الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

صديقي الله*

صديقي الله،
تقربا وحبا ،وليس طيشا او إساءة أدب.
اليوم تذكرت قصته ،حينما كان بنّاءا فتيا ،يحمل الأحجار ويخلط المكونات الخرسانية بنسب معينة حتي يحصل علي الجودة المطلوبة التي يأمل ان تتحمل خطوب الدهر و تتحمل دورها في حماية من يلجأ إليها بصلابة.
استمر في تشيد الجدران والأسقف ،حتي مل من صنع الأحجبة،وقرر الفرار إلي براح السماء.
دفع كل مدخراته في محاولة اقتناء قطعة من الأرض وتعهد رعايتها،- في الواقع هي من كانت ترعاه-.
تعلم كيف ينتقي البذور الجيدة وينثرها ،ثم يقوم بسقايتها والاعتناء بها حتي يشتد عودها ،فيمطرها بمزيد من العناية حتي تتفتح زهورها وتتحول شيئا فشئ إلي ثمار. ثم يأتي الحصاد مكتنفا رداء من شكر وامتنان،عميق ،صامت وجزيل.
كنت اصحبه كثيرا ،اراقب احاديثه الصامته مع السماء وجدول الماء الصغير ،بل ربما احاديثه الباسمة مع سرب من النمل يجد في عمله بتفان وإخلاص.
كنت كثيرة الأسئلة ،ولكنني لم اقترب من تلك المنطقة من قبل ،كان يحكي لي الكثير عنك ،ولكني لم اسئله عن الطريقة التي تتواصلون بها.
كنت اعشق تأمله وهو مغمض العينين ،يمرر اصابعه علي حبات مسبحته بتفانٍ وهدوء،يتنفس وكأنه يحمل الأفق كله إلي داخله.
ربما علي ان اكتشف طريقتي الخاصة ،ولكن للآن ساكتفي بالكلمات وسطا للحكي.
صديقي الله ،
اشعر بالحزن والألم ،ألما يقوي يوما فيوم ليمسك بتلابيب قلبي ويعتصرها بقسوة،يعذب روحي فتصرخ باكية.
اشعر انني اسيرة لعدو مجهول الهوية ،يحبس روحي في قفص علي بوابته لافتة تشير إلي شوارع الحضارة والحرية!
لا اريد ان امضي يومي في محاولة تجاهل تلك العيون والعقول التي تراني شيئا ملعونا وتتمني محوه من الوجود او السيطرة عليه كملكية خاصة.
بت اكره اللغة التي يتحدثونها المليئة بكلمات القمع،،،   والرفض والتنكيل.
بت اكره "لا" ذلك الرفض الذي لا يهم ان يكون له مبررا ،ما دمت تحيا في كنفهم فعليهم السيطرة عليك واشباع رغبتهم في الاستبداد.وعندما يسمحوا باعطاء تفسير فإنهم يربطون الرفض بالحب الذي يدفعهم إلي الخوف عليك وحمايتك ،حمايتك ربما من استكشاف عالم اجمل مما اعتادوا عليه !
اؤمن انك خلقتنا علي الحب ،فلا اريد ان اكره ،احاول جاهدة ان لا اكره ،ولكن بات الأمر في غاية الصعوبة.
اريد ان لا اكرهني ،اكره ذلك الجسد الذي عليه ان يتخفي في الاسود هربا من هؤلاء الحمقي الذين تستفزهم الألوان.
أريد المشي ليلا لأتخلص من حزن وضعف ووهن ،اريد ان امشي في صمت يليق بتوديع يوم ومصاحبته إلي مثواه الأخير في امتنان.
أريد ان اذهب الي عملي بدراجة هوائية دون ان اقابل بتعليقات سخيفة ونظرات مستنكرة.وان ابتاع الورود لأعطيها لغرباء يخفون احزانهم وراء نظرات شاردة.
لا اريد ان اخرج كل مرة استقل فيها عربة مترو -السيدات- مختنقة وانا اري ورود تذبل قهرا وظلما.
لا اريد ان اتخفي وراء الاستعارات والتورية ،حتي لا يفسرون كلامي حسب اهوائهم فيقومون باطلاق احكامهم المشددة.
اريد ان اتجول في اراض بعيدة وغريبة ،اتسلق الجبال وابقي طوال طريقة عودتي صامتة امتنانا وعرفانا ،وايمانا بصنيعك وقدرتك.
اريد التقاط الصور للصغار،والكبار واخبرهم كم هم جميلون.
اريد ان اذهب الي البحر ،وان كنت اخشاه ،ولا كيف سوف تنتهي خشيتي تلك!
اتعلم انه من اكثر الاشياء التي تدعو الي الحزن والبكاء ،ان ذلك العجوز الذي كان قلبه في اتساع البحر ،فارق الحياة دون أن يري البحر مرة!
صديقي الله،
فقط اريد ان تتوقف الاسباب التي تدفعني إلي الكره عن التضخم ،باتت مقاومتي واهية.
اريد عالما اقل قبحا واكثر سلاما..
اريد عالما يعلمني ويدفعني إلي الحب.
------
العنوان مقتبس من كتاب صغير لزياد رحباني يحمل نفس الاسم.

