الأحد، 21 ديسمبر 2014

تهويدة

أيتها المسكينة , ماذا ألم بكِ !
تبدين منهكة جدا,بالطبع أنتِ بحاجة إلي بعض الراحة ,قسط من نوم هنيئ.
ربما أساعدك بعض الشئ إن أخبرتك حكاية ..ليست كحكاياتك الأسطورية التى أغرقت واقعك فحولته إلي خيال قابل للقياس, ولكن تلك التى لن يخبرك إياها الآخرون ,الخائفون,الذين يركنون إلي الهروب بدلا من المواجهة , الذين يرون فى القول والجهر طيش وجنون فيبقون بما يحبسونه داخلهم مثقلون!

دعينى أحدثك قليلا عن الحياة , حتى تكونين عنها معنى يناسبك.
لأخبرك أن الحياة ليست كما يتغنون بها "بميى" أو "وردية" ,أو فى فرنسيتها الساحرة en rose !
ليست فى حلاوة السكر وهشاشة غزل البنات ,ليست فى مرارة العلقم ,وسواد ملوك الظلام.
ليست بتجربة عبثية أو خطأ حسابيا غير مقصود !
بل هي كل شئ ولا شئ . هي كل شئ تمنحينه وجودا ولا شئ خارج ذلك الوجود.هي أنتِ فأنظرى ماذا تصنعين , إلي إي شئ تهبين الحياة!
ذلك الوجود المحيط,الذى علموك أن توليه إهتماما ليس أهلا له, جمع غفير من البشر المحيطين ,هم دائما هكذا عزيزتى ,دائما ما يجدون شيئا يتذمرون من أجله ,لا شئ يعجبهم ,ولا يرون شيئا جميلا .هؤلاء ن تلاحقك نظراتم المستنكرة,الذين يطيلون القول عما لا يعجبهم بشأنك ,هؤلاء فقدوا أنفسهم منذ زمن بعيد, لفظهم داخلهم فانشغلوا بالخارج,متربصين بالآخرين ,دعكِ منهم , فهم فى غاية الضعف ,وإن تملكوا أقل قدر من قوة لأنفقوها على نقائصهم فذلك أولي ,لكل ذي عقل رشيد!

الطريق موجود منذ البدء,ولكن أحدا لم يهتم بتمهيده , أو ربما فعلوا ولكن لم يفكروا فى رسم خريطة مبسطة للوصول!
لا تجزعي فأنتِ تعرفينه بالفطرة ,كل ما هنالك تلك الذاكرة الضعيفة التى تحتاج بعض الفيتامينات والمقويات الطبيعية -ربما عليكِ البدء فى تناولها فمازال العمل شاق-.
كلٌ يحمل بداخله بوصلة مضبوطة من قبل على وجهته,حدس لا يخطأ ,حيث لا تهم كثير إرشادات الآخرين فى تحديد الوجهة , بل لتأخذى من علمهم واستكشافاتهم ما ينسر لكِ ظلام الطريق فيعينك على المسير.هو طريق عليكِ قطعه -وحدك- فلتتحلي بالقوة والشجاعة اللازمة,تجلدي ,وتسلحى باليقين.

هل تفقدتي حالة الطقس؟ أحضرتى أقل ما يمكن من متاع؟!
فلتبدأ الرحلة إذا...

