلي غير مكان , أى مكان به سماء ونجوم , كنت أفكر فى دراجة هوائية ولم أجد , كان هناك بعض السفن , ولكننى أخشى البحر فآثرت السيارة !
أتدرى , أنا لا أحمل سلسلة مفاتيح , ربما لأننى لا أؤمن بدأً بالأقفال ,كان لي بيتا يوما ما , حتى أنتقل ساكنه إلي جوار النجوم , فلم أعد اعبأ بالجدران.
صباح اليوم , رأيت ذلك الكوب القادم من عالم آخر , ربما صنع بأحد مصانع النجوم السحرية , لونعك يدفعك إلي الصمت وتذوق الجمال , استعنت ببعض الأصدقاء لأعرف اللون الذي يطلق عليه , لن أخبرك به , بل أفضل اسألك عندما نلتقى , ربما تطلقون عليه اسما أفضل هناك !
ربما تجد بعض الوقت , لنحتسى القهوة يوما ما , ونتحدث قليلا عن لاشئ أعرفه واللامكان , لا اعبأ كثيرا بـ :أين" ,طالما كانت الطاولة خشبية, بجوار نافذة تطل على السماء, هذا كل شئ للآن ,
كن بخير ...



الخميس، 11 ديسمبر 2014

بأعطش إليكِ ,وأحن , وأجوع !

تجارب الإقتراب من الموت,
فقدان الذاكرة المؤقت ,
نشوب حريق مفاجئ فى البناية التى تقطنها.
أشياء تقربك أكثر من الجوهر , تضعك فى مواجهة مع سؤال تجاهلته عمدا أو عن غير قصد, ما الذي يعنيك حقا من هذه الحياة ؟!

أن تقترب من الموت , ليس الأمر مفزع كما يصورونه , بل هي تجربة تضيف إليك توازنا محمودا , تثريك , تمحي بعض من الضبابية التى ترى من خلالها الأشياء , يتساقط فضول القول والعمل , لتتخفف من حقائب السفر ,لست بحاجة إليها بعد الآن !

طالما أعتبرت فقدان الذاكرة كما صورته لنا بعض أعمال الدراما , مضحكا , نعمة أو منحة , حتى توقفت عند ذلك المشهد , عندما رفضت المريضة العلاج الذى اقترحه أحد اطبائها لأنه ربما يتسبب فى فقدانها للذاكرة , وعللت:"ذكرياتنا هى ما يصنعنا , ما يجعلنا نحن , اذا نجعح ذلك العلاج ..كيف لي أن أحيا سنينا مع شخص لا أعرفه ؟ أفضل الشهور القليلة المتبقية , وأنا مازلت أعرف من أكون !" 

أن تعرف نفسك , أن تحيا !

لا احبذ كثيرا نشوف النيران في مكان اتواجد به , ولكن لطالما شغلنى الموضوع , ماذا علي أن أفعل بكابى حينها ؟!
لن استطيع أخذها , فلجأت لتصنيف أكثرها تفضيلا , ومن ثم تركت الأمر كلية , لا يهم , فالكتب تتعدى وجودها الملموس بمجرد قرائتها , تمتزج بروحك , إلي الأبد !

لا تَملُك ,فتُملَك !

عودة إلي السؤال :ما الذي يعنيك حقا من هذه الحياة ؟
ما الذي ترغبه بشدة وتشتهيه ؟
ما الذي تختار الاستمرار فى العيش من أجله ؟

طالما أرهقنى السؤال فى الأشهر القليلة الماضية , أضاف ثقلا لـحملي , وأستمر فى النزف بلا رحمة ..
لن تجد الإجابة فى جمل رنانة , جيدة التكوين , تحمل كلمات معقدة , تجعل من يسمعها يذعن ويصمت .
لن تجدها فى دورات التنمية البشرية وكتب الـSelf help .
بل تأتى من عمق لم تعلم بوجوده , صوت مبحوح ليس بمألوف , تغمض عيناك فتدهش من رؤية ذلك المشهد .
ذلك الصوت ,الذي يخرج من جسد بالغ الضعف , بالداخل , يتلمس طريقه إلي الضوء الضعيف النافذ من خلف جدران عدة ,من شق أحدثته الرجة ,
 يتجول فى الأنحاء صوتا حادا, يكرر السؤال بهيستيرية : ماذا تريد ؟
ماذا تحب ؟
ماذا تصنع فى الحياة ؟
يفقد الأمل عن وجود حياة فى هذه المنطقة الموحشة ,يشرع فى العودة والإستسلام , وعندها يجيب صديقنا , بما تبقى من رمق : 

أريد أن أكتب ,,
أريد أن أكتب , حتى الموت!


الخميس، 27 نوفمبر 2014

CPR

"إذا استطاعت عيناكِ التحدث , تُرى ماذا تقول ؟!" 
.............

لقد مر بعض الوقت منذ تحدثتا لأخر مرة !
كانت الحياة بالنسبة لها تجربة استكشاف حسية , اللون , الطعم , الصوت , الرائحة , وما تشعر به عند اللمس. كانت تلك الخانات المطلوب ملئها لإسباغ "المعنى" على الأشخاص والأشياء . وما تعذر إدراجه تحت تلك المواصفات يفشل في نيل ثقتها!

"كلمة ; 
هذا هو الفرق الوحيد بيننا وبين كتلة من الطين , عزيزتى , !"

دائمة الترحال هي , قليلة المتاع , لا تملك بجعبتها سوي قليل من "كلمات" كانت منذ البدء تهوى تجمعيها كما يجمع البعض طوابع البريد !
تقتات عليها عند الجوع ,تأتنس بها فى وحدتها , وتستشعر الدفء المنبعث منها فى الليالى الباردة الطويلة !

"لم أعد أحتمل فقدان المزيد" !

عن الموت طالما تبنت موقفا محايدا.هو ليس بذلك السوء الذي يتصوره الجميع على أية حال !
ولكننه لم يستطع نيل ثقتها , وفقا لمعاييرها , هو إنعدام !
لا طعم له أو لون , ليس كما يصفه البعض , مر متشح بالسواد , بل هو ما لا تنطبق عليه وسائل تعريفها فكيف تفهمه .
كان الصدام الأول , والتخلى عن الحيادية عندما استحل سرقة ما تملكه من نذر قليل !
عندما سرق كلماتها , أسماء من تحبهم , صفاتهم , والالقاب المبتكرة التى صنعتها خصيصا لهم , فكفت عن النداء!
كان ذلك الذنب الذي لم تستطع غفرانه له , لكنه أبقى على ما بينهما من إحترام .فالموت على حقيقته الفجة , لا يتجمل ولا يتوارى خلف قناع , ليس لديه متسع للخذلان , على عكس الحياة ...

السبت، 1 نوفمبر 2014

ما لم يقله الأولون !


لتدرك أن هناك الكثير مما لم يخبرك به الكبار عن الحياة ! 
أو ربما صوروه مغلوطا , ناقصا , عن عمد أو عن جهل.
لتدرك أن الحياة هى كل شئ عدا الأبيض والأسود , عدا الخطأ والصواب , ترى الأبيض مكونا من ألوان شتى , يعسكها بوضوح , بينما الأسود يخفيها متحفظا.
تدرك أن الخطأ والصواب , تضليل برئ وضعه أحدهم كى تبقى دنياه  قابلة للتفسير فى إطار عقله المحدود , ذلك التفسير الذى يمنحه شعورا واهيا بالرضا , ويجب على القطيع اتباعه كى يحظوا بما ناله من حظ وفير !

