الجمعة، 11 أكتوبر 2013

نظرية "فردة كوتشى شمال ومن غير رباط كمان ":


نظرية "فردة كوتشى شمال ومن غير رباط كمان ":D:D
فى الامتحانات غالبا كلنا بتصيبنا حالة من الدلع والموعان غير المبرر ..ونبقى فى حاجة ماسة ان حد يديك "دش" تهزيق محترم ...ويا ريت كمان لو "يلطشك " قلمين كده لو العلاقة والرصيد بينكما يسمح 

فى الفترة دى للاسف مكنتش بلاقى غير نفسى عشان تقوم بالمهمة دى ..والمصطلح الاكثر شهرة "انت فردة كوتشى شمال معفنة ومن غير رباط كمان " وكانت الجملة دى بتعملى موتيفاشن هايل ..على عكس المطلوب صراحة .
خلينا نتفق اننا "نحن المصريون" عندنا حساسية من اى كلمة انتقاد ...مولودين وحاسين اننا دكاترة فى الفهلوة ومفيش حاجة تصعب علينا ...ولو هذه المنطقة زادت شوية عندك وقربت من "ابوو العريف" يبقى انت فى خطر يا برنس !

كان من اهداف هذه النظرية انك تعترف انك ولا حاجة ...وعشان يمكن ولا حاجة تبقى مش عادلة ..اخترت تلك الفردة الكوتشى المضايقانى واللى موجودة فى كراكيبى كتوصيف للحالة ...
هى الريدى ملهاش لازمة ...وعاهدت نفسى والمجتمع والشعب اللى داخل "جمهورية نفسى " ..اننا سوف نرتقى بهذه الفردة حتى نلمعها ونصيتها وتبقى حاجة جامدة كده زى Nike او Adidas مثلا ومهما كبرت انت فى الاخر مجرد ..كوتشى ..!:D
وبدأت النظرية فى التطور ..وبدأت افكر فى كيفية ترميم هذا الشئ ..وبعد تفكير ..توصلت ان المرحلة الاولى تبدأ من الاساس ...الجزء اللى بندوس عليه ده ...تقريبا اسمه "نعل" بس مش متاكدة والله
المهم ده لازم يبقى قوى ويستحمل ...خفيف عشان ميتعبناش ..مرن كده يروح ويجى معاك
بس لازم فى نفس الوقت يبقى من جوه مريييييييييييييح ...تحس انك رجلك عايشة جوه فى سلام مش متكتفة ومخنوقة
نخلص من النعل ندخل على جوانب الكوتشى بقى
لابد وان تجمع ما بين الراحة والرفاهية ...ويا ريت يكون فيها فتحات للتهوية كده ..وتكون الماتريال اللى مصنوع منها بتمتص العرق عشان ال foot hygiene تبعك 

بعد ما تبقى الدنيا كلها تمام جوه ...تبدأ بقى تشوف الديزاين والتلميع من بره ..اتفقنا على Nike يبقى علامة الصح الكبيرة دى تتبروز كده فى مكان جميل ...تختار الوانك وستايلاتك ...واخيرا يجى الدور على "الرباط" ومع ان كتير من الناس مش بتركز فيه بس لازم يكون الرباط بتاعك smooth كده مفيش انسجة طالعة منه مبوظة شكله ...مش بيعقد وصعب فكه ..وفى نفس الوقت مش سايح خالص بحيث ان مصر كلها تقولك "لو سمحت: رباط الكوتشى مفكوك ...اربطيه عشان محدش يدوس عليه فتقعى :D:D" 

يمكن الكلام خلص بسرعة ..بس الموضوع كبير اوى اوى يعنى ...وكعادة البدايات اللى هى دايما اصعب ...انا دلوقت فى مرحلة تكوين الاساس بتاع الكوتشى اللى جوايا ..وبالتحديد فى مرحلة تختتار المادة القوية اللى بتتحمل الصدمات وتعيييييييش معاك ...وازاى تعرف ...اخبطها واصدمها ...او مش شرط هى الصدمات هتجيلك لوحدها ...لدرجة " كابتن هو كله ضرب ضرب ..مفيش شتيمة !:D"
بس خلى دايما فى بالك وانت فى الطريق انك راسم على Nike ومش اى حاجة يا ريت يكون sport كمان ..متستسهلش الطريق وتختار الكوتشى الصينى او 35 جنيه ده !!! وفى نفس الوقت متنساش انك مهما عليت انت مجرد كوتشى !:P
تحت رعاية حملة ..."لمع الكوتشى اللى جواك " :D
 --------------------
6-2-2012
 

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

خارج نطاق الخدمة

يوم من تلك الايام التى تشعر فيها منذ استيقاظك بأنك فى المكان والزمان الخطأ 

وكأن روحك اخطأتك فى رحلة العودة , فمرت بك دون التوقف والولوج.