السبت، 15 أغسطس 2015

عبر أثير المجرة

في يوم مثل هذا منذ ثمانية سنوات و ثلاثون (1977)،خبر احدهم الصورة الخالصة للدهشة ،والتي لم يستطع التعبير عنها سوي في ثلاثة حروف "واو wow" !
كان صديقنا منكبا علي عمل دقيق ينجزه ،عندما التقطت اجهزته تلك الموجة الصوتية الاعلي والاطول والاكثر تنظيما  قادمة من فضاء فسيح. حددوا مصدرها "القوس" وكأنه رمح قذفه راميه نحونا لينبهنا إلي دوام احتمالية -المزيد-.

اجلس الآن اطالع بعض التسجيلات المصورة لدروس في الإنجليزية ،بعد توقف زاد عن الثمانية اشهر.يملأني الاستماع الي تلك اللغة بالحماس والاثارة ،ربما لقدرتي علي فهم الآخر المختلف ظاهريا ،لنلتقي باطنيا في كثير من الطبقات.
كان اليوم رتيبا ،فارغ من المعني ، اكره الأعمال الورقية الجامدة بت متأكدة من ذلك الآن. ما يؤلمني حقا ويصيبني ببؤس خفي ،هو انعدام افكار الكتابة.اعتدت ان ادون كل كلمة وفكرة عابرة في دفتر صغير احمله معي دائما ،او في تطبيق الكتابة بهاتفي المحمول ،من اجل الرجوع اليها والتنقيب عن المزيد. لم يحدث ذلك اليوم ،ولم يحدث منذ فترة لذا كان من الضروري اتخاذ القرار.

كان شعور "ايهمان" حينها يصعب وصفه ، بات يرقب الاشارة التي استمرت 72 ثانية متتالية. وانتهي بتدوين "wow" علي الورقة التي قام بطباعتها. اعتبر العلماء تلك الظاهرة دليلا علي وجود كائنات عاقلة منظمة بحيز.آخر من الفضاء بعيد ،وانتظروا من المرسل خطابا يخبرهم بالمزيد ،ولكن دون فائدة. ربما اراد جيراننا البقاء علي سرية وسحر المعني المكتنف بالغموض.

تراودني الآن رغبة ملحة في الكتابة اليهم ،وتحويلها الي موجات ،ولكن لتعذر الثانية عن التحقق الآن. نكتفي بالكتابة:
مرحبا
-نستخدمها علي الارض للترحيب واحيانا للاختباء خلف تهذيب المعني -
احدثكم بين النوم واليقظة ،عيناي تؤلماني ولم انتهي من مهام اليوم. اليوم علي الارض قصير جدا ، يمضي دون ان يترك اثر ،وهو ايضا ممل رتيب!

امكث في مكان يفتقد الي الكثير من الجمال -الكامن فيه- ولكن تحول الضجة دون ذلك. ربما اتتكم بعض موجات الراديو خاصتنا محملة باعلانات تجارية سخيفة وموسيقي رخيصة ،لا تستبقوا الحكم رجاءا،ذلك هو سبيلهم في التشويش علي الفكر والهرب من المواجهة. ربما ساخبركم في رسائل اخري عن حكايات نتشبث بسببها في الحياة. ولكن الآن لم اعد اتحكم في النقر علس الحروف كما يجب وعلي الذهاب الي النوم ،ففي اثناء نومس اري سماءا كتلك التي اتخيلكم تقطنوها. ليس هذا كل شئ ،ما زال بيننا الكثير من الحكي ، اتمني ان تجد كلماتي سبيلها اليكمًوان تعود الموجة محملة بالمزيد!   

الجمعة، 14 أغسطس 2015

براحٌ مرصعُ بالنجوم

استيقظ في العاشرة ،بعد معركة طويلة بين الشمس التي ملئت غرفتي منذ ما يزيد عن الأربع ساعات وجسد متعب وكسول.استيقظ لأري العالم من خلال فجوة مربعة في احدي جدران غرفتي الأربع ،اري من خلالها سماء ترتفع شمسها ،واشجار تتوق لبضع قطرات ما ، والعديد من المباني الاسمنتية الكئيبة ،يقلل من درجة كآبتها قليلا عن شبيتها في المدينة الكبيرة تلك المساحة الخضراء المحيطة.
يراودني تساؤل: هل علي ان اشعر بالامتنان لذلك الذي توصل الي الابنية الخرسانية ام امقته سرا لذلك السجن الزائف الذي خلّفنا فيه!