تدرك لا نهائية الإحتمالات , والمؤقت المحدد مسبقا للفرص , 
تدرك حتمية وجود الضد من أجل التحقق والقابلية ,
 بأن ثمة خذلان فى كل إختيار للثقة ,وأن ثمة ألم فى البقاء مع من تحب , وثمة جرح غائر فى إتباع ما يمليه عليك ذلك القلب الذي لا يتوقف عن الدبيب .
تدرك أنه رغم إختيارك الشجاع بالتسليم واتباع درب الحب , ثمة شبح خوف يمكث بالجوار , متى سنحت له الفرصة , أعلن عن وجوده بعاصفة هوجاء , حيث تغيب شمس الهوي المشرقة , وتهب رياحه وتسقط أمطاره الرعدية , لتختبر مثابرتك , وحكمتك فى إدراك إحتمالية الحدوث بدءا , فقاوم , ولا تجزع !

الأحد، 14 سبتمبر 2014

أن لا أخبرك


بانني مازلت لا اعرف, ولا اريد!
لم اعد اريد السفر عبر الزمن لاصبح اميرة, ربما ان حدث ذلك سوف اصبح قروية فقيرة تهتم بالاحصنة وتملا الماء من جندول عذب بطرف غابة بعيدة, تملك ثوبين, ازرق وابيض ,وحذاء وحيد.ترافق الصبية غريبي الاطوار, وتهوي الطائرات الورقية.

مازلت لا اعرف,ولا اقوي علي طرح الاسئلة ولم تعد تغريني الاجابات.لاتعلم -بالطريقة الاصعب-معني الخواء.
تخذلني قواي الخارقة,ام كان الخذلان ايماني الاول فيها!

مازلت لا اعرف,فاهرب ..
الي شوارع غريبة قريبة, انفق طاقتي في السير بلا هدف لمسافات طويلة.لا اري جيدا وتبدو الاشياء في رماديها واسودها خانقة, مازالت احاول دفع روحي حتي لا تهرب من مكانها المفضل في قلب عينيي,مازلت ارجوها الا تياس ,فتخبو وتخفت!

مازلت لا اعرف,فاتمسك بالقدر اليسير ..
لا احتمل الاثواب البراقة والملابس الانيقة, في جينز داكن وسترة بسيطة يبقي ملاذي.
لا استسيغ سيارات الاجرة الخاصة ,وافضل الحافلات العامة, اشعر بالحظ الجيد عندما اجد مكانا شاغرا, ولا اعبء ان لم اجد,اقف هناك تحت انوارها المضاءة ليلا لالتهم بضع صفحات من كتاب رفيق غير عابئة بالعيون المتسائلة, الناعسة.
مازلت اهوي حذائي الرياضي الرث, الذي يحوي من السحر ما يكفي لدفعي من شروق الشمس حتي مغيبها. .وابعد!

زهدت في كتبي مؤخرا,تلك التي كنت تهذئ بها,وتخبرني انه علي ان افتح راسي للعالم الاوسع وليس ما يخبرني احدهم انه العالم!

مازلت كلما اقتربت من البيت بعد يوم طويل ,اسرع,كي القي عليك التحية, واسمع الرد,انتظر نصيبي من التوبيخ والعتاب,اعترف,واعتذر,فاحظي باعذب الدعوات!

مازالت لا اعرف,كيف لا اسمع, واسمع. ..

مازالت, ,لا انا!

#ان_لا_اخبرك

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

سأحاول الرقص وحدى !

أقترح تشغيل المقطع أثناء القراءة ! :)

يحدث أن يتآمر قلبك عليك , يحدث أن يمل المحاولة,يحدث أن تنهكه البدايات التى تأتى فوق حطام لم يكتمل!

تستيقظ شاعرة بثقل كبير , لا تقوى على الحراك , فتنتظر دقائق فساعات , لا شئ .
تقاوم , تحاول الوقوف والحركة , فتنتهى محاولاتها بالتسليم والإمتثال.
تتحسس نبضها فلا تكاد تشعر به , تنفسها بطئ , وكذلك معدل نبضات قلبها.
لا تفكر , أو بالأحرى لا تستطيع!
تبقى ساكنة , ما بين النوم والموت , تحتضن بين يديها شيئا صغيرا ,كان أخر ما أهداها ,تبهت لما يبدو خوفا ,ثم تذكرت أنها لا تملك شيئا تخسره.أبقت عينيها مفتوحتين نحو الشرفة والضوء حتى ذهبت.

أنتهى العالم الذى اعتادته , ولا سبيل للرجوع.
هذا ما يبدو توضيحه لهم صعبا.ليس التجاهل أو التناسى هو الحل,وليس بتحويل الأمر إلي معضلة غيبية.
ليس بمحاولة رفع صوت الضجيج المحيط للتشويش على صوت داخلى خافت بالفعل.
وليس بمحاولة إقحامها فى أنشطة كثيرة وإن كانت مبهجة.
تحاول أن توضح فكرة , على الحياة أن تتوقف , بل يجب أن تتوقف.
لا تستطيع أن تجد فى "ما بين النوم والموت" حيز أكبر للمحاولة لتستسلم من جديد.

تفيق نسبيا على صوت أخيها الصغير , يشاهد أحدى أفلام الرسوم المتحركة.
:the point is"
"stop trying too hard to be something you are not!

"توقف عن محاولاتك المستميتة حتى تصبح شيئا لا يشبهك" 

تدون كلا من ترجمتها المتواضعة والجملة الإنجليزية , وتعود , لما أصبح , ملاذ , ربما !

بإنتهاء اليوم , يقرر القلب العدول عن عناده ويعود للدبيب, فيعود الرأس الموجع بأفكار مع إيقاف التنفيذ للعمل وتوجيه الحركة.
مازالت لا تقوى على الجدال , فتأكل بعض لقيمات من طعام باتت تزهده بعد إلحاح.
تفكر فيما عليها فعله , فلا تجد ما يكفى من رغبة.
لا تريد أن تلتهم أكبر قدر من صفحات فى كتاب جيد , لا تريد البحث عن موسيقى جديدة , لا تريد مشاهدة فيلم مأساوى مع أخوتها سريعى التأثر,لا تريد تأليف نظرية جديدة عن اللاممكن والسراب.!
لا تريد أى شئ ,,وبشكل ما يريحها ذلك كثيرا , إذ طالما أرادت أن لا تريد !

فقط هم من فكرت فيهم , تريد أن تمتلك ما يكفى من جهد للتحدث معهم وإخبارهم بأنه , حسنا , الأمور ليست على ما يرام, وأنها ليست بخير,وأنه من الجيد أن تتمكن من الإعتراف بذلك أخيرا.
تعلم يقينا حبهم لها , ذلك الحب الذى تبادله بما يزيد , تعلم رغبتهم فى المساعدة والبقاء فى الجوار والمساندة.
ولطالما كانوا كذلك , ولطالما كانت ممتنة لوجودهم .
ولكن الآن , لا داعى من أن يعيش جميعهم هذه التجربة. تريد إكمالها للنهاية ..وحدها !
ليس لأنها لا ترغب بوجدهم المؤنس الملطف ,ولكن لأن هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر , عليها أن تتعلم دروسها وحدها ,وتنجز فروضها ايضا.

طالما أخبرتهم أن التغيير دائما شئ جيد , وأنها لا تخشاه بل تدعو حتى يصيبها كل حين , وها هى تختبر جرعة أعلى منه , أصابت أعماقها , فلابد من بعض من فقدان التوازن , والذى من بعده ستستقيم الأمور.
تحاول كتابة رسالة , ولكن الوقت لا يبدو مناسبا بعد , ستخطها عما قريب , تطلب منهم فيها عدم القلق ,ومنحها بعض الثقة التى تستطيع تقبلها بشجاعة , لتقطع طريقا لن يقطعه سواها , لتقطع ما عليها المضى قدما فيه وحدها ,ليتلاقوا من جديد !

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

كمقهى صغير هو الحـ(ب)زن !

أصبح إعتقادها أنها تستطيع الإختفاء -إن هى أرادت ذلك حقا- راسخا.
كان صباح هذا اليوم الوقت المناسب لتستخدم فيه تلك القوة الخارقة.
خرجت من المنزل قبل أن تراها والدتها .لا طاقة لها اليوم بشجار جديد بخصوص هذه الكارثة التى ألحقتها بأفراد جنسها بل وبالإنسانية جمعاء!
حيث أن إرتداء ثوب أسود قصير من فوق "جينز" أزرق لا يمت له بصلة ,يعد ضربة قاسية موجهة لمبادئ الأناقة , يزيد من وقعها إرتدائها لحذائها الرياضى المفضل وحقيبة ظهر. كارثة بكل المقاييس !

