الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

أبجدية

أ
أريد أن أراك الآن.أمس أفتقدتك كثيرا. ذلك الحد لاستيقظ وقد علقت بمنامتي رائحة تشبه رائحتك.
أرقي بك يلازمني حتى صرت أشبهه.
أنا لا أعرف كيف الوصول.
فقط..
لا..
أعرف..
ب
بيتك صار وجهتي، وتخبرني أنني بيتك. ترى أين أذهب الآن!
باب الحياة أدلفه فلا أتبين الأشياء.
ت
تيهٌ دائمٌ ومقيم. تعبةٌ أنا حد البكاء.
ث
ثورتي مشتعلة. تعلن العصيان على تلك المقاومة التي لا تمل ولا تهدأ.
ج
جذورى عطشى. هي دوما حائرة بين أرض تجذبها بقوة، وسماء وتروق لها.
ح
حنينٌ إلى مجهول يحركني. يرتوي لحظيا برشفة حب ويعود للأنين.
خ
خوفٌ عجوزٌ حاضر دون دعوة. يلقي بعبائته السوداء على نوافذ قلبي.
د
دليلٌ هو قلبي. يهمس في أذني بأن أتابع المسير.
ذ
ذهب ذات صبح. كنت قد أجلت لقائي معه لظهيرة اليوم. مذ ذاك ويأتي أغسطس محملا بالسقيع.
ر
رضوى..على اسم الجبل، لكنها خفيفة كالروح. لا تخطر ببالي إلا ويعتريني سلامٌ غريب!
ز
زينب كان اسمها. حبه الأول الساكن بعينيه متى رنا بهما إلى اللاشيء كعادته.
س
سكون يعم قلبي الحائر متى عانقني. كان ذلك جواب كل الأسئلة!
ش
شمسٌ تمد قمره بالنور.هكذا كانت.
ص
صلاة خافتة أرددها: " بل دعني أظفر بضمة يدك في خذلاني".
ض
ضمة تدخل على حرفي المرتعش كمعطف.. يغمره بالدفء ويظهره في دلال.
ط
طريق لا يكشف عن ذاته، ولا يرد فيه النداءَ دليلُ.
ظ
ظهر نجم جديد فوق سطح البيت ذلك اليوم. سألته: هل أنت حبيبي الذي ذهب؟ فغمز لي واستمر في اللمعان.
ع
عيناه هي ملاذي الذي أهرب إليه من نوبات هلعي. فيهما أرجوحة تأخذني إلى سماء أقطف من سحابتها غزل البنات.
غ
غائبة عني فيه. أو بالأحرى غائبة أنا -مازالت- في ذلك اليوم الذي قرر فيه الرحيل.
ف
فراشة زرقاء تأتي من عالمهم محملة بالأخبار. هكذا أخبرتني الجدة. تأتي لزيارتي أحيانا فلا أدري بأي خبر جاءت لكنها تتركني برغبة في الطيران!
ق
قهوة، قيثارة، وقبلة.
كم هو عذب وجميل هذا الحرف!
ك
كلمة يبدأ بها كل شئ. متى كشفت عن نفسها، فقط يحدث الأمر.
ل
لبنى.
إليها مدينة أنا بنصفي ويزيد.
م
مُرةٌ أحبها قهوتي. ومرارها أحلى من السكر.
ن
نور خافت يتسرب من بين شقوق المشكاة. على هذا المشهد أغفو وأفيق.
هـ
هو الحب..أصل كل الأشياء.
و
وردٌ وواردٌ. وصلٌ فوصول.هكذا العيش المنشود.
ي
يقينٌ فيك وحدك..إيمانا وتسليما! 




الأحد، 15 سبتمبر 2019

كمان مكسور وقط أليف

كانت قد عادت إلى البيت ولم ينقشع ظلام تلك الليلة بعد. ليلة امتدت لدهر من الفزع والترهيب. لم يخطر ببالها- في مسخة تفكيره الأكثر سوداوية- أن يحدث أيا من ذلك. كان أكبر همها أن تصل متأخرة رغم هرولتها في طرقات المسرح فيبح صوتها ولا يستجيب.

في وقت متأخر من المساء أنهت استعداداتها. اختارت ثوبها الأسود المفضل، وعقدت شعرها إلى الوراء في قوة وثقة. وضعت من عطر تصنعه جدتها لتحمل تاريخ ضيعتها صغيرة تحت جلدها. ارتدت معطفا قصيرا يناسب هواء بارد  لليلة خريفية، حملت كمانها، وخرجت إلى الطريق.

هناك وسط الأضواء الخافتة والموسيقى القادمة من كل مكان، كان مزيج السحر والألفة.
هنا تحكي موسيقاها وصوتها ألحانا مسحورة عذبة، ويرتاح جسدها كما يفعل فوق أريكة بيتها ذات ليلة عطلة تقضيها مع مشروب مفضل وقيلم جديد.

تقترب الليلة من الانتصاف وتميل الحكاية نحو السكوت عن الكلام المباح. عزفت لحنها الأقرب وتشارك صوتها وجسدها رقصة أخيرة. أنتهت فقرتها مأفضل ما يكون، وحان وقت عودتها إلى قطها الأليف.

أحدث الأمر في ثوان معدودة كما تتذكره، أم ذلك هو القدر اليسير الذي استطاع عقلها التعامل معه!
يسقط كمانها أرضا وتدوسه أقدام ثملة. هذا الوجه أقبح من أي فيلم رعب شاهدته.
لا تدري من أين تغمرها تلك القوة .. تتخلص من البراثن الممسكة بها في دفعة واحدة يتوقف خلالها قلبها ويعاود الخفقان كأسرع ما يكون!

كيف قطعت تلك المسافة عدوا.. فلم تتوقف إلا عند وصولها إلى بداية الشارع تلذي يقبع فيه بيتها.وقفت تحتضن شجرة مسنة تحت بنايتها وتبثها ما تحمله من خوف وجزع، لا تعرف أدقائق مرت أم ساعات حتى هدأ إيقاع قلبها الملتاع.
أحتضنت كنانها المكسور وصعدت حتى الطابق الثالث، حيث ينتظرها قط أليف.
 

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!