تبدأين محلقة ,تملأك طاقات لا محدودة,يبدو كل شئ ممكن ,تنطق الألوان معلنة عن نفسها , تتآلف الأصوات لتعزف لحنك المفضل والرائحة ترشدك . 
تسرعين الخطى , ربما تنوعين بين المشي وبعض من رقص متقافز أنيق.تمرين على الكثير الذي يبهرك لتتحكم الدهشة فى دقات قلبك,يأخذك جمال المشهد فتذوبين ,تمتلأين جمالا , ومن ثم تعودين إلي خطوك السريع!ينتهى ذلك الطريق إلي مرتفع ,صعب بعض الشئ,ولكن طاقتك ماتزال كما هي,ليبدأ الصعود فى خطوات مثابرة ,تدركين جيدا صعوبتها,فتركزين جيدا أين تضعين قدمك,التوازن هو ورقتنا الرابحة فى هذه الأثناء,فلتبقى عليه.
يستقر المكان بعض الشئ ,تجلسين قليلا لإلتقاط الأنفاس,ثم تهمين بإستكشاف الأرجاء.
تعلو بعض الجلبة ,ليظهر آخرون,يتاولون فى الحضور.يفتتح أحدهم حديثا عابرا معكِ حتى تتوقفون جميعا عند أول حانة تصادفون,للتزود بما يلزم من وقود.
يستمر الحديث, ويتخلق من داخل الكلام كلام.يحدث أن تشير بوصلتكم إلي نفس الإتجاه , فتتفقون ضمنيا على متابعة السير معا,فى صحبتكم ربما وجدتم بعض الأنس والسند!
يسير الجمع مدفوعا بطاقات متوافقة’فى حكاياتكم المختلفة كثير من التسلية,’وفى خفة ظل الرفاق الجدد كثير من ضحكات صادقة.
ليعود الطريق إلي تعرجهورعونته المرهقة,يسود الصمت للحفاظ على الجهد ,يغرق كل منكم فى باطنه,يتحاور فى صمت,يري كيف غيره طول السير وبدله!يخلص المرتفع إل مفترق,علمتم بوجوده حتما,الآن تشير بوصلاتكم إلي إتجاهات شتى,يهم الجميع بالذهاب حيث يشير السهم بلا كلمات لا جدوى منها ,ومراسم وداع بلا معنى ,فقد جمعكم منذ البدء تواطئ ما ,ينص على حتمية الفراق,وعهد أخذتموه بعدم تعقيد الأمور أكثر. يحدث أن لا يكون هنالك مخطئ ومصيب ,بل هى تدابير القدر !

هذه المرة تشير بوصلتك إلي إنحدار واعر,وليس هنالك من طريق بديل.
عليك إكمال السير,أشد حرصا, ممزقة طاقتك بين جسد منهك ,وقلب توحشه الوحدة بعدما خبر أنس الصحبة.
"علينا المضى قدما الآن..لا بديل" تهمس إلي قلبك المتمرد 
تتقدم خطاك على مهل,محاولة التركيز,الذى تشتته المشاهد القادمة من الأتجاه المعاكس,أناس يتقاتلون ,يأتون بأفعال تفزعك ,وتؤلم عينك رؤيتها.
آه أيتها المسكينة , الآن يتملك الخوف والفزع,وانت وحدك كلية , تلوذين بنفسك تحاولين تلاشى النظر,هذا لن يوقفهم حقا , انت تعلمين ,هيا عليكِ المضى قدما,عليكِ الإبتعاد ,لستِ مهيأة لذلك بعد.
"أفعال الشر التى تسمعين عنها فى الحكايات لابد من وجود مؤديين حقيقيين لها , تلك هى الحقيقة بكل قسوتها ,أدركتِ ذلك أم حاولت التجاهل, ذلك مكون فاعل فى "حبكة" الحياة "

أخيرأ تلمع عيناكِ!
لقد طار سيرك,وأخذ العطش يضرب عظامك بقوة,يسحقها,يبدو منحدرك لانهائي,كم انزلقتى وتجرحّت أطرافك,وأحرقت الشمس وجهك فى غير رحمة,وأصابتك حرارة الجو بالفتور والإكتئاب.لم يعد يهم الطريق الآن على قدر ما يهم البقاء على هامش الحياة؟
هه هو الماء يظهر أخيرا,ذلك البئر فى مجال رؤيتك , نعم عزيزتى , إنه ماء ..ماء , ليس بسراب.ارتشفى علىمهل هنالك المزيد,آه كم طال صومك!

