الخميس، 3 أكتوبر 2019

حبٌ بدوام جزئي

أريد أن أكتب الشعر الآن.
تلك الرغبة تعاود الظهور وتلح علي في الخامسة فجرا.
أفكر في الأدوات اللازمة:
مشاعري حاضرة يقظة..
جعبة كلماتي تحمل القليل..
والموسيقى أثيرية.

أخرج هم من همومي وأغزله سترة خريفية.
هل يمكن ألا أحبك اليوم!
أو بالأحرى هل يمكن ألا تروقني، أو حتى أن أكرهك لبرهة!

هل يمكن أن أتغزل بوحدتي الموحشة واشتياقي إلى ما لا أستطيع إليه وصول!
أن أشاهد فيلما رومانسيا بائسا فأبكي حظي العثر وأنوثتي المكتملة مع إيقاف التنفيذ.
أبعث برسائل عبر القمر الناعس في شرفتي إلى غريب ينتظر..

أغفو وقد عبئت زناد أحلامي بك، لأستيقظ وقد تحققت إلى جواري!
ليصبح غدي فرحا كفرح من سقطت أحلامه من السماء في ليلة خريف ممطرة.. وأحبك وكأن اليوم هو كل ما هنالك لنا.

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

أبجدية

أ
أريد أن أراك الآن.أمس أفتقدتك كثيرا. ذلك الحد لاستيقظ وقد علقت بمنامتي رائحة تشبه رائحتك.
أرقي بك يلازمني حتى صرت أشبهه.
أنا لا أعرف كيف الوصول.
فقط..
لا..
أعرف..
ب
بيتك صار وجهتي، وتخبرني أنني بيتك. ترى أين أذهب الآن!
باب الحياة أدلفه فلا أتبين الأشياء.
ت
تيهٌ دائمٌ ومقيم. تعبةٌ أنا حد البكاء.
ث
ثورتي مشتعلة. تعلن العصيان على تلك المقاومة التي لا تمل ولا تهدأ.
ج
جذورى عطشى. هي دوما حائرة بين أرض تجذبها بقوة، وسماء وتروق لها.
ح
حنينٌ إلى مجهول يحركني. يرتوي لحظيا برشفة حب ويعود للأنين.
خ
خوفٌ عجوزٌ حاضر دون دعوة. يلقي بعبائته السوداء على نوافذ قلبي.
د
دليلٌ هو قلبي. يهمس في أذني بأن أتابع المسير.
ذ
ذهب ذات صبح. كنت قد أجلت لقائي معه لظهيرة اليوم. مذ ذاك ويأتي أغسطس محملا بالسقيع.
ر
رضوى..على اسم الجبل، لكنها خفيفة كالروح. لا تخطر ببالي إلا ويعتريني سلامٌ غريب!
ز
زينب كان اسمها. حبه الأول الساكن بعينيه متى رنا بهما إلى اللاشيء كعادته.
س
سكون يعم قلبي الحائر متى عانقني. كان ذلك جواب كل الأسئلة!
ش
شمسٌ تمد قمره بالنور.هكذا كانت.
ص
صلاة خافتة أرددها: " بل دعني أظفر بضمة يدك في خذلاني".
ض
ضمة تدخل على حرفي المرتعش كمعطف.. يغمره بالدفء ويظهره في دلال.
ط
طريق لا يكشف عن ذاته، ولا يرد فيه النداءَ دليلُ.
ظ
ظهر نجم جديد فوق سطح البيت ذلك اليوم. سألته: هل أنت حبيبي الذي ذهب؟ فغمز لي واستمر في اللمعان.
ع
عيناه هي ملاذي الذي أهرب إليه من نوبات هلعي. فيهما أرجوحة تأخذني إلى سماء أقطف من سحابتها غزل البنات.
غ
غائبة عني فيه. أو بالأحرى غائبة أنا -مازالت- في ذلك اليوم الذي قرر فيه الرحيل.
ف
فراشة زرقاء تأتي من عالمهم محملة بالأخبار. هكذا أخبرتني الجدة. تأتي لزيارتي أحيانا فلا أدري بأي خبر جاءت لكنها تتركني برغبة في الطيران!
ق
قهوة، قيثارة، وقبلة.
كم هو عذب وجميل هذا الحرف!
ك
كلمة يبدأ بها كل شئ. متى كشفت عن نفسها، فقط يحدث الأمر.
ل
لبنى.
إليها مدينة أنا بنصفي ويزيد.
م
مُرةٌ أحبها قهوتي. ومرارها أحلى من السكر.
ن
نور خافت يتسرب من بين شقوق المشكاة. على هذا المشهد أغفو وأفيق.
هـ
هو الحب..أصل كل الأشياء.
و
وردٌ وواردٌ. وصلٌ فوصول.هكذا العيش المنشود.
ي
يقينٌ فيك وحدك..إيمانا وتسليما! 