تعلم في صميمها أن وجودها فى الشارع بمثل هذه الحالة التى يرثى لها, وعيونها التى تأبى الإستيقاظ بعد, وخطواتها البطيئة عما اعتادته ,وملامحها التى ترفض التخلى عن بؤسها جريمة شنعاء فى حق العالم الذى تحاول مؤخرا التقرب منه.                  
تكمل على أية حال موقنة انها الآن مختفية عن العيون تحمل ثقلها قدماها بعناء حتى تصل أخيرا إلى ذلك الركن من قلب المدينة -الذى اكتشفته حديثا- ,رؤيته امامها زادت من سرعة خطواتها حتى وصلت أخيرا ,فدلفت من الباب الصغير.
ترى بعض الوجوه الأليفة,هنا تفقد قدرتها على الإختفاء,ليبادلها الآخرون الرؤيا,ترسل إعتذارا بعينيها عن مظهرها الرث,فيتقبلون الإعتذار بإبتسامة وتصعد.

تفكر:"آه ,كم هو جميل هذا الدرج !"
هو نوعها المفضل .أو ما يمكن لمخيلتها رسمه إذا سمعت الكلمة أو قراتها ,تريد أن تجلس عليه الآن , عند استدارته المنحرفة ,وتحتضنه قليلا,تحب وقع خطواتها عليه,ولون الخشب وصوته وحكايته والحنين الكامن فى تجويفه إلي أيام كان فيها شجر !

تختار ركنا جديدا لم تجربه من قبل, ترتاح لإختيارها السريع -باتت معظم قرارتها سريعة لم تعد تطيل التفكير!- ,تجلس تحيطها وتقابلها كل هذه الوجود أو بالأحرى العيون التى تخفى الكثير.
ألوان بسيطة لا تستطيع لفظة واحدة وصفها,ليس هذا الأخضر المتعارف عليه,وليس هذا بالتأكيد ما قد تتخيله إن قلت لك أصفر !
تستسلم لجهلها بالألوان وتحاول الإقتراب , هذا فيروزى , ما بين أزرق وأخضر ,أو شئ من هذا القبيل.وهذا لون الخشب صغير السن الذى لم تضيف عليه السنين تأثيرها أو شئ من هذا القبيل.!

أرحب بالوجوه الحزينة ,أفكر فى أنه ربما علي البحث عن أسماء مناسبة لهم.
أخرج بعض الأشياء من الحقيبة , هناك دائما أكثر من خيار 
كتابان , دفتران للتدوين,وعدة أقلام , لم أفكر من قبل فى الأسباب , ربما لا أرتاح لفكرة الخيار الأوحد !
أقرر كيف سابدأ الصباح:
كتاب لـ "باولو كويلو" ,سوف أكتب التدوينة اليومية فى دفتري المفضل , لن أضع أي خطط مستقبلية هذا الصباح , ليس الوقت الأفضل على أية حال.

أطلب القهوة الأقوى , بينما يتردد بأذنى صوت صديقى المفضل مؤخرا 
"عيناى تغمض وحدها,أحتاج إلي قهوتى فى أسرع وقت ممكن ,لعل الحب مر ولم أراه"!
يأتى الطلب بعد قليل , تسبقه الرائحة التى تأخذنى إلي غير مكان ,إلي هناك ! 
أخبره ان لا داعى للسكر الذى نسى إحضاره ,ومازال يوري فى الخلفية 
"أحب قهوتى مرة , تذكرنى بحياتى , حياتى باتت نكرة , يبدو أن الحب لن أراه.." 

أذهب قليلا مع "بريدا" ومغامراتها الكبيرة , ورحلتها المليئة بالمخاطرة, اليوم تتعلم أن تستسلم لقوة أعظم , عليها أن تترك نفسها دون مقاومة.وتتعلم أيضا أن السبيل الوحيد للفهم فى هذه الحالة , أن تفهم بقلبها , الأمر البالغ الصعوبة كما تتوقع !

-حسنا أيها العالم , هلا كففت عن التآمر , يكفى هذا القدر رجاءا - هذه جملة إعتراضية بينى وبين العالم , وهو يعرف جيدا ,نعود.

أكتفى ببضع صفحات حتى يتسنى لي الوقت للكتابة.
أدركت أنى أحب نوع هذا الدفتر كثير , لون الورق الكريمى ,المائل للصفرة,ذو الصفحات الفارغة الغير مسطرة!
أنتبه إلي أننى أكثر مؤخرا من استخدام الموسيقى فى تديوناتى اليومية.!
ممم , لا أدرى السبب , ربما أحتاجها أن تعود إلي الحياة , مثل حاجتى للكتابة.
أحب الإضاءة الخافتة , لمقهاى -الذى بات مفضلا- ,أحب شرفته الصغيرة ,وموسيقى الجاز الهادرة من مكان ما لا أهتم بتحديده.
أحب المكان الذى تحملنى إليه القهوة فوق بساط سحرى , هناك , حيث لا داعى للكلام.
حسنا , بات الكلام يؤلمنى , لا أريد الإكثار منه , هو يأخذ من طاقتى التى لا أمتلك الكثير منها حاليا.
أعلم الآن أننى قد وجدت على هذه الأرض ركنا مفضلا , به شرفة تُفتح على هناك , وبه سقف لطيف أيضا.
بعدما أصبح سطح بيتنا مفترش بحنين ثقيل!

كم هو رائع البقاء هنا|هناك ,حتى أقرر الخروج , ولكن ليت الأمور دائما بمثل هذه السهولة!
لا بأس , يكفينى الآن أنى قد عثرت أخيرا على هذه البقعة التى وسط عيونها الحزينة ربما أجد إجابة للسؤال!
ربما ...
----------

الأحد، 7 سبتمبر 2014

يمكن ..إلي ما لا نهاية !

يبدأ تفاوضٌ قد بات معتادا.
هل تعرض عليك الحياة سببا مقنعا كى تخوض غمار هذا اليوم ؟!

"كان فاضل بس يا دوب إنى ألبس توب الدنيا وأتوب عنك" !

يعطيك الواقع ما يكفى من الأسباب لتجنبه , خشيته ربما , والتنازل عن معركة محتملة.تبدو أسبابه مقنعة ومنطقية إلي حد كبير.يعددها بثقة كمحترف يلعب الورق , يعلم يقينا أن أوراقه رابحة,فيتفنن فى استفزاز خصمه وينفث فى وجهه دخان سيجاره الكريه!

تكاد تركن إلي إقتراحه بالتنازل والإستسلام فتعدل فى اللحظة الأخيرة.

"لكن قلبى المغلوب بيخاف ليدوب فى ليالى الشوق بعدك" !

يتدخل قلبك سريعا ,وينحى عقلك جانبا , يخرج من مكان ما "المانيفستو" خاصتك , الذى وضعتماه سويا بالإتفاق مع شعبك الداخلى. يقرأ مواده وفقراته بقوة وحماسة !
تعجب من إيمانه بما يقول ,تبتهج لوقع دقاته التى تجعلك تعدل عن قرارك , متذكرا وعدا قد قطعته "لن أتعود ,حتى يموت في شئ ما!" 
فتأخذ القرار الأصعب , بالخروج والمواجهة.