تشعر وكأن العالم -اليوم- ليس بحاجة إلى وجودك , او بالأحرى لا فرق كبير بين وجودك وغيابك.

تنهض لتكون قائمة مهامك : 
" أن تفعل لا شئ" 
يكون هدفك الوحيد , أن يمر هذا اليوم -فقط يمر- بسلام !

ولكن -ويا للأسى- أنت أسير فى عالم لا يعترف بما تريد ,
فتخرج إليه مضطرا فقط ليزداد عدد البائسين واحدا !

الأحد، 6 أكتوبر 2013

رسالة

صديقى العزيز:
مرحبا 
اكتب إليك وقد حل الخريف أخيرا بمدينتنا , بعد وصوله الرسمى بخمسة عشر يوما وفقا لروزنامة الحائط.
تعلم أن للخريف صوت فيروز فى "بيذكر بالخريف" ,وله هيئتك !
اليوم اسمعها وكأنها تحدثك "بتذكرك كل ما تجى لتغيم , وجك بيذكر بالخريف ,.
فيمر طيفك - ,متل الهوا اللى مبلش ع الخفيف,- فوق نهر الحنين الراقد فيعود ليجرى !

حنين للخريف -فصلنا المفضل- وأول أوراق تتساقط لتنتهى كى تبدأ بعدها حياة 
لنسمات البرد الرقيقة المدغدغة للروح, الحاثة على القرب,
حنين لوقع اقدامنا على الاوراق المتساقطة اثناء مشينا فى صباح ما بجوار النيل ليشاركنا جلده واحتماله.

طال صمتك , فى شدة احتياجى لحكيك !
ألم تصلك رسائلى ؟!
توقفت لفترة طويلة , اعلم , لم يعد القمر يمر بنافذتى متسائلا عن الجديد ولم تعد شرفتى مفتوحة لهمس المساء 
أترى كم أصبحت بائسة ؟ وأنت لست هنا !
كنت أود أن أكتب فقط لأحتفل معك بفصلنا المفضل , واحكى لك عن الكتب والموسيقى الجديدة التى وقعت فى حبها مؤخرا , ولكن صديقى قلبى مثقل بما هو أكثر مرارة.

بات ذلك العبء ثقيلا ,يزداد حجم الغصة فى حلقى , أصبح التنفس معاناة 
يقتلنى صمتى عما يحدث من مهازل , ولكن قوتى من الأمل يكفى - بالكاد- بقائى على قيد الحياة , لأبقى كما أنا ..
لا استطيع العبور إلي مستقبل  بدونهم 
لا استطيع الحياة فى حاضرهم 
ولا أملك الطاقة الكامنة اللازمة لأثور من جديد !

أحاول ان اشدد من ازر بعض اصدقائى -محطمى القلوب- احيانا , بما اوتيت من قوة , ولكن يبدو وجعهم أكبر , وتبدو قدرتى اضعف , فادعو وابتهل من اجل قوة قادرة على التغيير , - او ضعف يؤدى إلي موت- !


لو كنت ها هنا معى لاستطاع اثنتينا من احراز بعض الانتصارات الصغيرة !


انهم يحتفلون , نعم , فلتصدق وتجلس وحيدا بعيدا عن مجلسهم تنتحب.
امتد احتكارهم - واحتقارهم- لكل ما هو ذى معنى 
اضحوا بين ليلة وضحاها ابطال ثورتنا , اتذكر , تلك التى غضبت منى كثيرا لموقفى منها موقف الحياد !
وابطال الثورة الثانية , هم الحق دون سواهم 
اضحى "الشعب" -الذى يوما اراد الحياة- لا محل له من الإعراب 
ليبقى الفريقان الكبيران بتطرفهم الفاحش ابطال الموقف 
هذا يحتكر الوطنية , وذاك يحتكر الصراط والجنة ونحن بين مطرقتهم والسندان "مطحونون" !
انهم يطمسون رسومنا البريئة , ويعيدون تعريف العدو وفق اهوائهم 
يشعروننا بالخزى من تلك اللفظة المحببة , التى طالما هتفنا بها فبحت اصواتنا , تلك التى اعتادت اليافنا العصبية ترجمتها "وطن" !

ما الوطن ؟!