الأحد، 15 سبتمبر 2019

كمان مكسور وقط أليف

كانت قد عادت إلى البيت ولم ينقشع ظلام تلك الليلة بعد. ليلة امتدت لدهر من الفزع والترهيب. لم يخطر ببالها- في مسخة تفكيره الأكثر سوداوية- أن يحدث أيا من ذلك. كان أكبر همها أن تصل متأخرة رغم هرولتها في طرقات المسرح فيبح صوتها ولا يستجيب.

في وقت متأخر من المساء أنهت استعداداتها. اختارت ثوبها الأسود المفضل، وعقدت شعرها إلى الوراء في قوة وثقة. وضعت من عطر تصنعه جدتها لتحمل تاريخ ضيعتها صغيرة تحت جلدها. ارتدت معطفا قصيرا يناسب هواء بارد  لليلة خريفية، حملت كمانها، وخرجت إلى الطريق.

هناك وسط الأضواء الخافتة والموسيقى القادمة من كل مكان، كان مزيج السحر والألفة.
هنا تحكي موسيقاها وصوتها ألحانا مسحورة عذبة، ويرتاح جسدها كما يفعل فوق أريكة بيتها ذات ليلة عطلة تقضيها مع مشروب مفضل وقيلم جديد.

تقترب الليلة من الانتصاف وتميل الحكاية نحو السكوت عن الكلام المباح. عزفت لحنها الأقرب وتشارك صوتها وجسدها رقصة أخيرة. أنتهت فقرتها مأفضل ما يكون، وحان وقت عودتها إلى قطها الأليف.

أحدث الأمر في ثوان معدودة كما تتذكره، أم ذلك هو القدر اليسير الذي استطاع عقلها التعامل معه!
يسقط كمانها أرضا وتدوسه أقدام ثملة. هذا الوجه أقبح من أي فيلم رعب شاهدته.
لا تدري من أين تغمرها تلك القوة .. تتخلص من البراثن الممسكة بها في دفعة واحدة يتوقف خلالها قلبها ويعاود الخفقان كأسرع ما يكون!

كيف قطعت تلك المسافة عدوا.. فلم تتوقف إلا عند وصولها إلى بداية الشارع تلذي يقبع فيه بيتها.وقفت تحتضن شجرة مسنة تحت بنايتها وتبثها ما تحمله من خوف وجزع، لا تعرف أدقائق مرت أم ساعات حتى هدأ إيقاع قلبها الملتاع.
أحتضنت كنانها المكسور وصعدت حتى الطابق الثالث، حيث ينتظرها قط أليف.
 

الخميس، 28 مارس 2019

اليوم الأول

اليوم الأول:
قبل الذهاب إلى الفراش اترك الهاتف فوق طاولة بعيدة كي استيقظ على صوت المنبه ولا أضعه على وضع الغغوة كالعادة.
مرت ساعة وأخرى ولم يأت النوم بعد، ذهبت إلى الهاتف واتيت به إلى السرير.. لم أجد تطبيق فيسبوك وانستجرام ففتحت قورا وقرأت مقالتين عن كتابة المحتوى..اغلقته وحاولت ثانية مع النوم.