تخبرنى صديقة أن هناك شئ ما مختلف في , تشعر بوجود جديد , ربما فرصة جديدة , عمل , سفر , أو قرار!
استبعدت الحب حتى لا ندخل فى جدال نهايته محسومة , أنا فى حالة حب مستمرة , دائما ما أحب , 
كتاب , موسيقى,مقهى جديد , أو كاتب لا يؤمن بالحب!
صممت على رأيها , وعقبت بأن ذلك الشئ أيا كانت ماهيته , يبدو جيدا !
لتأتى صديقة أخرى وتؤكد أن هناك خطب ما بشأنى , يجعلها قلقة بعض الشئ .
هل تريدين التحدث فى الأمر ؟
اطمئنها , أحاول , أجيبها أنه ليس هناك شئ يقلق وأعنيها صادقة , لا أشعر بوجود أى شئ على الإطلاق !

ما بين جديد صديقتاى , ومريبهما , أحيا , لا اعبء بالتفسير , لا ينتابنى الفضول نحوهما.
"وما بين كده أو كده , مش مرتاح أنا ..." 

الأمر يشبه وجود "إليكترون" فى مستوى طاقة مرتفع , يبحث عن حالته المستقرة المؤقتة , لن يهدأ حتى يدركها!

أخرج الـ daily planner خاصتى , محاولة اتباع نصيحة من ادركوا المعنى , أحاول وضع بعض الخطوط العريضة للاسبوع فى بدايته,عن الأشياء التى علي إنجازها. يكفى لهذا اليوم قرار المواجهة , والمواصلة حتى نهايته , البدايات هى الأصعب!
وغدا !!
يبدو صفحة بيضاء لا أجد كلمات مناسبة لملأها يعد!
أحاول ..أنتهى بالتمنى: 
"مش عايز بكرة يفوت وأنا لسه بأموت , والليل عمال يجرح ..."

أدعو أن تعود علاقتى مع الليل إلي سلميتها الأولى .
أن يعود وجوده الأليف مؤنسا..
أن يعود هؤلاء الكثيرون بداخلى إلي جدالهم وشجارههم الدائم , المحبب ,وأن أبقى منهم فى وضع المتفرج , المعجب بما يدور !
أدعو ...
أن يعلن الحزن عن وجوده,ويفسر ماهيته,ويعدد شروطه ويوضح منهجه !

" والوحدة تزيد النار , وتزيدنى مرار,والحزن يبات يصبح.."

لا يكف الجميع عن طرح الأسئلة , وتبقى "لا أعرف" أجابة حقيقية , غير نموذجية!
لا أكف عنها أنا ايضا , ثم أعود وأرجعها إلي عدمية مريحة , لم يعد يهم الأمر كثير بكل حال .
تريحينى كثيرا فكرة إنعدام الوجود المؤقت دون إلحاق أضرار بالغة بالجمع المحيط.

يحبسنى داخل الحيرة , قرار كبير , لم أجرب شبيها له من قبل , ولا أطيل فيه التفكير كما أعتدت سابقا!
ما بين إحتمالات متطرفة , بين أبيض وأسود غير صريحين , ألقيت حجر النرد وقررت إتباعه .
متفهمة أكثر لفكرة "الين واليانج" ,كل أبيض متصل بأسود , بإختلاف الكيفية والمقدار.
لم يبقى لي الآن , سوى الإنتظار , والصبر,
وما أصعبه من خيار !

"...خلينى بقى كده , يمكن الهنا , متدارى فى صبرى عليك" !

أيها العالم ,هل تكون صديقى ؟

مرحبا
ادعى إيمان , - بنطق كلا الألف والياء رجاءا-
ولدت فى صباح جمعة باردة من شهر ديسمبر ,لا أتذكر شعورى عندها جيدا ولكننى أستطيع أن أخمن أنه كان الدهشة والرغبة فى الإستكشاف!
أحيا حيوات مختلفة كل حين. 
الآن ,أحيا فى بقعة هادئة من العالم , يسكنها أناس ظرفاء يتحدثون لغة مختلفة تمنعنى من التواصل معهم, تعلوها سماءا مشتركة مع كل الأرض ,وهذا يكفينى.
أحب أن اقرأ كثيرا , والكتب عالمى المسحور.
أحب قراءة الشعر , وأحب الشعراء البائسين "درويش, أمل ,جاهين" 

اعرف من اللغة ابجديتها , والتى بواسطتها اسطر نذر قليل من كلمات , هى دائما لا تعبر جيدا.ومازال أمامى الكثير لتعلمه فى بحورها..
مغرمة بالمشى كثيرا,المشى لمسافات, أري فيه خطوة تسبق رحتلى المؤجلة حتمية الحدوث لإستكشاف العالم.وأحذيتى الرياضية من مبهجات الحياة.

مازلت لا أري جيدا ,ولكننى أنظر ,بحثا عن الألوان.
أحب الموسيقى كثيرا , ما يصل منها إلي محملا برسائل تعجز عن وصفها الكلمات.
سيخبرك أصدقائئى أننى أحب فيروز ,حسنا ,مازلت لا أجد الكلمة المناسبة لوصف علاقتنا سويا.
منير , الحكيم المجنون , حادى قافلتى الوحيدة ,فى طريق موحش, فيضفى عليه قدر من ألفة.
كل شباب الـunderground music وكهولها أصدقاء مفضلين. أعيش معهم مأساتنا المشتركة.

فضلى المفضل هو الشتاء ,ببرودته ودفئه , وأشفق على الخريف الذى يعانى دائما الفهم الخاطئ من كثير من البشر.
أحب الآيس كريم والعلكة الخالية من السكر والأطعمة الحريفة .
أعشق نهرنا العجوز ,ربما لا يبادلنى نفس الإهتمام , البحر صديقى الغريب الذى دائما ما يطول اشتياقى له ولا اشبع من اللقيا.
أحب الألوان عامة ,الأرجوانى والأزرق مفضلاى.
الحكايات هى بوابتى إلي الحياة , اهوى قرائتها والاستماع اليها ,ارغب وبشدة فى ان اتمكن من حكي بعضها , يوما ما.
أحب الاستيقاظ قبل الشمس ورؤيتها قادمة. 
دفتر الكتابة والاقلام الملونة ,اشيائى الأثمن والأغلى , ورفقاء الدرب.
والقهوة ..
حسنا لا أجد أبلغ من وصف درويش "القهوة لمن يعشقها مثلى هى مفتاح النهار" .
ذلك العشق الغير مشروط , الذى صعب أن يقترب منه آخر!

أحب تأليف نظريات عدمية , وتغرقنى الفلسفة.
لا أتوقف عن طرح الأسئلة , لتصنع رحلة البحث عن اجابات ومعنى ,الطريق!

لم لا تكون الحياة ببساطة بطلة "باولو كويلو" المتمردة , التى ترفض عاديتها , وتتخفف من مخاوفها ,وتخاطر بكل ما تعرف ,لخوض الطريق التى ترسمه لها أسئلتها!
تريد أن تتعلم السحر , وتعرف المزيد عن روح العالم , ورفيق روحها , وحيواتها السابقة.

لمَ لم نلتقى بعد , أنا وذاك الغريب الذي قد يهذى بمثل هذه الكلمات:

"ابيع شبحي ,وكل ثيابي المزخرفة,
 اترك بيتي واودع بصارتي, ارفض واقعي, واهدم قفص عصفوري.
 ارسم على جبيني خرائط العالم 
ولى زمن الانتظار ..لن اقف مكتوف اليدين.. اوجاع راسي دائمة... اريد حبا في الحين "






متى تعلمنا أن نعقد الأمور ونجعلها أصعب؟
كيف تحمل الكلمة أكثر من معنى متناقض؟
كيف نرى الأشياء ؟
متى أعود لأشعر بالجوع ؟
كيف يفضل قهوته؟
كيف يتمكن الصمت منا , فنزهد فى الكلام؟
متى يمل الصمت فيشرع فى النداء؟
"كاد أن يجعلنى الليل سوادا" 



قبل أن أغدو محال ..
قبل أن أهرب من عينيىّ .,حبيبى !