 لجأت لبعض المسكنات اللحظية لخيبتنا المزمنة , فوجدتها فى كلمات الخال - اعلم حفظك لها عن ظهر قلب - 


"يابيوت السويس يابيوت مدينتي
استشهد تحتك وتعيشي انتي

...
استشهد والله ويجيى التانى
فداكي وفدا اهلي وبنياني
اموت وياصاحبي قوم خد مكاني
دى بلدنا حالفة ماتعيش غير حرة
قفلت بيتي وسكيت دكاني
ياشطي وبحري وشبكي وسفينتي
يابيوت السويس"

يوم  كان الرجال رجالا , يوم  كان الرجال كلمة !


اشعر بتناقص الاكسجين يوميا , يزداد قلبى ضمورا , وروحى وهنا !


اتسائل عن جدوى تفاؤلى المزعوم , أصبحت وحيدة فى مواجهة اتهامات الجنون يا رفيق ,
ازداد غربة عن الجميع , عن نفسى بعدما بدأت صداقتنا فى التوضد 
اشعر .. بوجودى الهش الفارغ , حيث روحى بغير مكان !
بأن لا أحد يهتم , وان تظاهر بغير ذلك
اشعر بأننى لا انتمى , لا اشبه المجموعة , واسير وحدى نحو اللامكان , افتقد ذلك الاحساس , بأن شيئا يشبهنى !


أرغب كثيرا فى الحكى , ولكن لا أحد يسمع 
فى البكاء , ولكن القلب يزداد قسوة , والدموع يجف منبعها !

احتاجك لتعود فتصطحبنى إلي ذلك اللقاء عن" الصوفية" , وتحليق الروح , فانفصل عن الجمع وعنك , لأبقى مع الله ابثه همى وشكواى 
واردد حتى يخالج الصوت نشيجا باكيا :

"لك الععتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك "

احتاجك لتخبرنى واثقا بأن "الامور سوف تصبح على ما يرام" قريبا ..

فهلا أتيت ؟!





 


الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

كومن كولد Common Cold

إذا كنت من التعساء الذين انهوا تعليمهم الجامعى - او على وشك انهائه- فى تخصص طبى , صيدلة على وجه الخصوص حتى لا أفتى فيما لا أعلم ,فقد مر عليك بالتأكيد وفى اكثر من موضع ذلك الموضوع Cold&flu  يبدو لوقع الاسم جاذبية ما , ربما يصلح اسما لفرقة موسيقية , ولكن عند تعريبه يصير:
"نزلات البرد والانفلونزا" 
 لا يبدو شيقا بالمرة أعلم , ولكن ان لم تكن من التعساء -الذين تم ذكرهم أعلاه- فاعلم يا صديقى أننا نقضى العديد من الساعات الاسبوعية -نظرية وعملية - فى عقد مقارنات علامية بين هذين الشيئين والين يبدوان لكل مواطن عادى الشئ نفسه!
ولكن حفاظا على وقتك الثمين دعنى اصيغ لك ما قالته تلك الابحاث والدراسات التى اخذت من عمرى اينعه فى جملة قصيرة : 
"الانفلونزا تضرب عظامك بقوة وبلا رحمة لتبقيك طريحا للفراش , بينما البرد يجعل منك ذلك البائس الذى تنشط افرازاته بعيدا عن آلام العظام فيتعرض للاذلال العلنى " !
يخبرك العلم ان العلاج المثالى لمثل هذه الحالات , الراحة التامة والاكثار من السؤال الساخنة وتلك المحتوية على فيتامين C 

ولكن عزيزى ,عالمنا الحقيقى, لا يعترف بما يسمى راحة تامة !


........

أضحيت اكره نزلات البرد , ووجع الرأس الباعث على الحنين , حنين إلي إصرار أمى على تغيبى من المدرسة لتبقى طوال اليوم بجوارى تمدنى بعصائر شهية , وتحدثنى حتى تؤنس وحدتى ,أصبحت اخاف تعلقى بها لهذا الحد , أمى هى هذا المقطع من اغنية تبكينى "صوتك حبيبتى هو بابى على الحياة ,لو يتقفل يبقى حلم العمر تاه .."
 حنين إلى صوت أبى يهدهدنى ليلا حتى أنام , ولم أعد أسمعه ..

"هو الغائب الذى لا يحضر ..وأنا المشتاق الذى لا أنسى" 
درويش 
.............
 I have a feeling ... 
كان عنوان احدى حلقات المسلسل الاجنبى الاثير لي , فيه استيقظت البطلة من النوم لتبقى فى السرير ولا تذهب إلي عملها بالمشفى , ترفض اصرار الجميع حتى تأتى صديقتها المفضلة لتخبرها انها تعانى من ذلك الاحساس , بأنها لم تعد قادرة على الحياة , وبأن الموت بات يجذبها نحوه بشدة ..
فقط تتوقف عن التنفس ليتوقف كل شئ , 
يصبح التنفس عبئا بوجود تلك المقاومة الكبيرة من احتقان الانف والحنجرة ,

نزلات البرد تغذى الإكتئاب !