في الصباح تفقدت الساعة ونهضت. أعددت القهوة وتناولت معها سندوتش جبن ومكعب شوكولا.. أمسكت الهاتف كالعادة، وعندما لم أجدهم فتحت تطبيق curiosity قرأت مقالة لطيفة عن معدل الحرق في تلجسم وتأثره بالحمية..قرأت بضع صفحات من روتية ثم بدأت العمل على الواجب الذي علي تسليمه.

أنهيت أكثر من خمسين صفحة وكتبت ما طلب مني فيما يقرب من ساعة، لم تتخللها ملهيات..لم أصدق أن الأمر بهذه السهولة وأنه يمكنني التركيز.

اشعر بشئ غريب عندما لم اتفقد الأخبار والصور، وكأنه يفوتني الكثير!

رأيت سارة في درس اليوم ولم استطع الوصول لعمر، ربما لو كان التطبيق هنا كنت بعثت له برسالة اسئله لم لم يحضر اليوم.

الثلاثاء، 19 فبراير 2019

وسط نوم ساعات قليلة متقطع، يفصل بين جلسات طويلة من الدراسة بشغف وإصرار لم أعد آلفه الآن، كنت أستيقظ هلى صوته يحكي ويبتهل..وربما يتهدج باكيا!
يدعو لكل من سبقوه إليه كما أعتاد أن يصيغها. يرسل إليهم آيات يؤمن بحتمية وصولها..يحكي لهم إلى أي حد بلغ به الشوق، وعندها يخذله الثبات وتنهار دموعه باعثة في أرجاء المنزل نفحات من محبة صافية!

لا ينسى صغاره الآخرين، مهما بلغت أعمارهم. الدائرون في فلكه ليتركون بكل دورة ما جد من همومهم.
يدعو لهم كثيرا مفصلا ما يتمناه له وما تلذي يراه حلا لمشاكلهم، تاركا التدبير النهائي بيد من كثر وصفه بحبيبه.

عجوزي الأحب على الإطلاق..من زرع بذور المحبة داخل أرض حسبتها جرداء بروحي فأينعت وأثمرت.
أنا الآن مسنلقية بفراشي، يجافي النوم جفونى مثلما أبقى عينيك ساهرتين.. أذكر من سبقوني إليه فأعاتبهم بقدر ما بلغ بي الشوق وعز وصالهم حتى عن الأحلام العابرة.
أحكي لهم عن أحبتي وأحبتك وعن ما أتمناه لهم.. أتلو تعويذتي وقد ضممت يدي وأغلقت عيني بشدة، وأرجو أن يرعاهم دوما بعينه الساهرة.

السبت، 9 فبراير 2019

سارة

أنت جميلة. 
تقولها سارة فتذهب عني الوحشة.
ألزم الصمت فتستطرد..
لديك عيون ملونة ..غمازة بالوجنة اليسرى ..وجه طفولي وأبتسامة محببة.
تتابع سارة سرد أسبابها ويسكن خوفي وحزني!


سارتي المفضلة..تلك المشرقة التي تغمرك بالحب وما أن تبدأ في الكلام تركز جيدا للتماشي مع سرعتها.
تعلمني عن تناسق اللأوان وكيف أختار الحلي المناسب مع كل قطعة.
تخبرني وصفات أمها السحرية كي نصنع طبقا من المعكرونة استثنائيا.
تحضر لي الحلوى كلما مرت لزيارتي في بيتي مهما كررت على مسامعها أن لا تفعل.


تحب العلم وتبرع فيه فنلجأ إليها للسؤال عما تناسيناه أو لم يصل إلينا.
تبحث عن الكثير لتعلمه دائما ..تسجل في دفترها الصغير ما تخطط حضوره من دورات تدريبية وما تنوي قرائته من كتب.
 تعرف ما يجد من أخبار في محطينا الإجتماعى أولا بأول وتأتي بما يتوجب علينا أن نفعله.