كيف نعرف ؟ 
كيف نصبر على ما لا نعرف ؟

أيها العالم ,الحزين , لمَ لا تكون صديقى ؟ فتعلمنى :كيف نحزن ؟ 

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

أن لا تعرف:أن لا ترى

يحدث أن لا تسمعك !
لا تدرى هل السبب هو خفوت صوتك الداخلى , وهنه , وكفه عن الصراخ؟ أم لإرتفاع أصوات ضجيج العالم من حولك , ذلك الضجيج الفضولى , المتعجل , المكرر برتابة ؟!
تتوقف مرتبكا حائرا ’ لا تدرى كيف تكمل المسير دون ذلك الصوت الدليل !
تسد أذنيك بما أوتيت من قوة , دافعا زحام العالم خارجا.تغلق عينيك كى تتمكن من رؤية صوتك الخافت وتتبعه,فتدرك عجزك عن الرؤية!
متى عميت عيناك؟! متى أختفت الألوان ؟ متى توقفت عن النظر !

يضحى الصوت همسا, به بحة محببة , منهكة , يبتعد أكثر وأكثر حتى يختفى !

تأخذ من العالم -عالمهم- ركنا قصيا, تجلس فيه زاهدا فيما تحب , متلمسا الأمان فى حدود جسدك , تنكمش , تعود إلي الوضع الذى سبق الخروج , فارغ الفكر -كما كنت- تستمع إلي ضربات قلبك من عمق لا تعلم نهايته,ضربات تقاوم , كى تمدك بلقيمات من حياة!

من خلالهما,كانت رؤيتى البكر لروحى,الرؤية الأوضح ,الأصدق والأعمق. 

كانت عيناه بزرقة بحر أليف ,لم أخشاه يوما ,أنا التى لا تجيد العوم! 
كانتا رائقتين كأكواب أمى الكريستال, صافيتين من أى شوائب من لون أخر , فقط أزرق ,ممتد امتداد البحر والسماء حتى يلتقيا.
لا يحتوان كمثيلاتهم من العيون على تلك الجبال الجليدية الصلبة التى تبقيك خارجا.
إليهما أدمنت النظر , وفيهما كانت أول معرفتى للعالم والأشياء , وعلى ضوئهما اللامع -ليلا- سافرت إلي مدن أحلامى الكبيرة ,وأزقة أفكارى النائية .
طالما رأيت الله فيهما ,فأحببته ,وتعلمت الصلاة.
طالما وقفت مشدوهة لقدرتهما الجبارة على التمكن من الضحك الخالص فوق خلفية من شجن!

بعض الصباحات ما هى سوى ليل ممتد تخلى عن سواده لضعف طاقته على الشجار مع الشمس كضيف غير مرحب به!
بعض الشروق موجع ,وباعث على البكاء,وبعض زيارات الشمس التى طالما كنت ممتنا لها , خيانة كبرى .
كيف استطاعت من إعلان شروقها مبتهجة دون أن تتأكد من وجوده بالجوار!
كيف استطاعت نشر الضحكات وبذر الأمل !
كيف لم تذرف دمعا , أم هى ايضا ابقته حبيسا حتى حين , حيث تتحرر من حزنها وتجرى دموعها ضوءا أسود !

كثيرا ما مازحته,لنقوم بالتبادل اذا , ليأخذ هو هذه العيون الذى لم يسأم مدحها والتغزل فيها , وأحصل أنا على بحره وسماءه الزرقاء ,عيونى ليست جميلة مثلك , هذا ليس عدلا أيها العجوز !
ليضحك حينها ويضمنى فى عناق ,يأخذنى إلي حيث الـ "ما لا نهانية" !
كانتا بوابتى على عالم , أغلق , يوم أغلقتا  -حسنا هذه كلمة لا افضلها كثيرا- إلي الأبد.

"لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا" 

ذهبت إلي مملكتك الصغيرة للبحث عنك فى أخضرها وبراحها , فلم أجد سوى الحزن وأنين مكتوم .
كل حزين بطريقته فى أناقة وحب , علمتنى أن أستمع إلي حكيهم وطالما تدربت , واليوم حاولت ونجحت المحاولة , ولكنى لم أقوى على إكمالها. نسيت أن تعلمنى كيف أواسى أحزانهم , كيف أشاركهم الحزن , أم تراك أغفلتها عمدا!

مازلت فى ركنى من العالم , إختيارى المرغم , بجوار حائط شائك ,انا التى طالما كرهت الجدران, داخل دائرة مغلقة كرها, موحشة,لا تسمح لأحد بالإقتراب من حدودها , والمرور لإلقاء التحية. أتعلق بالصوت الخافت ,لضربات قلب مازلت تعافر,.أحاول التشبث باسمى , وبأحرف أبجديتى ,وبقدرتى على سطر الكلمات,حتما سينتهى كل هذا , حتما سيقوى القلب وتحدث دقاته دويا , على ابتهالات اللسان :
"أعطنى القدرة ..حتى لا أموت 
منهك قلبى من الطرق على كل البيوت" 
حتما سوف يتحطم الجدار , وتتلاشى الدائرة ,.
حتما سأعود لأعرف من أكون!
 وما أريد !
سأعود ...لأرى !

الخميس، 4 سبتمبر 2014

أن لا تعرف: فارغة !

للكلمات علينا حق !
الصدق,
 أن نعنيها ,أن تكون مناسبة للحظة , أن تعبر بتواضع عما بالباطن يدور.
فإن لم نوفق فى الاختيار , فلتنتظر بعض الوقت ,حتى تحرر نفسها بنفسها!
......

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

أن لا تعرف:أن لا تبكى !

تلك الأهة المفجعة , التى تلي الإدراك الأولى !
تخرج من محل بداخلك لم تنتبه قبل بوجوده , تخرج مؤلمة , موجعة , مكتومة.
لتتبعها موجات من أهات متقطعة , شهقات مدفوعة من رئتيك للفوز ببعض الهواء,يرتفع صوت محاولاتك البائسة إلي هذا الحد الذى هلع له المحيطين!
شئ ما بالداخل يحاول الخلاص , أجزاء عالقة على روحك تخص تلك الروح الأليفة , تريد التحرر والذهاب, إلي حيث تنتمى , تفشل فى الإبقاء عليها, ويصبح التنفس جحيمى,يكاد رأسك أن ينفجر , فتنزل الدموع بإنهمار ,تحاول التخفيف من الضغط , لا تبدو كافية , فيلجأ دماغك إلي أخر حلوله للإنقاذ , فتسقط , فاقدا الوعى , ذلك الوعى الذى لم تتمناه حاضرا!

"لم يخلق الدمع لأمرئ عبثا,الله أدري بلوعة الحزن"

أخبرنى صديق مرة , أن البكاء أحد بركات السماء , الذى يهبها الخالق للمحزونين ليتخففوا من بعض أثقالهم .
ربما يبدو ذلك صحيحا إلي حد بعض , ولكن رؤيتك لأحدهم يبكى , رؤيتك تلك الدموع المحملة بآلاف الكلمات دون أن تملك ما يناسبها من رد ,قادر على إضافة أثقال أكثر إلي عبئك!

بعد عودة الوعى الذى كان , بعد أن أصبح كل ما حولك غير مألوف , غير معرف , تأبي الدموع أن تعود !
تقبع فى الداخل , وسط برودة شديدة ,تحول قطراتها إلي جليد !
حادة زواياها , ثقيلة , تنزل إلي أعماق قلبك ,متخذة منه مقرا دائما , ليبقى ذلك المكان الذى طالما شهد شرارات اشتعلت وانطفأت , جامدا , متجمدا , مثقلا, ويصبح ما تبقى من قلبك واهنا , يحاول بصعوبة الإبقاء على أشباه مظاهر من حياة.

تحمل ثقلك بشجاعة لا تملك سواها خيارا , وتمضى , يهنئك الجميع على القوة تلك , على جفاف الدمع من عيونك ,تشكرهم باسما ,هم لم يروا ماذا حل مكان هذه الدموع الذين لا يتحملون ثقل رؤيتها ,هم لا يرون ماذا حل بهذه العيون !