............
 ما مشكلتى ؟!

اعانى من تورطى في كل ما هو معقد ومستحيل  , 
أنت تجعلنى حزينة , 
تجعلنى سعيدة ,
تملك ذلك التأثير عليّ
تلك هى المشكلة !

نزلات البرد تحفز الغدد الدمعية

لأُبكى قصتنا التى لم ولن تبدأ , أُبكى صديقا , وأُبكيك !
 

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

فى الفجرية !

أن تبدأ يومك من غير منبه , وتفتح قبل ما الموبايل يرن , لتستقبل اولى نسمات الصباح المنعشة , مع شوية عصافير بتزقزق على الشجرة اللى جنب الشباك , 
انك تتخلى بارادتك الكاملة عن الخمس دقايق اللى بتسرقهم بعد ما المنبه يفوقك - واللى بيبقى ليهم طعم تانى خالص- ,
تقوم وانت مش شايف قدامك عشان لازم تكون فى قلب القاهرة فى تمام السابعة ,
ميهمكش الميا اللى قاطعة والهدوم المكرمشة , فى غرابة شديدة جدا تلاقى كل اللى بتعمله كل يوم فى الساعة كبيره يخلص فى ربعاية 
تنزل  للشارع وللهوا الساقع بتاع الساعة 6 اللى بيفكر بسكاشن الساعة 8 
الشارع الصبح قبل ما جيوش التتار تحتله :D
الشارع مجرد من غير الاضافات ومكسبات الطعم والرائحة اللى بتضفهاله الزحمة 
تسمع صوت خطوات الناس اللى مستعجلة , 
صوت غليان زيت الطعمية على النار ,
صوت ورق الشجر وهو بيفتح ويدخل الشمس 
تشوف جيل الطلائع وهو متجه رأسا لمكان المفروض بيتعلم فيه - لسه معرفوش اللى فيها - 
صوت ضحكاتهم , ومواضيعهم الحيوية البعيدة عن الدنيا 
طلبة اولى جامعة ...الولاد اللى بايعين القضية ودايسين بقلب , والبنات اللى واقفة مترددة على اعتاب الخجل :)
اما تلاقى طلبة صيدلة معاك فى نفس الاتوبيس وبيزاكروا اناليتكل :D
احساس المشهد من بره , انا كنت كده فعلا !! 
عن ازاى المرحلة دى كانت صعبة اوى , وممتعة اوى , وفيها طاقة جبارة اوى ..وعدت !
عن مفارقة انهم بيعتبرونى معاهم فى سنة اولى ويسألونى كلية ايه ؟! :D
انك تبسط حد فيلقى عليك سيلا من الدعوات والامتنانات 
عن المشى ...ووسط البلد الصبح , والشوارع اللى نفسى ماتلخبطش فيها بقى 
وانك تحس انك عايش بجد كل تفاصيل يومك , ساعة بساعة 
اما تمشى وعضلاتك تشتغل فتجيب اخرك 
وتروح الشغل وتتطحن لاخر اليوم 
وطريق العودة والزحمة 
انا انهاردة بقالى "17" ساعة عايشة بجد , عايشة بقلب 
ممتنة لاصحابى "ياسمسن وشيماء" اللى عملوا اللى منبهات مصر كلها مقدرتش عليه وخلونى صاحية من بعد الفجر 
ممتنة للمشى بنية الرياضة اللى بيقولوا عليه jogging  اللى حسسنى انى عندى رجلين ليهم لازمة :D
ممتنة للميا -الساقعة- اللى بتروى العطش , لمزيكتى المفضلة والباندات اللى بتعلمنى اكون انسان افضل 
ممتنة للعظيم اللى اخترع النسكافيه , والصينين اللى اخترعوا المج :D
ممتنة لفرصة جديدة كل يوم بتيجى , 
كل اللى عليك انك بس تتنفس , وتعيشه على مقاسك !
عيشها بقلب ;)

theme song: 
الحلوة دى

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

عن مصادرة الحلم

أن يدخل عليك طفل صغير بأصبع مجروح يطلب بعض الإسعافات الأولية البسيطة لإصابته أكثر من سبب محتمل: 
- ربما جرحه خيط طيارته الورقية الحاد اثناء لعبه بها مع بعض الرفاق
-ربما حاول اصلاح دراجته فساء الأمر 

-ربما لعب بسكين المطبخ اثناء انهماك والدته فى اعداد الطعام !