حدثني عن حفل موسيقي لعازف مفضل ، كنا قد حضرناه سويا ،كانت الأجواء الأجمل دون مبالغة،كان الحضور مهذبا في حضرة الروعة ،كنا مشدوهين بما لا نستطيع فهمه بل فقط الشعور به ، كانت الموسيقي تحمل ارواحنا وتسمو بها ،كنت في تلك الفترة بين معزوفة واخري اتخيل ارواحا منتشية تتراقص في خفة ودعة ، انتهي الحفل لنصمت جميعا ،بعد تصفيق متواصل ،لم يكن هناك كلام يستطيع الارتقاء الي حجم المشهد. اخبرني " الجمال يزيدنا جمالا" عقبت:علينا ان نزيد من جرعته اذا!

"وبكينا يوم غني الآخرون ،ولجأنا إلي السماء..
ولأنّا ضعفاء.. ولأنّا غرباء.. نحن نبكي ونصلي يوم يلهو ويغني الآخرون "

نحن لا ننسي ، بل نهجر ما يسبب لنا الوجع والخذلان فيبدو بعيدا لا علاقة لنا به.نهجره ونمضي بعيدا بخطوات متثاقلة محديثين جلبة مفتعلة كي تطغي علي نداءاته المتكررة.ولكننا دوما نعرف طريق الرجوع ،نرجع للزج بحزن اخر مع البقية ،ونلتمس طريق الهجران من جديد.
اليوم علي صوت النجيب ،حيث هدأت الضجة ،ولكن القلب منهك بما يكفي لنزف مزيدا من الدم و ذرف مزيدا من الدموع.

"اذا استطاعت عيناك التحدث،تري ماذا تقول!"

صغيرة ،تقبع في قلعة تقع علي اشراف العالم كما اخبروها ،لا صلة لها بالحياة ،ولا حتي فجوة مربعة في جدار ، تقتات علي الاصوات الواهنة القادمة من خارج الاسوار ،وعلي حكايات عجوز طيب ،اهداها يوما قلم ودفتر واخبرها ان تدون ما يجول في الخيال. حكي لها يوما عن النجوم ،وصفها بما يستطيعه مت كلمات ، لم تفهم كيف تبدو نقط مضيئة تزين السماء ، وهي التي لم تري الشمس يوما.
اخذ قطعة من قماش الستائر السوداء ،اللون الوحيد المصرح به في ذلك المحبس ، ونثر فوقها بعض من سكر مطحون ورفعها عاليا ،" هكذا تبدو النجوم " قالها. فاخدت الصغيرة تحدق فيها طوال اليوم ،تحاول ان ترسمها في الدفتر .لم تخيره يوما ان "رؤية سماء مرصعة بالنجوم كان حلمها الجديد الذي بات محركا لها لتنال الخلاص من هذه الجدران. لم يخبرها يوما ان عينيها كانت المكان الاوسع الذي رأي فيه نجوم مشعة!

الخميس، 13 أغسطس 2015

اربعاء مزدحم

التحدث لمدة ساعتين متواصلتين عما هو خارج نطاق "الهاشتاج" و "التريندنج".
عن ال the power of why تحدثنا ،عن السبب والعلة.
أهي محطة حتمية الحدوث لابد من بلوغها والوصول إلي إجابة في منتهاها أم هي رفاهية الصفوة المولعين بالفلسفة!
من انت ؟
لماذا انت هنا ؟
ما الذي تفعله وكيف ؟
كثير من الاسئلة التي تسبب الصداع لرأس صدأ منذ مدة ولم يعد يكترث ،ولكنها تلك النوعية التي تؤكد لك انه لابد من قرار.
يعود الموت الي السطح في اكثر من مناورة ،في قلب التحدث عن اسباب الحياة ،يتجلي الموت باكثر من زيارة ،لجار وقريب -بعيد- ،واحد المشاهير ،مازالت املك نفس رد الفعل ،اصمت ،تنطلق نظراتي في الفراغ ،تتمكن من قلبي القشعريرة ،واحاول الهرب الي فكرة اخري.
اعلم بذلك ان الموت يريدنا ان ندخل سجالا ومنظارة من جديد ،ربما قريبا ،لا ادري ،ولكني اعلم انني لا املك الخيار.

ارغب في العودة الي دراسة الانجليزية بالتزام ،وان افتش عن منح الجامعات وفرص السفر. ليس هربا من واقع -سئ-مقدر ،بل لإيمان كامن بانه يوما ما سوف احيا فوق ارض علي قدر اوفر من الجمال،حيث الهواء بارد عليل ،والالوان متواجدة بكثرة والضجيج اخف وقعا ،وانه يمكنني الذهاب في نزهات طويلة بدرجاتي الهوائية وربما يمكنني العروج علي بائع الورد المفترش رصيف الشارع للحصول علي حصتي اليومية من ازهار الصباح.

ما الذي تعريفنه عنك.. للآن ؟
-اؤمن ..

وماذا بعد ؟
-"أنا كنت شئ و صبحت شئ ثم شــئ
شوف ربنا .. قادرعلي كل شـــــــئ
هز الشجر شواشيه ووشوشني قال :
لابد ما يموت شئ عشان يحيا شئ
عجبي !!"