تدعوا بأن تبقى الغشاوة , وأن لا يروا !
تكمل المسير , تحاول إدراك التوازن , واهن الخطى , ضيق النفس , تدعو وترجو تبتهل أن يحدث الإنهيار قريبا!
تدعو أن تشرق الشمس , لتذيب دموعك الجيليدية ,فتجرى نحو خلاصها , وتحررك.

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

الصدمة الأولى: أن لا تعرف !

لا يتطلب الأمر سوى لحظة ,لحظة تقسم خط الزمن إلي ما قبل وما بعد !
طالما كانت الهزات الأرضية لغزا بالنسبة لي , أريد التجربة , أو بالأحرى , أريد أن أري رد فعلي حينها.
نحن لا نتوقع حدوث الزلازل , أو ربما يتوقعونها فى مكان ما , ولكن هل تغير معرفتك المسبقة من الأمر شئ , هل يجعلك ذلك أكثر استعدادا !
هل سوف تتمرن على حفظ توازنك فتقاوم الهزة ولا تسقط!

هي لحظة يتوقف فيها تناغم عالمك الظاهرى , ترتج أركانه , يحل ظلام دامس فجأة ,فتسقط , وهذا أخر ما تذكره.
تفيق وقد عاد الضوء , ولكن عينيك لا تقوى على إحتماله ,يدور رأسك , ويصعب التعرف على الجو المحيط!
تنتظر بعض الوقت , ربما عاد إليك الإدراك, لا جديد !

تخفت الضوضاء حولك شيئا فشئ , تحاول من جديد , بلا فائدة, تتقبل الوضع صامتا.
يكف رأسك عن طرح أسئلة , لا يقوى على البحث عن إجاباتها.

يخبرك الجميع أن لا تفعل ,
أن لا تحزن ..
لا تبكى ..
لا تفعل هكذا بنفسك ..
تؤكد على كلامهم بإبتسامة مطمئنة ,مرتبكة, أنت لا تعرف عما يتحدثون على كل حال !
"لا تعرف" هذا الوصف الأدق لما تشعر به وتعيشه.
لم تعد تعرف كيف كنت قبل الهزة الأولى ورجتها التى طرحتك أرضا
لا تعرف كيف سقطت بهذا الشكل
لا تعرف كيف تتعامل ما بعد الهزة , ربما لا تريد أن تعرف ,أو لا تعرف إن كنت تريد أن تعرف أم لا.!
كل ما يبدو معروفا لك الآن , أنك تريد أن تحيا هذه التجربة كاملة , تريد أن تصرخ فيمن ينزلون حبالهم لك من أعلى لتصعد ,اتركونى بعض الوقت , فقط بعض الوقت , بلا اسئلة , وبلا محاولات للدفع.!
توقفوا عن سؤالى:كيف تشعرين ؟ هذا السؤال الجيد جدا , الصحيح جدا , فى اسوأ توقيت , لم تعد بجعبتى مزيدا من الأجوبة , ولا أريد التظاهر.

علمنى أن الحزن صلاة يحتاجها القلب كل حين, قليل من ينجح في ادراك ما تتطلبه من خشوع, لكنهم متي وصلوا غنموا! 
لكننى وكما يبدو لم اولي كلماته ما يستحقه من إهتمام !
الآن أعلم بوجود الصلاة , لكننى لا أعرف طريقة إقامتها !
علي أن أعرف على كل حال , أحاول , وهذا طريق يجب أن أقطعه وحدى ..
ربما وصلت , ربما لم أصل , ولكننى بدأت خطواته الأولى على أية حال!

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

حاروا فى تفسيرها , فأكتفوا بنفى التهمة عن أنفسهم , فذهب البعض إلي الإعتقاد بوجود آلهة للإلهام -Muse- والتى تأتى لتتمثل فى كلماتهم فى صور شتى !
والبعض يعتقد بوجود جنيات خاصة للكتابة , او ذلك النوع المحدد من الجن - عبقرى- , يأتى متى أراد ويصب فوق رأسك سيل من كلمات وما عليك سوى الإمتئال بخطها فوق الورق.
تختلف التفسيرات التى لا اعبأ بها مطلقها فى الحين .فعن سؤال كينونتها الشائك , أعلم ذلك النذر القليل :
الكتابة فعل إيمانى ! 
وأنا -مازلت- أؤمن .
أيها الشئ الغامض, أيا كانت ماهيتك,ها أنا ذا , أقطع الوعد من جديد , ها انا ذا أنفذ دورى من إتفاقنا الضمنى , فهلا أتيت !

--------------------
أعود للأربعين 
بداية , تحاول , لتكون تدوينتى الخامسة -الأولى بعد الرابعة- ,غدا ,فى العاشرة وعشر دقائق (مع مراعاة فروق التوقيت والمؤامرات الكونية)

أربعون العشق,الحزن ,والولادة الجديدة ...
أربعون الصعود !

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

عن طبطبات ربنا

وقلوبنا بين يديه يقلبها كيف يشاء 
تغير الحال ,من تلك التى كانت تبدو فيها الحياة مستحيلة , والتنفس جحيمى الصعوبة , وكانت أكثر اللحظات رحمة ,تلك التى تنتابك فيها نوبات متقطعة من الإغماء ,إلي حال أكثر رضا وتقبلا وامتنانا.

وتستمر تجليات رحمته:

صديقة تأتى لرؤيتك ومؤازرتك , وتحمل معها فرخ دجاج صغير "كتكوت" لتتركك أمام وقع المفاجأة الغير متوقعة بالمرة مشدوها, وقد بت تعلم يقينا إختيارك الجيد لأصدقائك,المجانين أمثالك !

زملاء العمل -خفيفى الظل- , الذين يساندونك بطريقتهم فى إشراكك الحكايا صعبة التصديق , وإطلاق النكات الطريفة , أن تصنع لك صديقة مقربة القهوة , وأن تحضر إحداهن أزهارا.

يأتى المزيد من الرفاق , محملين بهدايا ربانية ,فتركب معهم النهر الذى يمضى قدما فى ثبات , متلألأ بخيوط الشمس ,فيحررك -لا تعرف كيف بالتحديد- من كثيييير مما تحمل , ليصبح التنفس اسهل , وتصبح الشمس أكثر إغراءا للحب ونظم الأغنيات.
تعود عيناك للابصار ولو على استحياء , فيعطيك ذلك بعضا من أمل , علك تستطيع أن تتذوقك من جديد , فتتناول معهم الآيس كريم , من فوق أحد الجسور المطلة على النهر الحنون , يبدو الآن أبعد , أكثر رهبة , آسر , فلا تستطيع التوقف عن التحديق !
يهب هواءا لطيفا محملا بنسائم من رحمة , فتنهل منه قدر استطاعتك , وترسل للشمس إمتنانك مع الغروب.

يبدو أن نفحات المنان لم تنتهى بعد , فييسر لك تلك الزيارة , لأحد بيوته المحببة إليك , لتدخل ساحة ذلك المسجد , الرحيبة حد السماء , تبث همك وحزنك له هو , هو الأعلم والأرحم , تمضى بعض الوقت هناك , حتى يحين الوقت للذهاب , فتمتم بكلمات يسيرة لا تعبر كفاية عن قدر شكرك وإمتنانك , لينتهى اليوم وقد ترسخ مبدأك القديم "فى قلوب الناس , تجد ضآلتك , فاستمر فى البحث" !

الجمعة، 22 أغسطس 2014

أقترح أن نبقى سعداء

أنت لا تملك من الأمر شيئا.هذا ما أدركه عندما استيقظ وقد تبدل الحال , لم اسابق اليوم الشمس لنرى من سيستيقظ اولا ,فالواضح أنها سبقتنى وأتت حتى نافذتي لتعلن حضورها الطاغى.
تغدو دينامكية الحركة متعبة , يستغرق النهوض من الفراش دهرا ,ذلك الألم الذي يغلق الحنجرة مزعج.صورة هى العكس تماما عن يوم فائت ,فماذا حدث وكيف , لا شأن لك بذلك , عليك فقط التعامل.