تغض النظر عن سبب الإصابة حاليا , وتمنح انتباهك لهيئة ذلك الصغير 
سمرة , يبدو جليا انها مكتسبة , ربما لقضائه فترة طويلة فى المصيف قبل بدء الدراسة 
ثياب غير مهندمة تفتقد معايير النظافة المقبولة - يبدو انك تتعامل مع معضلة كبيرة ها هنا ,ليس سهلا هذا الكائن !- 
يشرح لك طلبه : "عايز حاجة تخليه يخف بسرعة" 
فتسأل عن السبب ومدى سوء الوضع وتسأله الأذن فى معاينة موقع الألم , ليبدأ ألمك فى الدبيب ...
ترى المشهد من جديد : 
ثلاثة من الاجسام الصغيرة ذات خطوات حائرة ومرتبكة تدفع الباب , يتقدمهم أكبرهم سننا , سائلا عن شئ يخفف من ألمه , فقط يريد أن يرجع أصبعه معافا كما كان .

تتلقفه "شيماء" من لعثمته وارتباكه وخوفه وبعد محاولات لإقناعه انها هى "الدكتورة" كما يريد , يسمح لها برؤية جرحه , ويشرح لها القصة: 
"حصل "محمد" على هذا الجرح اثناء تصليحه لمروحة فى الورشة التى يعمل بها - نعم , لم أخطا النقل, هذه الحقيقة بكل قسوتها - وكل ما يريد شئ ما يجعلها "تخف بسرعة" 
نلقى نظرية على الجرح , ليظهر عمقه وخطورته وحاجته الواضحة لبعض الغرز الجراحية ..
يصرخ "محمد" مذعورا , فتهدأ "شيماء" من روعه وتأخذه لتغسل جرحه وتضع عليه بعض المضادات الحيوية وتحكم ربطه منعا لتلوثه - يبدو هذا كل ما نستطيع منحه اياه -

على الجانب الأخر كان يبدو الذعر على الصغيرين الاخرين فتدخلت "ياسمين" لإذابة جبل جليد كاد ان يسحق جسديهما اللهذيلين , 
أحمد وأدهم , ابنا عم "محمد" الذى يعمل فى ورشة لإصلاح الأجهزة الكهربائية , يبرع فى أصلاح "اللى انتى عايزاه " 
يذهبا إلى المدرسة بالصف التانى الابتدائى ,يريدان ان يلتحقا بالجيش عندما يكبران 
محمد بالصف الخامس الابتدائى يضطر إلي العمل لأن والده -معيلهم- بالسجن "ان يعرف طفلان فى عمر الزهور السجن كمكان أليف !!" 
تربكهما صرخات محمد وخوفه الظاهر , فيخرجا , ربما لا يريدان ان تهتز صورة الأخ الكبير وسندهم فى هذه الحياة برؤيته ضعيفا .
هناك ..
مازالت شيماء تعانى من أجل الابقاء على محمد ثابتا من اجل الانتهاء وضع المضادات الحيوية على جرحه 
"هو فى راجل بيخاف كده , امال عاملى فيها اسطى ازاى ,,مش هتوجعك والله ,...." 
يضحك "محمد" من ملمس الرذاذ البارد نسبيا ..ليعتصر قلبك خجلا.
يخرج محمد ليصطحب صغيراه ويختفى ثلاثتهم فى اللامكان.

 
على بعد خطوات من هذا المكان , ترى أطفال فى مثل عمر محمد وأحمد وأدهم فى نزهة اسبوعية مع أسرهم ,
او ربما فى مدينة الألعاب , تنجرح أصابعهم لتهورهم فى قيادة السيارة الكهربائية ,


ويبقى "محمد" , الصغير الذى اضحى رجل البيت قهرا , يصحى مع الفجر ويتعامل مع الشارع بقسوته , يبحث عن نفسه بين عناوين الصحافة ليجد : 

"حذر جماعة الاخوان ...."
"الشعب يستمر فى حربه على الإرهاب ,,,

"وليبقى من يتحدث عن الحقوق والحريات , وعمالة الاطفال التى يجب تقنينها ومنعها فى الدستور ..
وليقسم الجميع بأن يرعوا مصالح الشعب رعاية كاملة ...
وليغنى الجميع ويعزفون ويرقصون ويكيدون بعضهم بعضا ..


ويعاود" محمد" ألم أصبعه  من جديد ولا يجد فى معجم مصطلحاته الصغير معنى لكلمة "مستشفى , بيت , عائلة ,وطن  , حلم وحياة !
 

عندها فقط يتعلم أن يتعايش مع ألمه الأذلى فى صمت !
ونفقد نحن بما كسبت أيدينا القدرة على الحلم , ونكفر للابد بالأحلام .