لا لا لا ..ليس الآن ,قليل بعد ,اطلبى من ذلك القلب الصمود,قليل بعد..لاااا

حسنا افعلى ما تشائين,لا بأس ,توقفى , فلتخر قدماك على الأرض عاجزة, ابكى , ابكى القدر الذى تريدين,ليرتج جسدك بأكمله,ابكى حتى يبح صوتك..ابكى 
لتعودين بتوقفك إلي حيث البدء, منهكة , مستهلكة , تشعلك حرقة السعى الذى لم يفضِ إلي شئ ,مثقلة بغبار خلفه طول المسير.
ابكى كما تريدين , ليمتد بكائك دهرا , لا يهم ,ابكِ حتى تنالين كفايتك,وتنفذ طاقتك , لتسكتين,فيعم الهدوء شئ فشئ.
يخرج ذلك الصوت الحانى ,متحدثا فى حزم: 
"لا بأس , ذلك يكفى , أنتِ بحاجة إلي بعض الراحة الآن ,اذهبي إلي الفراش"
حيث أكون بإنتظارك,لأقص عليك ما تحبينه من حكايا,أو ربما تستمعين إل إقتراحى هذه المرة,لأشدو إليك تهويدة بما استطعت من صوت , أضم ذلك الرأس المجهد بين ذراعى.أضعه حيث يعزف قلب قد خبر ذلك من قبل ,حتى تأمن جفونك وتنام ....
..

السبت، 13 ديسمبر 2014

ديسمبر: فوضى الحنين والغرباء المحرضين !


الليل , موعد العودة الحتمية , الأكثر برودة والأهدأ.
فى ذلك الحين اعتدت العودة متأخرة وفقا لتوقيت القلق !
كانت وجهتى حيث تكون , أمر عليك معتذرة مازحة , فتمسك راحتاك بيدىّ , تحتضنهما. طالما كانت يداى باردتين , برودة الثلج علي حد قولك , كنت تمازحنى أحيانا بأننى كذلك لأنى أملك قلبا دافئا ,فأخبرك بعد علمت توصيف الحالة الطبى أثناء دراستى بأننى أملك قلبا ضعيفا غير قادر على ضخ الحياة إليهما كما يجب. كانت يداك الموضع الذى تستكينان فيه دون أن تشعرا بقيود , كان الدفء المنبعث الوقود الذي يبقيهما على قيد البهجة !

"أعرف أننى عندما أقع فى الحب ..
سيكون الفصل شتاءا ..
وستنسرى فى جسدى قشعريرة ..
فلن أدرى أسببها البرد ..أم كونى معك !" 

إنه ديسمبر , المتهم الأول فى جريمة التحريض علي العشق , والباعث الأكبر للحنين !
يأتى هذا الشهر بصحبة شئ ما ,أثيري , غير قابل للتفسير , تخفت الأصوات بشكل مفاجئ , ليظهر صوتك الداخلي الذي نجحت فى كبيته طوال العام , اخيرا تحت الأضواء. يحلو المشى لمسافات طويلة , ويتولي ذلك الصوت توجيهك , بنبرته الطفولية المحببة !
وراء إلحاحه الدائم بنيل بعض من إنتباه تمضى , لتدرك وجود أشيياء لم تري وجودها من قبل. كمحل الزهور الصغير على ناصية شارع قطعته ذهابا وإيابا مئات المرات , وصاحبه دائم الإبتسام!
يسألك أيهما تفضل:إنعكاس الشمس على النيل قبل الغروب بقليل , أم القمر ؟
عن روعة الألعاب النارية ,حينما لا تتوقعها , والفلسفة الكامنة , وعربات "البطاطا الساخنة" !
لمَ يبدو الناس أكثر جمالا وجاذبية فى الملابس الشتوية ؟ وكيف يحتوى الآيس كريم على ذلك التركيز العالي من مادة مذهبة للعقل ,لم يتم الكشف عن تركيبها الكيميائى بعد , وانه عند حدوث ذلك ,يجب تحديد الجرعة القصوى لتناوله , لتجنب أعراضه الجانبية !
= انظرى لأعلى , هل تلاحظي أن نجوم ديسمبر أكثر لمعانا , وسمائه أصفى !
حسنا لنتمنى أمنية , او لا , فلتكتبى رسالة إلي ذلك الغريب , نرسلها له مع هذ النجمة الراقصة هناك ..هيا لوحي لها ..
-هاى أنت , توقف !
= لن أفعل ...