باتت علاقتى بالمرض أكثر تفاهما وإنسجاما, بت أري فيه رسالة يجب إدراكها الآن ,ربما كابرت فى فهمها بالطرق العادية , فكان علي أن ادركها بالطريقة الصعبة.
ربما ملت الروح من قيد الجسد فسدت أحدى ضرباتها له فى خضم غفلته , علها تسترق بضع ساعات إضافية للتحليق!
ربما زاد عن الحد ضلال نفسك وعصيانها , فيأتى المرض ليمسك لجام تلك المكابرة.
هو يأتى لسبب , حاملا معه رسالة , وعليك قراءتها جيدا.

الحالات الحادة من الانفلونزا ,وما يصاحبها من حمة ,لها متعة خاصة .
عنادك يدفعك على الاستمرار ,توهم نفسك أنك بخير , لا تحتاج إلي تغيير شئ فى خططك الموضوعة مسبقا,سوف يمر اليوم فى سلام,هذا الفيروس الصغير ليس لديه الكثير ليفعله فى معركته أمامك.
حسنا , لتبقى الآتى ببالك:

الأشياء الصغيرة -جدا- هى عادة ما يحطمنا أكثر.
الخطط الموضوعة مسبقا لا وجود لها !

الحالات الحادة من الانفلونزا تبقيك مقيدا بذاتك , عليك أن تبقى معها ,وأن تكون أنيسك الوحيد , عليك أن تجد وسيلة للإنسجام,وهو ما يبدو مستحيلا , أو بلفظ أقل بؤسا غير قابل للتحقيق الآن!
يبدأ شجارا بينكما , تتصاعد الوتيرة حتى تأتى تلك الموسيقى من مكان ما , فتهدأ , وتستمعان :

أقترح أن نلتقي غدا ً 
أقترح أن نبقى سعداء
تعبت من الخلاف معك 
و من السير على الأقدام"

يبدو إقتراحا يستحق المحاولة , لقاء حقيقى , وليس وجود ظاهرى فى نفس المكان , أحدنا ينصت والآخر يحكى , ولا ينتهى هذا اللقاء حتى نجد طريقة للتعايش , وإن بقينا دائما ضدين!



الخميس، 21 أغسطس 2014

أن تموت: ألف مرة ومرة !

عبء الذاكرة الذى تحمله طوعا,ذلك السجن الذي تحيط به روحك.لتغدو الأماكن مقيدة بزكرى هؤلاء,من تلمست معهم الطريق أول مرة.
ليصبح معنى المكان . بقعتكم المفضلة,الموسيقى المصاحبة,النادل غريب الأطوار والمشروب الأفضل على القائمة .
ومتى أختلف الطريق, يحدث أن تتحول روعة المرة الأولي وبهائها المتفرد , إلي وحشة تنخر فى روحك!
...........
بهذه الإبتسامة الساحرة , وخفة الروح الطاغية ,وطريقتها تلك فى الكلام التى تبقيك مشدوها ,تدخل إلي المساحة المحيطة. تطلب برقة بالغة إفساح مكان للجلوس , فألملم حاجياتى المبعثرة من حولى كى أوفر لها مساحة لتجلس فيها ,هى وصحبة الورود العملاقة التى تحملها بين ذراعيها المكونة من الأحمر والوردى حصريا !
تضعها أمامها بلطف , وتجلس , نتبادل إبتسامة ودودة ثم أعود لقرائتى وتبدأ هى فى ملامسة ورودها بأطراف أناملها فى حركات سحرية , مدندنة لحن أحدى الأغنيات الشهيرة , أستغرق فى تذوق كلمات روايتى , تلك التى تغرقنى داخلها , حتى أخرج من شرودى على صوتها تسبقه زهرة وردية تنطق نقاءا .
أمد يدى لأمسكها غير قادرة على إدراك كلمات الشكر والإمتنان المخزنة بعقلى.!
تعود ثانية لأزهارها ,وأتظاهر بالعودة لكتابى , الذى باتت قراءته صعبة, حيث يتجه الآن فضولى بكامل قوته -غريزيا- لقراءة هذه الحالة المثيرة للبهجة.!
.................
هل تعلق بالأماكن التى نمر بها بعض من أرواحنا ؟
أم يمتلك المكان روحه الخاصة , التى يحتوى روحك داخلها , فتتنافرا أو تتآلفا ؟
.............
وصوت دندناتها موسيقى فى الخلفية , أنظر إلي النيل , أحاول أن أقوى قدرتى على "الإبصار" , ذلك الرقراق المذهب إثر مداعبة الشمس لموجاته الخجولة. و العديد من الزوارق الصغيرة , مشرقة الألون ,التى تمر بالنهر فى خفة وفرح.
تحدثنى صديقتى الغريبة , عن خوفها من ركوب الزوارق الصغيرة , خوفها من الماء عموما , وعن رغبتها فى الصيد , سمكة واحدة فقط , تلمسها بين يديها وتطبع على رأسها قبلها ثم تلقيها فى الماء ثانية , فهى لن تجعلها طعاما للقطط التى تحتل المكان على أية حال.
تخبرنى عن حبها للموسيقى والأدب , وعن صوتها المقبول نوعا ما , وعن اسمها وحكايته , يأخذنا الغروب بعيدا عن الحكى , ليمر الوقت الأكثر سلاما وألفة منذ وقت بعيد.تهاتفنى صديقتى فأضطر إلي المغادرة, وتغادر بدورها وقد آتى رفيقها,ومازالت تدندن لحنها الأليف.!
................
كيف نتخلص من عبء الذاكرة , وما يسببه ثقله من حنين ؟
حسنا , هناك جواب ربما , ولكن وحدهم محترفى الحياة القادرين على فهمه وإدراكه.
هل أنت مستعد للمعرفة ؟
عليك أن تموت ..أن تموت كل يوم ..ألف مرة ومرة !
تبدأ يومك ممتلئ بالحياة , مقبل علي كل جديد , تجرب , تخطئ , تعيش كل ثانية فى يومك بما تستحقه من تركيز , تدفع نفسك دفعا للوصول إلي حدودها ,تمشى حتى تبدأ فى الدوار , تجرى حتى تتقطع انفاسك , تعمل كرب عمل معرض للافلاس إن لم ينجع فى هذه المهمة الآن , تحب كحبيب مخلص طال إنتظاره , ولم يتبق أمامه الكثير , تحيا كل موقف وكأنه الأخير , لينتهى اليوم وقد أصبحت أجزاءا منهكة من جسد وعقل , تتحرر منهما روحك عند ذهابك إلي النوم , هنا تقرر الموت , ودفن كل ما حدث فى هذا اليوم , حتى تأتى الشمس وتبعثك وليدا جديد !
...............
يعم هدوء مبعثه الرهبة , يسكت الجميع من أجل أن يستمعوا إلي عمله الجديد , يغلق عينيه ويذب إل عالم آخر , يصعد ويهبط ويقفز ويرقص بصوته ,فيدفع روك على متابعته , مشدوها , فاغرا فاهك ,مسبحا بحكمة وإبداع القدير.
ينتهى من وصلته وقد أنهى علىنا , لتصعد , صديقتى الغريبة , وتعطيه صحبة الورود بإبتسامتها نفسها وتذهب ,فييتوارى من خلف ستار !

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

النصف:مبهم , ومخيب للآمال

الصحوة الأولى !

صحوة آدم , تلك التى تلت نفخ الروح فيه ,هو وحده من جرب هذا الشعور,هو وحده استأثر بالكثير من المرات الأولي, ولحظات الحيرة البكر!

هل سبق وأن أفتقدت بشدة ذلك الشعور , أن تصحو من شدة إندفاع روحك العائدة من رحلتها , إلي جسدك المستلقى بسلام ,فتفزع أول الأمر ومن ثم تبتهج حماسة.