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

Chocolate cake

تحدي جديد للتدوين اليومي، اقبله بإندفاع عاشق فقد دلالات المنطق والتفكير.
تجافيني الكتابة منذ ما يقرب من الثلاثة أشهر الآن، حتي تلك اللحظات الخاطفة التي كنت اسطر فيها يومياتي قبل أن أهرب إلي نوم عميق. 
هذه الحال منذ فترة ،تتباعد اللحظات -الوحيدة- التي تدرك فيها روحك ، تتلاشي ببطء.
ربما لأنها -الكتابة- مليكة معتدة بنفسها تأبي أن يقاسمها الواقع -الداعي للرثاء- قلبك ،فتهجرك بقسوة من يملك تلابيب روحك، غير مبالية ،فمتي اردت العودة ثانية ،عليك ملازمة الطرق علي كل الأبواب.
لنبدأ اذا ،بداية بسيطة ،تليق بضعف لياقتنا واجهاد الروح.
الاثنين يومي المفضل ،ولكن احيانا تخذلنا التوقعات ،كان النهوض من الفراش والخروج لمواجهة العالم جهاد اكبر!
تخبر نفسك بأن عليك الذهاب الآن بينما يصرخ كل شئ فيك بأن "لااااا فلنبقي ها هنا " تحاول بكل قسوة حتي تنال ما تعتقد انك تريده ،و الحقيقة هي ان ذلك ما يريده لك اخرون.
يوم اخر يمر في رتابة ،مشهد سينمائي ذو اضاءة منخفضة وضجة عالية وقدر لا بأس به من الشقاء. 
تبحث روحي عن متنفس من الاختناق ،فادون بعض الملاحظات في هاتفي المحمول
"البحث عن دروس يوجا -
متابعة coursera الثامنة مساء الثلاثاء
مهاتفة اميرة -
القيام ببعض التمرينات الرياضية
اريد ان اتعلم العزف علي البيانو"
لم يزل في اليوم متسع ،ويزداد شعوري بالاختناق..
ارسل: "i wanna eat chocolate cake"
اشعر بالبؤس لقراءة ما قمت بكتابته وارساله للتو ،حيت انه لا يمكنني اكل كعك الشوكولا ،هذا يخالف قوانين الحمية الغذائية تماما ،يرد صوت واهن اخمن انه يعود الي روحي: ولكنني اتوق لها حقا ،ويبدو ذلك الامر الاصح لفعله الآن.
ترحل الشمس اخيرا ،وياتي المغرب ،
احب صلاة المغرب ،وليس لدي اسباب .

ها وقد بدأ اليوم يعدل من مساره ،يرن هاتفي ليعلن عن الوصول ،انها كعكة الشوكولا التي طال انتظارها ،وهذه المرة كانت مثالية!
ربما لا تبدو الأمور دوما علي ما يرام ،ربما هذه حقيقة علينا التعايش معها دون شكوي او تململ او ضجر ،ربما تكون "لست لا ما يرام ،ولكنني في طريقي إلي ذلك. لا تقلق ،سوف آتي في طلب المساعدة متي احتجت اليها.. " الاجابة الاكثر رفقا ورحمة بكلينا.
نعم ربما لا تبدو الامور مثالية ،ولكن ما زالت تصيبنا نفحات من فيض ورحمة ،تتمثل احيانا في قطعة من كعك الشوكولا.

الخميس، 4 يونيو 2015

الله كبير



 عن جدوي كتابة رسائل تعرف حتمية عودتها للمرسل،والرغبة الجامحةللكلمات في التحرر ،وشكك الدائم عما يمكن أن تصنعه من فارق.
الشعور المتزايد بتلاشي ما تملكه من مفردات ولغة ،وبقاء المعاني مجردة ،محيرة ،متحدية.
عن صوتي اﻵخذ في الفتور ،وقلقي الدائم بأنني سوف استيقظ يوما وقد فقدته كلية ، ليعلو من حولي الضجيج ..
عن ذلك الركن القصي الذي طال هجراني له خوفا من اﻷلم ،واﻷلم الذي نجح في أن يجد طريقه إلي بغير محل.
عن الأفكار التي تفرض نفسها،لقوتها واتصالها بالروح ..

وﻷني لا أعرف ماذا يمكن ان افعل قبل أن ينتهي العالم سوي نزف المزيد من الكلمات ،فليس هناك مجال للإستسلام اﻵن.