"يا سلام ع الدنيا وحلاوتها فى عين العشاق" 

هل أخبرتك قبلا أنه كما هما يداك مرسي لقاربى , طالما كانت عيناك لي وطنا !
لا أذكر البداية والكيفية , ولكننى أعلم أنى وعيت على إتساعهما.
هل أخبرتك اننى وقعت فى حبهما منذ البدء, وأن أزرقهما الصافى كان لي بحرا وسماء !
هل أخبرتك كم كانت الأشياء تزداد جمالا عند مرورهما عليها , تلك العينان , شرفتى علي الحياة , الحياة التى أردت السقوط فيها دوما بإندفاع , ولكن يداط ابقيت علي إمساكهما علي يدى !
هل أخبرتك أنهما كانتا خلفية مسحورة تتشكل وفق حواديتك التى أصابتنى بعدوى الكلمات !
كانتا عينان تليقان بعاشق !
ربما لم أفعل , لم أخبرك , لتبقى كلماتى واقفة , بلا حراك , على حافة القلب , على حافة الوجع !


"خلينا قاعدين نتكلم لما نموووت ..م الحب !" 

=كيف نبدأ , عزيزى ...
-توقف , لا أريد الخوض فى ذلك الأمر الآن ..
= لم يعد لديكِ خيار , هذه النجمة تنتظر لتحمل رسالتك , هياا ..عزيزى ,.,,
- قلت لك توقف , عزيزى ليست حتى بكلمة , فهى مكررة مملة , متجمدة , لم تستطع حمل المزيد من معنى ..,.
= ليس الآن بحق السماء , هل هذا وقتا مناسبا في رأيك كي تقومى بتكوين نظرية عن عزيزى ومدى جدارتها واستحقاقها للقب "كلمة" !! هيا اسرعى , إننى اتجمد من البرد ها هنا !
-حسنا , سأفعل , حتى تصمت قلبلا
= اعدك بأن اصمت كى أصغى , هيا , ابدئى

حسنا ,
مرحبا -كما تقولها النجوم-
كيف أنت ؟
ربما أنت الآن على الجانب الأخر , لا تعبأ ببعث رسالة مع احد النجمات لأحدهم ,لأنك بالطبع لا تملك مثل هذا الصوت المجنون
(هاى ,انا لست بمجنون بل ,,,,
حسنا سأصمت.)
ولكن لابد أن تكون تحت هذه السماء دون سقف , تحتسى مشروبا دافئا بصحبة صديق , أو تعزف موسيقالك المفضلة بمحاذاة المحيط!
يأكف الآن عن التخمين , واترك السؤال لك , فلتصنع به ما تشاء .

منذ أيام حصلت على دفتر جديد للكتابة , من أحدى محلات التحف , عليه صورة سيارة كلاسيكية , وبعض العبارات باللغة الإنجليزية , لم أتصفحه هناك , بل اقتنيته دون تفكير , عند العودة وجدت صفحاته مسطورة , ولكنها لونى المفضل على أي حال , ربما اتجنب الكتابة علي السطور , او لا اعبأ بها عند استخدامه.

ليس لدى سيارة , ولست مولعة بالسيارات عامة , بل اخشى قيادتها ومازالت أؤجل الخطوة , فى ذلك اليوم أردت الرحيل , الابتعاد , إلي غير مكان , أى مكان به سماء ونجوم , كنت أفكر فى دراجة هوائية ولم أجد , كان هناك بعض السفن , ولكننى أخشى البحر فآثرت السيارة !
أتدرى , أنا لا أحمل سلسلة مفاتيح , ربما لأننى لا أؤمن بدأً بالأقفال ,كان لي بيتا يوما ما , حتى أنتقل ساكنه إلي جوار النجوم , فلم أعد اعبأ بالجدران.
صباح اليوم , رأيت ذلك الكوب القادم من عالم آخر , ربما صنع بأحد مصانع النجوم السحرية , لونعك يدفعك إلي الصمت وتذوق الجمال , استعنت ببعض الأصدقاء لأعرف اللون الذي يطلق عليه , لن أخبرك به , بل أفضل اسألك عندما نلتقى , ربما تطلقون عليه اسما أفضل هناك !
ربما تجد بعض الوقت , لنحتسى القهوة يوما ما , ونتحدث قليلا عن لاشئ أعرفه واللامكان , لا اعبأ كثيرا بـ :أين" ,طالما كانت الطاولة خشبية, بجوار نافذة تطل على السماء, هذا كل شئ للآن ,
كن بخير ...