تنهض مسرعا قبل أن يخدعك النعاس ثانية, وكل ذرات مكونة لجسدك تهفو إلي الماء, إلي منبع الحياة , تبدو فكرة وجود الماء,وعمل الكهرباء باعثة على الحمد والشكر والإمتنان , تسارع الوقت حتى لا يُغدر بك من قبل مجهولين , أصبحوا أهدافا لدعوات غير محببة !
فى المرأة تُلقى نظرة على أشباه الكائن الواقف أمامك ,اشعث الشعر , منتفخه الوجه , مغمض الأجفان , ولكنك سرعان ما تنسى كل ذلك بمجرد أن تتفتح هذه العيون فترى بريقها المألوف , "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" تحدث نفسك ,وتبتسم.

الخطوة الأولي بعد الإدراك , تلك التىنسيت فيها ميكانيكية الحركة واعتبرتها من المسلمات!

هناك آلاف الخلايا التى تموت بداخلك يوميا, وآلاف أخرى تولد من جديد , أنت حرفيا إنسان مختلف كل يوم, ومجازيا أنت غريب فى كل إنتقالة زمانية , فلمَ هذ الثقة العمياء فيما تألف ! 

طريق يختارك فتتوهم إختياره , ورفيق مفضل -مقدر- , تسيران معا , إلي ما تزعمانه نهاية , فتصنع الإنتقالات الزمانية ما تجيد صناعته , تغيركما , فتختلفا ,ليظهر المفترق !
كيف نقطع وعود أبدية , ونحن لا نملك سوى الآن ؟!
أنا لا أؤمن بالأبعد , فتوقف عن حمل عبء وعود لن تستطيع الوفاء بها .

كيف تُشرب القهوة ؟
لا أدرى ,ففى حضورها تبدو محاولة التساؤل آثمة .

لمَ هذه البهجة والتى تبدو فى السياق العام  وقاحة؟!
-إختيار ,,يقين 

كيف تعلم ؟
أنا لا أعلم ,ولا أهتم أن أعلم 

ماذا بعد؟
وماذا الآن !

الكلمة الأولي ؟
...................
بماذا تشعرين الآن؟
فارغة !


الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

بداية -مع سبق الإصرار-

طالما كان سؤال (لماذا؟) هو الأكثر إغراءا .
وتبدو كل الإجابات مخيبة للآمال ولكن هي جزء من الحقيقة على أى حال.

مازلت أذكر ذلك المشهد الذى شاهدته مصادفة عند مرورى أمام التلفاز لقضاء أمر ما :
 "شاب وسيم ,عيناه تشعان بهجة وحياة , ترنوان إلي فتاة حسناء , ترتدى ثوبا بألوان الربيع , تبادله نظرات يصعب تقيدها بكلمات , يجثو بطلنا على ركبة واحدة , يتمتم كلمات قليلة , تتبدل نظرات الحسناء , تعلوها دهشة وحيرة حتى تضيع فى النظر إلي لا مكان , تعود من شرودها , تتلفت على الجمع المحيط  ثم تشرع فى الركض إلي وجهة وحدها تعلمها !
يبدو المشهد لوهلة كوميديا ,ولكنى أراه الأكثر بعثا للأسي !
كيف استطاعت تلك العيون العاشقة الهرب من نهاية كانت مثالية لكُتّاب القصص المتفائلون ؟
حسنا هذا السؤال هو الإجابة الأقرب للصدق لأول "لماذا؟"
-بحثاعن اليقين -

يقولون "لتتمكن من قول (لا) ,لابد وان تمتلك ( نعم) اكبر بداخلك " ,ذلك هو اليقين , علي أن أُنهى ذلك النزاع الآن , أما أن أمنح ذلك العشق ,عشق غزل الحكايا من الكلمات , عشق بعث الرسائل لمن طال انتظارهم لها , يقينا أبديا ,أو اتنحى عن المشهد كلية ً, لا محل لأنصاف الحلول ها هنا!

وها هى "لماذا" تطل ثانيةً , لماذا أربعون ؟

حسنا , يقولون أيضا –هم ذاتهم مجهولو الهوية الرائعون- أنك لتحول نشاطا يعينه إلي عادة عليك بتطبيقه بإستمرار لأربعين يوما!
أو –وهذا هو السبب الأقرب إلي قلبى- لأننى أتلمس البشارة التى تغدقها الأساطير على هذا الرقم ,وهى كما جاءت من خلال كاتبتى المفضلة"اليف شافاق" ,على لسان أحب شخصيات روايتها إلي قلبى"عزيز" , فى إقتباس ينتقص السياق:

"...إن الأربعين فى الفكر الصوفى ترمز إلي الصعود من مستوى إلي مستوى أعلى, وإلي يقظة روحية ,فعندما نحزن نحزن لمدة أربعين يوما.وعندما يولد طفل فهو يستغرق أربعين يوما حتى يتهيأ لبدء الحياة على الأرض.وعندما نعشق يجب أن ننتظر أربعين يوما حتى نتأكد من حقيقة مشاعرنا." !
.............

البدايات دائما هى الأكثر تحديا ,أو دعنا نتحرى الدقة هاهنا ,البدايات المخطط لها مع سبق الإصرار , إذ لا شئ يضاهى روعة بداية تحدث تلقائيا فتشع سحرا , ولكن ليس الحال هكذا هنا ,أو لم يعد !
لبعض من الوقت كنت عازمة ان ابدأ طقوس التقرب والبحث عن اليقين بالكتابة عن "الكتابة" , الموضوع الذى فكرت فيه كثيرا , ولكننى سرعان ما استبعدت الفكرة ,لتواضع قوى القلب والروح فى هذه الاثناء , لنرجئه قليلا إذا.
لن أتحدث عن القهوة ايضا,ليس الآن, وإن لزم التنويه أنها كانت قاتلة بشجنها الأنيق هذا الصباح .!

ربما أشارك أفكارى حول كتاب , ذلك النوع من الكتب الذي يحتضنك , يلحظ ضعفك الواهن فيربت على يدك ويأخذك إلي عالمه رويدا رويدا لتستمد بعضا من قوته !
ذلك الكتاب الذى يحمل من روح كاتبه قدرا ليس باليسير , ذلك السحر الذى لا يجوز السؤال فى حضرته بـ "كيف؟!"

هنا حيث تتحول كاتبتك إلي جنية صغيرة فلنسمها مجازا "جنية الكتابة" فى حلة لامعة من أرجوانى محبب , وأجنحة فضية , تتنقل بين الصفحات , لتأخذك ورائها إلي عالم الإنسان ,والذى لا يخبرك عنه واقعك –كما يبدو- الكثير!

تدخل ورائها إلي القلب حيث تتخذ مقعدا وثيرا تراقب من فوقه ما يدور ,تسمع كلمات الحوار بصوت أكثر قوة ووضوحا ,تري الموقف المعادى من زاوية أخرى , تصرخ محذرا ,"أسماء لا تفعلى ذلك ,لا تحبيسيه بين الحب والكراهية ,فسوف يُغلق السجن على كليكما !"
لن تسمعك أسماء , سوف تحزن من أجلها , من أجل إختيارها الألم الأكبر مع كامل وعيها, -الكراهية-!
سوف تمر الصفحات أمامك عوالم موازية ,لتصل إلي الأصل , إلي بداية غير متكلفة ,حيث  كانا "يتكلمان كثيرا مثل هطول المطر" !
فتفتقد صوتك , تفتقد حكيك , تفتقد الكلام , فتُطرق ,أو تصفع نفسك التى لم تعد قادرة على بذل الدموع !

تفقيق على مشهد احتضانك للكتاب بقوة , فتحاول الإمساك بشتات نفسك ,ومواصلة التظاهر , أنت دائما على ما يرام .

تبقىك روعة ما قرأت عاجزا عن خط اية كلمات , ولكن عليك الإستمرار فى المحاولة ,بت تعلم يقينا خطورة ما أنت متوجه صوبه , وأن ضالتك , محراب مقدس , لابد وأن تتطهر من شكوكك قبل السماح بالدخول , ولابد وأن تتوضأ بالألم !



   

                                                                                 

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!