هل أخبرتك بوعكتي اﻷخيرة ،ذلك اﻷلم الذي ظل يعتصرني ويؤرق ليلى، دون استطاعتي البكاء والصراخ ،لأنه حق حصري للصغار.نعم عزيزي لقد تألمت ،ربما ذلك اﻷلم العضوي لا تقارن شدته بما خبرناه من جرح الروح ولكنه ذكرني بضعفي وقلة حيلتي ووحدتي الشديدة دونك .
في تلك اﻷثناء اشتقت كثيرا إلي صديق يهاتفني ويسألني :كيف حالك؟
نعم ذلك السؤال الذي طالما مللت منه وطالما جادلت في مدي جدوته ،اشتقت ان اقول انني لست بخير وانني اتألم واكره ما اتناول من دواء مر الطعم ، اكره وجع رأسي وما يصيبني من حمي تنشر في جسدي القشعريرة .ورغبتي الشديدة في تناول المثلجات بنكهتي الفانيلا والليمون وعجزي عن ذلك.
تمنيت ان يهاتفني احدهم ويشرع في الكلام بصوت هادئ ، ليزيل وحشة الوحدة وفراش المرض.
اشتقت إلي جدلية :بماذا تشعرين؟
ذلك السؤال الذي يطوف بنا في انحاء الكون بحثا عن ذلك الشئ الذي نحياه اﻵن بقوة ،فنعود دون الاقتراب ونبقي مع التخمين.
لم يدق جرس الهاتف ..وبقيت في انتظار ..

"في الانتظار يصيبني هوس برصد الاحتمالات الكثيرة ..
ربما .."

بقيت في فراشي أطالع الأخبار ،او ما يحمله "الكوكب اﻷزرق " من اخبار .
اختطاف وحبس وإعدام وموت ، من نصيب هؤلاء ، من نشاركهم نفس السماء ، من نشاركهم نفس الدرب ربما ذهابا وإياب .
أصبح الموت ضيفا ثقيلا لا يشتاق إلي وطنه ، ولا يمل البقاء ، يحدج خوفك وزعرك بنظرات لامبالية ،ويترك تساؤلاتك ويكمل تنفيذ مهامه في الجوار ..
يعود الموت ليعود إلي وجع الرأس الناتج عن التفكير في كيفية التعامل معه وما يخلفه من دمار.
عن إنتشال روح تشبست بروحك بكل صلف وقسوة ،فتخرج فجيعتك وألمك في صرخات مكتومة ،وإن حالفك الحظ ربما بعض البكاء .
لم أعد ادري ماذا علي أن افعل ، لا اجد ما يمكن قوله من كلمات ،كل محاولاتي بائسة ،أهرب من المشهد واختفي وراء جدار .لا استطيع تحمل ما يتواري بين الصدور ،ما أن انظر في عيني احدهم حتي أري ما يحاول إخفاءه فأعجز عن التنفس واتسائل عن جدوي الاستمرار!

طالما كان هناك بين المرض والموت ارتباط ،وطالما غذت فترات مرضي أفكار الرحيل ،تفكرت في احتمالية موتي اﻵن طالما أصبح هذا الوقت من العام "موسما" للرحيل .
طلبت من أمي ان تصنع لي قهوة ،رغم اعتراضها فعلت ، و أخذت في احتسائها مع آخر صفحات بقيت منكتاب مليئ بالموت واﻷلم ،عادت اﻷفكار من جديد لأعلنها علي استحياء:
"لا أريد الموت اﻵن ،
ما زالت اقاوم من أجل أن تتحرر الكلمات التي عهد إلي بها ،ما زلت أجاهد كي أكون "كما شاء لي أن أكون "
لا أريد الموت اﻵن..
مازلت ابتغي وصالا ووصول
لا أريد الموت اﻵن "

ولا يجب أن تصير فكرة فتكه بنا من ظلم وجور أمر مسلم به ، يصلح للنقاشات الدائرة حول وجبة من احد اطعمة الوجبات السريعة ،او حين احتساء قهوة الصباح ،
لا يجوز ان نتفكر في وضع نهاية لقصة لم تبدأ بعد .

كنت اقرأ عن الصلاة ،وأخذ الكتاب يغوص في اسرار "الله أكبر" ، ليخلص إلي ذلك :
ربما تكثر همومك ومشاكلك وما تفعله بك الحياة ،جمع ذلك كله ،لا تنفيه ،بل اعطيه حجمه كما تراه ،ثم قارن ذلك كله به ،بفيض اسمه الجامع لﻷسماء والصفات ، اخبرني ماذا تري اﻵن ؟
أليس الله بكبير !
أليس الله بأكبر !

الله أكبر ..

ألقي أحدهم أمامي بدعاء حكيم قديم ،حاولت ترجمته إلي:

"آلهي ،لا تجعلني أجرع الموت بينما لم تزل تنبض في عروقي الحياة "

مادام سره يسري فينا ،فلا تدعوهم يغتصبوا من أرواحنا  الحياة !

الأحد، 24 مايو 2015

ولسّه ياما !



طريق بوسع اﻷفق ،مقعد مريح بجوار نافذة زجاجية ،داخل حافلة مكيفة الهواء،مليئة بضجة غير مبررة تنقذها منها سماعات الأذن ،فتدعو بصدق لمن منح هذه الفكرة حق الوجود.
كانت الشمس تتوسط السماء,أتت فى موعدها قبل خمس ساعات ,غير عابئة بالكسل المتفشى فى الأجواء.
تجلس بهدوء وسكينة من لم يأخذ كفايته من النوم،تحتضن عيناها الطريق الممتد بشوق من طال إنتظاره،وجرع كاسات من الصبر.تلاعب أطراف أصابعها أشعة الشمس الخفيفة ،برفق ودعة وكأنها تطبع بأناملها على الزجاج قبلات رقيقة.تتوحد مع المشهد وصحراء الخلفية في لحظة لا نهائية.وتعود إلي هويتها الوحيدة التي عرفتها ،غريبة ،تجد في الترحال ضالتها،تطرق برفق –أو بعنف- أبواب الحياة ..

