السبت، 15 أغسطس 2015

عبر أثير المجرة

في يوم مثل هذا منذ ثمانية سنوات و ثلاثون (1977)،خبر احدهم الصورة الخالصة للدهشة ،والتي لم يستطع التعبير عنها سوي في ثلاثة حروف "واو wow" !
كان صديقنا منكبا علي عمل دقيق ينجزه ،عندما التقطت اجهزته تلك الموجة الصوتية الاعلي والاطول والاكثر تنظيما  قادمة من فضاء فسيح. حددوا مصدرها "القوس" وكأنه رمح قذفه راميه نحونا لينبهنا إلي دوام احتمالية -المزيد-.

اجلس الآن اطالع بعض التسجيلات المصورة لدروس في الإنجليزية ،بعد توقف زاد عن الثمانية اشهر.يملأني الاستماع الي تلك اللغة بالحماس والاثارة ،ربما لقدرتي علي فهم الآخر المختلف ظاهريا ،لنلتقي باطنيا في كثير من الطبقات.
كان اليوم رتيبا ،فارغ من المعني ، اكره الأعمال الورقية الجامدة بت متأكدة من ذلك الآن. ما يؤلمني حقا ويصيبني ببؤس خفي ،هو انعدام افكار الكتابة.اعتدت ان ادون كل كلمة وفكرة عابرة في دفتر صغير احمله معي دائما ،او في تطبيق الكتابة بهاتفي المحمول ،من اجل الرجوع اليها والتنقيب عن المزيد. لم يحدث ذلك اليوم ،ولم يحدث منذ فترة لذا كان من الضروري اتخاذ القرار.

كان شعور "ايهمان" حينها يصعب وصفه ، بات يرقب الاشارة التي استمرت 72 ثانية متتالية. وانتهي بتدوين "wow" علي الورقة التي قام بطباعتها. اعتبر العلماء تلك الظاهرة دليلا علي وجود كائنات عاقلة منظمة بحيز.آخر من الفضاء بعيد ،وانتظروا من المرسل خطابا يخبرهم بالمزيد ،ولكن دون فائدة. ربما اراد جيراننا البقاء علي سرية وسحر المعني المكتنف بالغموض.

تراودني الآن رغبة ملحة في الكتابة اليهم ،وتحويلها الي موجات ،ولكن لتعذر الثانية عن التحقق الآن. نكتفي بالكتابة:
مرحبا
-نستخدمها علي الارض للترحيب واحيانا للاختباء خلف تهذيب المعني -
احدثكم بين النوم واليقظة ،عيناي تؤلماني ولم انتهي من مهام اليوم. اليوم علي الارض قصير جدا ، يمضي دون ان يترك اثر ،وهو ايضا ممل رتيب!

امكث في مكان يفتقد الي الكثير من الجمال -الكامن فيه- ولكن تحول الضجة دون ذلك. ربما اتتكم بعض موجات الراديو خاصتنا محملة باعلانات تجارية سخيفة وموسيقي رخيصة ،لا تستبقوا الحكم رجاءا،ذلك هو سبيلهم في التشويش علي الفكر والهرب من المواجهة. ربما ساخبركم في رسائل اخري عن حكايات نتشبث بسببها في الحياة. ولكن الآن لم اعد اتحكم في النقر علس الحروف كما يجب وعلي الذهاب الي النوم ،ففي اثناء نومس اري سماءا كتلك التي اتخيلكم تقطنوها. ليس هذا كل شئ ،ما زال بيننا الكثير من الحكي ، اتمني ان تجد كلماتي سبيلها اليكمًوان تعود الموجة محملة بالمزيد!   

الجمعة، 14 أغسطس 2015

براحٌ مرصعُ بالنجوم

استيقظ في العاشرة ،بعد معركة طويلة بين الشمس التي ملئت غرفتي منذ ما يزيد عن الأربع ساعات وجسد متعب وكسول.استيقظ لأري العالم من خلال فجوة مربعة في احدي جدران غرفتي الأربع ،اري من خلالها سماء ترتفع شمسها ،واشجار تتوق لبضع قطرات ما ، والعديد من المباني الاسمنتية الكئيبة ،يقلل من درجة كآبتها قليلا عن شبيتها في المدينة الكبيرة تلك المساحة الخضراء المحيطة.
يراودني تساؤل: هل علي ان اشعر بالامتنان لذلك الذي توصل الي الابنية الخرسانية ام امقته سرا لذلك السجن الزائف الذي خلّفنا فيه!