الخميس، 26 سبتمبر 2013

صانع الدهشة

دَهِشَ - دَهَشًا: تحير وتوقف تفكيره من ولهٍ أو فزع .

رد الفعل الوحيد القادر على توقف تفكيرك , ليمنحك نشوة توقف الزمن للحظات ..

الدهشة ذلك الشعور الملئ بالحيوية الحميدة , بعيدا عن تطرف الفرح الخالص والحزن الحالك .
ذلك الشعور البعيد عن التورط بالجوهر والاكتفاء بالسباحة على السطح , فيقيك ما يتبع التورط من خيبات ناتجة.


الدهشة , ذلك التعبير البديع الذى ترسمه ملامحك ببراعة , فيحلق حاجباك عاليا راسمين بعض التجاعيد المحببة بجبينك , تتسع حدقتا عينيك ليزدادا سحرا ,ودائما ما ترافقك تلك الابتسامة الفريدة من نوعها , الحيرة بين التصديق والتكذيب , ليتبعها سلسلة من الافعال اللامنطقية بالمرة 
ضحكات مقهمقهة متواصلة , 
التحدث مع الغرباء بحماسة زائدة -عن الحد الذى يعتبرك فيه البعض وكأن بك مس من جنون - 
الاداء الدرامى للمواقف المحفزة لخلايا الاندهاش لكل من لم يكن حاضرا .

يبدو جنونيا أحيانا اندهاشك لأبسط الاشياء -لاصدقك القول يبدو ساحرا ايضا - 

عند رؤيتك لماكينة غزل البنات والخيوط المتشابكة , 
عند سماعك لاغنيتك المفضلى لمنير تتردد فى مكان ما فى ذلك المول الكبير , 
عندما احكى لك عن الصغير الذى يقلد حركات امه وهى تصلى , وذلك الذى يتفنن فى اتقان حركات مبتكرة بدرجاته الهوائية الصغيرة.
عندما اخبرتك لاول مرة اننى افضل القهوة بلا سكر رغم ادمانى للحلوى المختلفة.

هل اخبرتك من قبل كم تزيدك وسامة عيناك الحيرى ؟!

هل أخبرتك من قبل انك وحدك تؤمن لي جرعتى اليومية من الدهشة؟

ليس مثيرا اكثر للدهشة من شخصيتك تلك التى تجمع طفلا وشابا وكهلا فى ثوب واحد !
الطفل المتولى زمام الامور ليجل اليوم جنونيا وغير قابل للسيطرة , الذى يتخلى عن عفرتته عند مواجهة مفاجئة مع احداهن ليضحى ذلك الصغير الخجول الذى يتكلم همسا متجنبا تلاقى العيون.
الشاب المتحفز اصلا , المجادل طبعا , المنهك لمحدثه مهما بلغت قوة احتماله ,
الكهل الذى يحمال هموم الكون فوق كتفيه , لتعكسها نظرات مشتتة مرهقة .
يدهشنى جعلك انتقاء وجبة خفيفة ملحمة بطولية , لابد وان تنتصر وتحقق الغاية ,

والتحدث عن كُتّابنا المفضلين وكأنهم لا يفقهون وكأنك تتفضل عليهم بقرائتك لاعمالهم التافهة !
يدهشنى عيشك مع النجوم وحفظ اسمائها ومواقعها ومحادثتها كصديق مقرب,
وسخطك على القمر معظم الوقت , لانه لا يتحرى الدقة فى ايصال رسائلك.
يدهشنى تنوع قائمة مشغل الموسيقى بجوالك , تلك العدوى التى اصبتنى بها .

رؤيتك الدرامية الثاقبة التى تجعل من كلاسكيات السينما , افلاما كوميدية منافسة بجدارة.
يدهشنى مزاجك المتقلب الذى يربكنى ,فلا آخذك دوما مأخذ الجد
تدهشنى قدرتك على النسيان , فتأتى لدعوتى لمشاهدة فيلم الكرتون المفضل إليك , وكأن الشجار الوجودى الذى دار منذ ساعات لم نكن طرفا فيه !


يدهشنى وجودك المنقوص , وغيابك الطاغى ,وجملك الغير مكتملة , وقدرتك على اشاعة البهجة رغم أنينك المكتوم .

أنت يا صديقى , صانع الدهشة خاصتى ...
                                                     و بيكفى ! :)

الأحد، 8 سبتمبر 2013

عن وعمرو !