كان الطريق يمتد مسافة الساعتين , والتى خصصتهما لجدولة بعض المهام المتأخرة , وقراءة بضع صفحات من الرواية التى هجرتها فى حقيبة ظهرها.انتهى الأمر بها شاردة تتأمل جوانب الطريق بفضول من يبحث عن علامة. تتابع مناظر ألفتها بحكم مروروها عليها مئات المرات ذهابا وإيابا , تبدل الأحوال , من أقصى البهجة حتى أعماق الخذلان. تتذكر سنواتها الأولي فى التعرف على هذه المعالم , والإثارة التى صاحبت كل يوم سفر , يوم أن كانت ملئ بطاقة من حياة , تنشر ضحكات اتفق الجميع علي عذوبتها وجمالها,وتشد علي أيدي الآخرين ,كانت منذ البدء ذات خيال خصب , وأحلام بوسع طريقها الممتد.
كبرت لتكبر أحلامها, وصار لها العديد من الأصدقاء , الذين تساقط منهم الكثير تباعا , فلاصقها الحذر, وبقى النذر القليل منهم , من ثقلت موازينه بالمواقف المختلفة علي مرالخطوب.

هي حالمة , ليس بيدها حيلة فى ذلك الأمر , ضاقت طرقها بغبار الأحلام , التى أحتلت مكانا وسط النجوم , ولكن مازال هناك ما يبقيها غير ساكنة , لكن دون تحليق.
تهرب من تفكيرها فى كتاب قد أختارته , ضعفت شهيتها للقراءة بعدما كانت تلتهم الكتب بنهم شديد,كان الآلم الخالص المنبعث من الورق أشد من إحتمالها , وغيبية المعنى وعدم خضوعه لتفسير زااد من حيرتها فأرجئت بعض الموجعات , فثم المزيد.
تقرأ بضع صفحات دون إهتمام كاف , فتغلق الغلاف وتطالع الساعة مجددا , لم يتبق الكثير ,دقائق وتترجل من الحافلة , حاملة متاعها الصغير الذى احتوته حقيبة الظهر , تلك التى صارت رفيقة أصلية فى الدرب.تستقل سيارة أجرة لتسير بها دقائق معدودة حتى تصل إلي شاطئ البحر , أصبحت عادتها أن تمر به قبل الذهاب إلي العمل , تأخذ كفايتها من البراح والأزرق الدافئ , تبوح ببعض ما أصبح صعبا البوح به للبشر , يتفاهمان فى صمت ومن ثم يفترقان.أصبحت أدري بطباعه الآن ,تغرقها بالنشوي تلك الدقائق القليلة التى تتمكن فيها من السباحة , والتوحد معه , يشترك معها البحر - بمده وجذره- فى الغربة , فبتلاحق المد والجذر البحر فى تجدد أبدي , ما أن تعتاده قليلا حتى يجبره القمر على الرحيل , فيكون صديقها الأقرب والأوسع صدرا , دائما غريب , وتبقى صفحته –كعينيها- غامضة دائما محملة بالكثير.
تجبر نفسها على الرحيل إلي العمل , الذى ترجو أن تبقى فيه قليلا بعد قبل أن يصيبها الملل والفتور , تحضر قهوتها المفضلة , وتتلبسها تلك الروح المتحمسة التى لا تهدأ وتغيب فى التفاصيل ...
.....

دائمة الحركة , ترتدي الجينز والتى شيرت والأحذية الرياضية الملونة , تحب الكتب كثيرا , والقهوة , تعشق" المعجنات pasta " ,وإن كنت من هؤلاء الذين يتحدثون عن الطعام الصحى والخضوع لنظام غذائى أنصحك بالإبتعاد عن مجال رؤيتها , تهوي تجربة الكثير من الأشياء التى تمل منها سريعا , تفضل إطلاق اللعنات بالإنجليزية ,وتملك مئات الخطط المبتكرة للتخلص من الأغبياء.
قريبة إلي قلب الجميع , ويعشقها أصدقائها , لا يختلف أحد عن سقف "جدعنتها" اللامنتهى , تحب ركوب الدرجات الهوائية وتقودها بشكل جيد , ومازالت تبحث عن وسيلة تربط بها "كورنيش السويس" بطريق "رأس الرجاء الصالح" حتى تبدأ رحلتها إلي محبوبتها "أفريقيا".
يوما ما , ستحلو الحياة , ولكن ليس تلك "الحلاوة" التى ترفضين تناولها , سيراقب الجميع ما تصنعينه من أثر , وسيرقص قلبى فرحا وفخرا.
يوما ما سنتشارك العديد من القصص , انتِ بطلتها .
يوما ما , ستحكين لي , وسيكون تعليقك ,”it just happened”
يوما ما , سأحاول جاهدة أن أكون جيدة بما يكفى , للحكي عنكِ.
صديقتى الفريدة , كل عام أنت "نور" لابد أن يحتويه العالم حتى يستقيم .
كوني أنتِ , ف"أنتِ" بها ما أستطيع تخيله من أمانٍ ومعجزات !