حدثني عن حفل موسيقي لعازف مفضل ، كنا قد حضرناه سويا ،كانت الأجواء الأجمل دون مبالغة،كان الحضور مهذبا في حضرة الروعة ،كنا مشدوهين بما لا نستطيع فهمه بل فقط الشعور به ، كانت الموسيقي تحمل ارواحنا وتسمو بها ،كنت في تلك الفترة بين معزوفة واخري اتخيل ارواحا منتشية تتراقص في خفة ودعة ، انتهي الحفل لنصمت جميعا ،بعد تصفيق متواصل ،لم يكن هناك كلام يستطيع الارتقاء الي حجم المشهد. اخبرني " الجمال يزيدنا جمالا" عقبت:علينا ان نزيد من جرعته اذا!

"وبكينا يوم غني الآخرون ،ولجأنا إلي السماء..
ولأنّا ضعفاء.. ولأنّا غرباء.. نحن نبكي ونصلي يوم يلهو ويغني الآخرون "

نحن لا ننسي ، بل نهجر ما يسبب لنا الوجع والخذلان فيبدو بعيدا لا علاقة لنا به.نهجره ونمضي بعيدا بخطوات متثاقلة محديثين جلبة مفتعلة كي تطغي علي نداءاته المتكررة.ولكننا دوما نعرف طريق الرجوع ،نرجع للزج بحزن اخر مع البقية ،ونلتمس طريق الهجران من جديد.
اليوم علي صوت النجيب ،حيث هدأت الضجة ،ولكن القلب منهك بما يكفي لنزف مزيدا من الدم و ذرف مزيدا من الدموع.

"اذا استطاعت عيناك التحدث،تري ماذا تقول!"

صغيرة ،تقبع في قلعة تقع علي اشراف العالم كما اخبروها ،لا صلة لها بالحياة ،ولا حتي فجوة مربعة في جدار ، تقتات علي الاصوات الواهنة القادمة من خارج الاسوار ،وعلي حكايات عجوز طيب ،اهداها يوما قلم ودفتر واخبرها ان تدون ما يجول في الخيال. حكي لها يوما عن النجوم ،وصفها بما يستطيعه مت كلمات ، لم تفهم كيف تبدو نقط مضيئة تزين السماء ، وهي التي لم تري الشمس يوما.
اخذ قطعة من قماش الستائر السوداء ،اللون الوحيد المصرح به في ذلك المحبس ، ونثر فوقها بعض من سكر مطحون ورفعها عاليا ،" هكذا تبدو النجوم " قالها. فاخدت الصغيرة تحدق فيها طوال اليوم ،تحاول ان ترسمها في الدفتر .لم تخيره يوما ان "رؤية سماء مرصعة بالنجوم كان حلمها الجديد الذي بات محركا لها لتنال الخلاص من هذه الجدران. لم يخبرها يوما ان عينيها كانت المكان الاوسع الذي رأي فيه نجوم مشعة!

الخميس، 13 أغسطس 2015

اربعاء مزدحم

التحدث لمدة ساعتين متواصلتين عما هو خارج نطاق "الهاشتاج" و "التريندنج".
عن ال the power of why تحدثنا ،عن السبب والعلة.
أهي محطة حتمية الحدوث لابد من بلوغها والوصول إلي إجابة في منتهاها أم هي رفاهية الصفوة المولعين بالفلسفة!
من انت ؟
لماذا انت هنا ؟
ما الذي تفعله وكيف ؟
كثير من الاسئلة التي تسبب الصداع لرأس صدأ منذ مدة ولم يعد يكترث ،ولكنها تلك النوعية التي تؤكد لك انه لابد من قرار.
يعود الموت الي السطح في اكثر من مناورة ،في قلب التحدث عن اسباب الحياة ،يتجلي الموت باكثر من زيارة ،لجار وقريب -بعيد- ،واحد المشاهير ،مازالت املك نفس رد الفعل ،اصمت ،تنطلق نظراتي في الفراغ ،تتمكن من قلبي القشعريرة ،واحاول الهرب الي فكرة اخري.
اعلم بذلك ان الموت يريدنا ان ندخل سجالا ومنظارة من جديد ،ربما قريبا ،لا ادري ،ولكني اعلم انني لا املك الخيار.