الخميس، 11 ديسمبر 2014

بأعطش إليكِ ,وأحن , وأجوع !

تجارب الإقتراب من الموت,
فقدان الذاكرة المؤقت ,
نشوب حريق مفاجئ فى البناية التى تقطنها.
أشياء تقربك أكثر من الجوهر , تضعك فى مواجهة مع سؤال تجاهلته عمدا أو عن غير قصد, ما الذي يعنيك حقا من هذه الحياة ؟!

أن تقترب من الموت , ليس الأمر مفزع كما يصورونه , بل هي تجربة تضيف إليك توازنا محمودا , تثريك , تمحي بعض من الضبابية التى ترى من خلالها الأشياء , يتساقط فضول القول والعمل , لتتخفف من حقائب السفر ,لست بحاجة إليها بعد الآن !

طالما أعتبرت فقدان الذاكرة كما صورته لنا بعض أعمال الدراما , مضحكا , نعمة أو منحة , حتى توقفت عند ذلك المشهد , عندما رفضت المريضة العلاج الذى اقترحه أحد اطبائها لأنه ربما يتسبب فى فقدانها للذاكرة , وعللت:"ذكرياتنا هى ما يصنعنا , ما يجعلنا نحن , اذا نجعح ذلك العلاج ..كيف لي أن أحيا سنينا مع شخص لا أعرفه ؟ أفضل الشهور القليلة المتبقية , وأنا مازلت أعرف من أكون !" 

أن تعرف نفسك , أن تحيا !

لا احبذ كثيرا نشوف النيران في مكان اتواجد به , ولكن لطالما شغلنى الموضوع , ماذا علي أن أفعل بكابى حينها ؟!
لن استطيع أخذها , فلجأت لتصنيف أكثرها تفضيلا , ومن ثم تركت الأمر كلية , لا يهم , فالكتب تتعدى وجودها الملموس بمجرد قرائتها , تمتزج بروحك , إلي الأبد !

لا تَملُك ,فتُملَك !

عودة إلي السؤال :ما الذي يعنيك حقا من هذه الحياة ؟
ما الذي ترغبه بشدة وتشتهيه ؟
ما الذي تختار الاستمرار فى العيش من أجله ؟

طالما أرهقنى السؤال فى الأشهر القليلة الماضية , أضاف ثقلا لـحملي , وأستمر فى النزف بلا رحمة ..
لن تجد الإجابة فى جمل رنانة , جيدة التكوين , تحمل كلمات معقدة , تجعل من يسمعها يذعن ويصمت .
لن تجدها فى دورات التنمية البشرية وكتب الـSelf help .
بل تأتى من عمق لم تعلم بوجوده , صوت مبحوح ليس بمألوف , تغمض عيناك فتدهش من رؤية ذلك المشهد .
ذلك الصوت ,الذي يخرج من جسد بالغ الضعف , بالداخل , يتلمس طريقه إلي الضوء الضعيف النافذ من خلف جدران عدة ,من شق أحدثته الرجة ,
 يتجول فى الأنحاء صوتا حادا, يكرر السؤال بهيستيرية : ماذا تريد ؟
ماذا تحب ؟
ماذا تصنع فى الحياة ؟
يفقد الأمل عن وجود حياة فى هذه المنطقة الموحشة ,يشرع فى العودة والإستسلام , وعندها يجيب صديقنا , بما تبقى من رمق : 

أريد أن أكتب ,,
أريد أن أكتب , حتى الموت!


رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!