الجمعة، 10 أبريل 2015

جمعة خالية من الشيكولاتة


في قائمة "أشياء أفعلها قبل الثلاثين" ،بقيت تسلق الجبال الأمنية المؤجلة التي مازلت أتوق لها ويملؤني مجرد التفكير فيها ببهجة وإثارة خفية!
ليس فقط لكونها مليئة بحس المغامرة ،ما يدفع الأدرينالين إلى سكني دماغك ، بل باعتبارها نقطة وصول!
عندما ينتهي كل شئ ،يبقي فقط ذلك المشهد:
 فوق قمة ذلك الجبل ،اجلس ..ناظرة إلي الأفق المديد ،يسترد تنفسي معدله الطبيعي ،تكف اﻷصوات براسي عن التنافس من أجل أن القي لها انتباها .يهدأ الجسد المنهك شيئا فشئ ..ويبقي لسان الحال "ماذا بعد؟"
ليعود الجواب مع رجع الصدي :
لا يهم !
لا يهم ماذا بعد .
.....

مازلت اؤمن أن لكل منا نصيبا من كلمات تلاحقه ..اعتدت أن تبقي نوافذي مشرعة لاستقبال أكبر قدر ممكن ،اشتقت لطقسي المفضل مؤخرا،فقررت أن اعطيه فسحة من وقت مسترق من عبث ما يسمونه الحياة !
اليوم استيقظت ﻷجد احد الاقتباسات من فيلم مفضل ،بضع سطور ، بقي منها في جعبة الكلمات خاصتي :
"when life as you know it ends"
عندما تنتهي الحياة ،كما اعتدتيها ..
كان يحدث حبيبته متي تعرف انها وقعت في الحب ، وكانت جملته هذه حد اعتقاده كافية ، لا اخفيك القول انها تبدو حالمة تجبرك علي الصمت امام بلاغتها  ،ولكن لنكن صريحين ..هل تعتقد ان إدراك شئ مثل "حياة اعتدتها" وما يطرأ عليها من تغير بتلك السهولة !
علي كل حال ، كان هذا نصيبي من الكلمات لهذا اليوم ، وها أنا اتقبله بإمتنان .
....

ما بين الخوف والحب ..مسافة !
ربما يسميها البعض "مساحته الشخصية
  personal space "
يعمل الكثير مؤخرا علي المطالبة بها وتوضيح أهميتها عند بزوغ فجر البدايات. يتعللون أن هذا من مصلحة الطرفين ،علينا أن نحافظ علي منطقة أمان ، تمنع إصابة ما وراءها ،وغالبا ما يبقي ورائها الجزء الأجمل منك ،الجزء القادر علي الخفقان !
ما بين الخوف والحب ،يدلو الجميع بدلوه من تنظيرات ، فلما لا اضيف اضافة بسيطة !
من فوق قمة جبل اردت صعوده لاتساع مساحة الرؤية ،اري الخوف والحب شاطئين ،بينهما بحر لا محدود ، لا يهم ان ابقيت مساحتك هنا ام لا ،بل ما يهم هنا اجادتك لفن السباحة ،مع وضد التيار !
P.s
يحتاج القرار لكثير من الشجاعة ،وكثيرا ما تطلب الشجاعة الكفر بما كونته من اعتقادات واقفا علي الشاطئ !
...

ثمة من تشعر بالألفة نحوهم ما ان تقع عينك عليهم.
تشعر انك لطالما عرفتهم ،تكاد تجزم ان الكثير من المحادثات دارت بينكم. وان الكثير القادم سوف يجمعكم حتما .
ثمة من تفتقدهم منذ البدء ،ما ان تراهم حتي تشعر انك طالما توحشتهم ،لتبدأ الوحشة بأثر رجعي !
تتذكر مواقف بعينها كان لابد من وجودهم إلي جوارك ، تلومهم سرا لعدم الظهور انذاك.
تبدأ في حصر عدد أكواب القهوة التي كان عليكم مشاركتها سويا ،عدد الأحاديث الجادة والمازحة ،عدد النظرات التي تخبر بالكثير .
وفي كل مرة تراهم ،تجتمع تلك الوحشة ،يجتمع افتقاد بات يتراكم منذ البدء ،بدء شهدتموه في المقام الأول ..معا !
....

في قائمة "أشياء أفعلها قبل الثلاثين" ،كان علي ان اقع في الحب !
وكان علي تسلق الجبال ان تسبقها ترتيبا ،حتي استطيع ان اري أن ذلك الوقوع يتطلب شجاعة بطولية ،وأن في السقوط فناءا منك عنك ،ذوبانا فيما هو اكبر منكما ،وانه بوقوعك هذا تقف مريدا متواضعا امام اعتاب الحيرة،تتوق بجهل إلي إغتراف المزيد ..