“أنتِ مثقفة تقرأين الكثير من الكتب وتجيدين الحكي عنها”
-أشتاق إلى تلك الأيام.
“ ما تكتبيه يصل، ويرى الكثيرين أنفسهم من خلاله”
يبتهج حبيس داخلى كما لو سمع بأخبار حبيب.
“تستطيعين تيسير ورشة كتابة، عليكي التفكير في ذلك”
- نعم أود ذلك كثيرا ..أفكر فيه ..وأدعو.

سارة قلبها يفيض بكثير من الحنان..توزعه على مشردي الشارع ..القطط الصغيرة ..والمارة.
تكلمني لتتأكد هل تصالحت وثائر منذ آخر شجار خضناه وهل فعلتما نصحت به وتلح ثانية كي أفعل.
صوتها ناعس بعد نوبة عمل طويلة ..تحكي فتغريك إلى النوم وترك أوجاع الرأس وأحزان العالم وأن لا تبالي.

سارة مرآتي المصقلة التي تنير ما ينتابني من ظلام ..تربت على كتفي بحب حتى أنظر فأرى!

سارة تحثني على الكتابة وتدفعني لها دفعا ..
اليوم أكتب عني كما تراني وعنها.


الاثنين، 4 فبراير 2019

أفكار مرتبكة وكلمات مبعثرة

.اليوم حصلت على كوب مثالي من القهوة بعد أسبوع مرير في غيابها
وجودها يمنحني قوة احتمال للواقع وإن كان التصديق فيها محض خيال كقصص الأبطال الخارقين كمما اعتاد أن يخبرني البعض.
أحبها حد ادماني واعتمادي بلا حيلة عليها ..أعلم هذا واقبله ولا انوي دخول جدالات واهية لنفيه أو اثباته.

ليس هذا فحسب الذي بت أقبله..بل بات لدي تصالح بشكل ما مع فكرة أنني كنت-ومازلت بصورة ما- كائنا لا يطاق في السنوات القليلة الماضية.
ادرك ضعفي وعجزي ودفاعاتي الواهية لإنكاره..
ادرك هشاشتي ولا مثاليتي..
ادرك طول الطريق ووهن الخطا ..
ادرك تذمري وسخطي الطفولي الذي يدق الأرض بأقدام صغيرة اعتراضا..أو خوفا ربما ..
أرى تجاوزي للحدود في توقع من الناس مالا يطيقونه..
أري تشبثي بطفولة منتقصة ورفضي لنمو حتمي ..
أري صورة مقربة ممتلئة بعيوب طبيعية طالما حاد نظري عنها فما رأتني يوما !
أرى جمالا يخالطه قبح حتمي.

الآن افتح عيناي رغم الخوف.. وابقى فرجتهما ضيقة ليكون ألم التعرض للضوء بعد ظلام طويل محتمل
شيئا فشيئ أعلم سوف افتحهما ملء ذراعاي .. ليجد الجمال طريقه وينعكس على صورتي!

أخبرني الكاتب الذي اقرأ كتابه اليوم، أن الخوف من تحمل ثقل المسؤولية بشجاعة هو ما يبقيني راضية بتلك الظلمة منزلا.
أخبرني أنني لا اكتب لما يقارب العالم رغم ادعائي باتخاذها مذهبا..
وأنه وإن حدث وثبت بالتجربة أنني ذلك الكاتب السيئ سوف يبدو الأمر أفضل من ألا أحاول قط..

لتكتب جيدا لابد وأن تقرأ كثيرا.. الطريقة الوحيدة الموصى بها والمكررة في كل كتاب عن الكتابة قرأته
هذا هو الأمر اذا.. اقرأ كثيرا
واكتب حتى لو كان الأمر شبيها بتلميذ في الابتدائية يعاني من أجل اتمام موضوع التعبير المقرر للفصل الرابع بالكتابة دون أن يترك سطرا!

----
سوف يتبع - تدوينات أعدكم بأنها ستكون أكثر تنظيما أو تحاول أن تعبر - بشكل يومي آمل 

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!