أيمكن ان يفعل حرفان كل هذا السحر ؟!
"عن" ذلك الحرف الذى لم يرتقى ليصير فعل يتصرف , أو اسم لشخص ما سيكون يوما ما حديث البشر
"عن" الصديق الوفى الذى ينقذ توترك ولعثمتك وافتقارك لمدخل مناسب ,فتلوح العين مصممة تليها النون فى حنين لتعبر عما يجتاحك بقوة.
وعن "عمرو" ذلك الاسم المربك الذى طالما اخطأته و"عمر" ومازلت الجأ إلى كتابتهما بالانجليزية لمنع الالتباس ,
ماذا تفعل تلك الـ"و" على اية حال !
يبدو من صوته وصورته كـ صديق قديم او قريب من العائلة ربما

 عمرو يطرح مستخدما "عن" الصديقة : 

" عن الخطط المؤجلة، والأحلام الباهتة. عن البعيد الذي لا يقترب، وعن القريب الغريب. عن الدفء الذي لا نجده سوى في كوب قهوة في ليلة شتوية حزينة، والقرب الذي لا يجاوز احتضان وسادة مشبعة بالاكتئاب. عن العالم الذي لا ينتهي، وعن الخواء الداخلي المتنكر في صباحٍ ملئ بالطقوس المكررة. عن التنهيدات المسائية، وعن الصحبة المزيّفة. عن الخذلان. عن البُهتان. عن الرضا بالقليل الكثير. عن الغربة في الوطن، والاغتراب في النفس. عن الهمس، وعن الأشخاص الذين لا يتكلمون، مهما أردنا ذلك. عن الحبيب المفقود، وعن الجميل الذي لا يأتي. عن الحضن الذي يتسع للكون وعن البكاءِ على صدر امرأة. عن الخريف، والاكتئاب الشتوي. عن لعن الصيف والتوق للربيع. عن الجميع. عن القلوب الصدئة، والأرواح المهترئة. عن المشاهد المكرّرة والمشاعر المعبئة. عن الأرق الذي يستوحش وعن المساء السرمدي"
 أترى كيف جعلت "عن" الموضوع سلسا بسيطا ؟!
ولكنها تركتنى بتساؤل :ماذا عنها ؟!
اتدرى كم الوجع المزمن الذى تحياه مع خطط واحلام مؤجلة , ان تشعر دوما أن حاضرك لم يأت بعد , وانك معلق بمكان ما فى حاضرهم!
ومدى الجرح الذى ينزف من التباس "البعد والقرب والغربة" ,انت دائما غريب بعيد , بعدٌ لا يمكن قياسه بالمسافات , بعد عنك وعنها ,لتبقى حبيسا لخوائك الداخلى الموحش ,وصوت ارتطام الرياح بانقاضك الهاوية !

الصحبة المزيفة التى تخدع بيها نفسك لتستمر فى الحياة بمعايرهم وتدرك جيدا انك تنازع بالداخل من اجل بقاء لم يكن يوما آملا فى تحققه.

القليل الذى يعرضه عليك من لا يستحق لتقبل وتقنع وترضى بما دون النجوم !
الاشخاص الذين لا يتكلمون لأنهم لا يعبأون , او انهم لا يعرفون اللغة المناسبة او ربما هم مشغولون بالدوران فى محورهم الخاص ,كل الوقت,لتظل غريبا مشتاقا دوما إلي الحكى .
والذى لا يأتى مهما أرسلت له مع القمر توسلاتك .
صوت الخريف وطعم الشتاء , والدفء الشحيح,والبكاء مجردا من الوقت والمكان.
العالم الذى لا ينتهى اجمالا,الذى نحياه مكررا فى انتظار احلام مؤجلة وبعيد لا يقترب.

"عن" فرّغت هذا البركان الثائر بين الجنبات فى كلمات يسيرة ليأتى اداة واحدة لتعيد تحريك الاعصار 
ماذا عن؟!
استخدمها فقط عند امتلاكك الطاقة الكافية للمواجهة ,استخدمها بوجود صديق يشدد من أزرك ,حتى ذلك الحين فلنكتفى بـ "عن" الساحرة
والتى زادتها ها هنا , لغة "عمرو" وموسيقاه سحرا 


-------------------------
حوليات #تفاعل 
الكلمات باللون المختلف اقتباس لـ:عمرو صبحى 
عن العالم الذى لا ينتهى



السبت، 7 سبتمبر 2013

أنا ما أحب ...