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

محاولة ..داخل حدود الفقاعة اﻷرجوانية

 أن تبدأ يومك بالدخول مع لاوعيك في سجال فلسفي !
"لك شئ في هذا العالم فقم" عبارة لطالما آمنت بها،حتي تلاشت كل الأشياء! 
فتبقي المعضلة التي عليك تجاوزها قبل النهوض :أمن اﻷفضل الذهاب إلي ذلك الشئ الذي ليس بشكل من اﻷشكال "لك"،أم البديل الأقل إستهلاكا للطاقة ،الأكثر إرهاقا للنفس ،بأن تبقي مع اللاشئ حتي إشعار آخر !

لا بأس من تناول القهوة مع بعض اللبن المخفوق هذا الصباح ،ليس في ذلك خيانة لقهوتك السوداء المعهودة ، بل قليل من البعد من أجل التخفف واﻹشتياق ،أو ربما هي محاولة هروب سلمية من إعترافات سوف تدلي بها دون جهد يذكر عند دخولك ذلك العالم المسحور !
"كل محب مشتاق وإن كان موصولا"
كلمات خطت علي كوب القهوة خاصتي والتي يدفع الإنتباه إليها إلي مداعبة الحنين لغددك الدمعية ، فتأبي اﻷخيرة الإعلان نفسها وتكتفي بادائها الصامت .

اليوم خالي من الضجيج،ذلك الوحش الذي يتغذي علي إنسانيتنا بدم بارد في غفلة تامة منا!
أنا لا اكره البشر اﻵخرون ،ليس كما تصورت علي أية حال ،بل أكره محاولاتهم المستمرة في تشويه باطنهم وحقيقتهم من أجل أن يضحوا صورا أكثر شبها للقالب الذي وضعه أشرار مجهولون.

اكتب في مفكرتي الصغيرة: "الخوف،نريد القراءة اكثر عنه"
اضيف
 "psychology -fear in literature"
نعم غالبا ما أحدث نفسي باﻹنجليزية ،ربما يمثل حاجز التفكير تحديا في إتقان اللغة ، فأحاول بهذه الطريقة.
اضيف بعض أفكار مسبقة وأن إفراطنا في إستخدام "ما تخفش" يوثق الشعور أكثر "قانون الجذب لا سعترف بالنفي !"

"Don't get too close, it's dark inside,
It's where my demons hide,it's where my demons hide"

امضي بعض الوقت فى محاولة ترجمتها ،ﻷصل في النهاية أن معناها سيفقد الكثير .ثم ما الجريمة في استخدام بعض الإقتبسات الإنجليزية داخل نص مكتوب بالفصحي ؟
من سن هذه القوانين بحق السماء!،طالما كان النص يحاول الوصول ، فإن بلغ غايته ، فلا يهم أي ش آخر !

في محاولاتي للاقتراب من ماهية الخوف التقي بأحد أعراضه ،ربما كان ذلك الشاب قويا ويحمل الجرأة الكافية لإيصال ما يشعر به بوضوح ،هو يطلب عدم الإقتراب،ويعلل طلبه بالظلام الذي يحتل داخله ،والشياطين التي جذبها المأوي المناسب !
صديقي لا أريد إحباطك ولكن جمل النفي والمنع جميعها لا تكفي لتزحزح رأي الفضول،ربما عليك المحاولة مجددا .

"Your eyes they shine so bright,
I wanna save that light,
I can't escape this now,unless you show me how"

يقولها بقوة ،تخرج من أعماقه صادقة ، فيشاركك مأساته.
تحاول أن تقحم فلسفتك المعهودة ، فتقف حائرا ، ألست ايضا أسيرا لوضع مشابه !
هدئ من روعك ، وقل لصديقك ولنفسك :لا بأس ، لم يعد بيدك شئ لتفعله علي اية حال.

اؤمن بأن اﻷفكار تتواصل بطريقة ما ، لا تصدقني !
اذا اليك ذلك المعني الذي امطرته السماء الزرقاء علي في الحال ..انه سطر من فيلم محبب حيث تقول "سيلين" بروعتها اﻷخاذة ، التي لا تدع لك خيارا سوي التصديق :

"If there's any magic in this world,it must be in the attempt of understanding someone,of sharing something! "

حسنا ربما تمشي هذه الفوضي في سياق متصل اﻵن ،مزيد من خيارات مربكة.
أن تتلمس السحر ، وتمضي في طريق اﻹقتراب ، والذوبان فى ذلك اﻵخر بغية معرفته ، ريما تبدأ بالتحديق مع سبق اﻹصرار في بلورتيه السحريتين حد إرباكه وتخليه عن حصونه.أو أن تبقي علي مسافتك اﻵمنة-حد إعتقادك- مانحا المجال لظلامك وقاطنيه بالتمدد اللانهائي داخل ضواحي نفسك !

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!