ارغب في العودة الي دراسة الانجليزية بالتزام ،وان افتش عن منح الجامعات وفرص السفر. ليس هربا من واقع -سئ-مقدر ،بل لإيمان كامن بانه يوما ما سوف احيا فوق ارض علي قدر اوفر من الجمال،حيث الهواء بارد عليل ،والالوان متواجدة بكثرة والضجيج اخف وقعا ،وانه يمكنني الذهاب في نزهات طويلة بدرجاتي الهوائية وربما يمكنني العروج علي بائع الورد المفترش رصيف الشارع للحصول علي حصتي اليومية من ازهار الصباح.

ما الذي تعريفنه عنك.. للآن ؟
-اؤمن ..

وماذا بعد ؟
-"أنا كنت شئ و صبحت شئ ثم شــئ
شوف ربنا .. قادرعلي كل شـــــــئ
هز الشجر شواشيه ووشوشني قال :
لابد ما يموت شئ عشان يحيا شئ
عجبي !!"

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

Chocolate cake

تحدي جديد للتدوين اليومي، اقبله بإندفاع عاشق فقد دلالات المنطق والتفكير.
تجافيني الكتابة منذ ما يقرب من الثلاثة أشهر الآن، حتي تلك اللحظات الخاطفة التي كنت اسطر فيها يومياتي قبل أن أهرب إلي نوم عميق. 
هذه الحال منذ فترة ،تتباعد اللحظات -الوحيدة- التي تدرك فيها روحك ، تتلاشي ببطء.
ربما لأنها -الكتابة- مليكة معتدة بنفسها تأبي أن يقاسمها الواقع -الداعي للرثاء- قلبك ،فتهجرك بقسوة من يملك تلابيب روحك، غير مبالية ،فمتي اردت العودة ثانية ،عليك ملازمة الطرق علي كل الأبواب.
لنبدأ اذا ،بداية بسيطة ،تليق بضعف لياقتنا واجهاد الروح.
الاثنين يومي المفضل ،ولكن احيانا تخذلنا التوقعات ،كان النهوض من الفراش والخروج لمواجهة العالم جهاد اكبر!
تخبر نفسك بأن عليك الذهاب الآن بينما يصرخ كل شئ فيك بأن "لااااا فلنبقي ها هنا " تحاول بكل قسوة حتي تنال ما تعتقد انك تريده ،و الحقيقة هي ان ذلك ما يريده لك اخرون.
يوم اخر يمر في رتابة ،مشهد سينمائي ذو اضاءة منخفضة وضجة عالية وقدر لا بأس به من الشقاء. 
تبحث روحي عن متنفس من الاختناق ،فادون بعض الملاحظات في هاتفي المحمول
"البحث عن دروس يوجا -
متابعة coursera الثامنة مساء الثلاثاء
مهاتفة اميرة -
القيام ببعض التمرينات الرياضية
اريد ان اتعلم العزف علي البيانو"
لم يزل في اليوم متسع ،ويزداد شعوري بالاختناق..
ارسل: "i wanna eat chocolate cake"
اشعر بالبؤس لقراءة ما قمت بكتابته وارساله للتو ،حيت انه لا يمكنني اكل كعك الشوكولا ،هذا يخالف قوانين الحمية الغذائية تماما ،يرد صوت واهن اخمن انه يعود الي روحي: ولكنني اتوق لها حقا ،ويبدو ذلك الامر الاصح لفعله الآن.
ترحل الشمس اخيرا ،وياتي المغرب ،
احب صلاة المغرب ،وليس لدي اسباب .

ها وقد بدأ اليوم يعدل من مساره ،يرن هاتفي ليعلن عن الوصول ،انها كعكة الشوكولا التي طال انتظارها ،وهذه المرة كانت مثالية!
ربما لا تبدو الأمور دوما علي ما يرام ،ربما هذه حقيقة علينا التعايش معها دون شكوي او تململ او ضجر ،ربما تكون "لست لا ما يرام ،ولكنني في طريقي إلي ذلك. لا تقلق ،سوف آتي في طلب المساعدة متي احتجت اليها.. " الاجابة الاكثر رفقا ورحمة بكلينا.
نعم ربما لا تبدو الامور مثالية ،ولكن ما زالت تصيبنا نفحات من فيض ورحمة ،تتمثل احيانا في قطعة من كعك الشوكولا.

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!