لا أدرى كيف مر اسبوع المفضلات دون ان أدون , وأنا فى العادة أصبح كثيرة الكلام -فقط- عند الحديث عن مفضلاتى 

مممممم ربما الامر صعب بعض الشئ أن اجمل كما كبيرا فى كلمات قليلة !
ربما 
مفضلاتى دائمة التغير , ووفقا للتو واللحظة والمكان المصاحب تتشكل 
الآن :
أحب القراءة كفعل لممارسة الحياة , أحب الكتب ورائحة الورق المعتق !
أحب اللغة وحرفة صناعة الكلمات ,
أحب تعلم لغات اجنبية "الايطالية والفرنسية على رأس القائمة , وتغرينى الإسبانية بشدة !
 لغة عابرة للحدود هى الموسيقى ,إيقاع حياتى 
فيروز 
حكاية دائمة البدء ,غامضة التفسير,خرافية التأثير!
أكتب :)
أحبنى كلما كتبت اشخاصا اصدق ,
احبنى بآثار الحبر على أطراف اصابعى واكمام ملابسى!
رضوى عاشور كاتبتى المفضلة تشاركها أحلام .
 و درويش الامير المنقذ
القهوة مشروبى المقدس ,افضلها بلا سكر , واجرب كل مرة طريقة مختلفة لصناعتها من المحال المختلفة .
أعشق دفاتر الكتابة البسيطة والفارهة , والـ bookmarks
احتفظ لا إراديا بايصالات الدفع والإستلام -receipts- وتذاكر الحافلات والسينما 

لي ذوق انتقائى صعب فى الأفلام ,
pride and prejudice  على رأس قائمة قصيرة جدا من الأفلام التى لا أمّل مشاهدتها مرارا 
أحب الوثائقيات والافلام التسجيلية 
أفضل الجيتار كآلة موسيقية لحاضر ومستقبل باعث على الأمل 
احاول بلا جدوى الخروج من أسر الكمان والناى الباعثين على الحنين ,المجددين لنزف الوجع!
أصبحت ألتهم الكثير من الشيكولاتة مؤخرا , زادى المتاح من الـسيروتونين 

أحب ان اثرثر بالانجليزية احيانا 

أحب الايس كريم , كثيرا  , 
اكثر من القدر الذى تخيلته توا !
أحب من الايام خريفها والشتاء 
اعشق ديسمبر حيث ميلادى , وعودتى -بعد عام من الشقاء - إلي سحر البدايات 
 أحب الـ jeans والاقلام الملونة وحقائب الظهر 

أحب الاسئلة ,هى مقياسى لذكاء البشر 

من أنتِ؟
السؤال الاصعب دوما , متغير الاجابات 
أنا ما أحب !

احب الأحذية الرياضية , والكلاب والاحصنة وسماعات الاذن والعلكة 
أحب أصدقائى -احيانا- , واحب الغرباء دوما 

من أنت؟
أنا ما أحب -معظم الوقت- 
وما اكره -فى اكثر حالاتى غضبا وبؤسا- 
والصراع القائم بين ما أحب وأكره -دوما- 
 أنا التغيير القابع فى الخلفية مع كل دقة قلب تتلاشى ليعلو صوت أخرى !


الخميس، 29 أغسطس 2013

فيها حاجة حلوة !

كاميرا (1)
"يوم فى بلدنا كلاكيت اول مرة"
قلب القاهرة ,كورنيش النيل ,باب صيدلة اللى ع البحر ,درجة الحرارة نظريا حاجة واربعين ,عمليا ووسط الشمس الحارقة ,والزحمة وتلك الكمية من البيب بيب والناس المكشرة توصل لـتمانية وسبعين درجة ونص
الساعة 10:43
الو ايوة يا شروق
صوت لسه بيحاول يهرب من الاحبال الصوتية :ايوة يا ايموز -بغض النظر عن ايموز دى :D-
ايه يا بنتى انتى لسه نايمة ؟!
لأ صاحية ,ربع ساعة وهاكون عندك
قشطة
.....
نعمل حاجة تكسر الملل بقى ,تفتكروا  ايه ممكن يتعمل !!
نقعد نكلم شوية مع النيل ؟!
نيل ايه ..ده ترعة وبتستهبل اصلا ..فين النيل ده - كل دى زبالة ,بلد ***** اصلا -
ندور طيب على حتة ضل نقعد فيها , العبقرى اللى زرع الشجر بعيد عن الديكك اللى بيتقعد عليها دى تفتكروا كان عايز يعذب اهلنا يعنى فى هذا القيظ -مفيش فايدة فى ام البلد دى-
الساعة 11:09 ,بتقولى ربع ساعة اهو نص ساعة عدت ولسه مجتش , وكمان كانت بتقولى انا 11:00 sharp  !
الساعة 11:14 بتأمل مبنى الكلية والطلبة الجدد ,صيادلة المستقبل اللى بيقدموا ورقهم , نفسى اروح اقولهم فكروا الف مرة قبل ما يفوت الاوان ,ضغطى عمال يعلا , والدنيا بقت جراى غامق ,المكان ده فيه اشباح بتحاربنى يا جدعان ,
عربية حمرا ,يمين ...الحمد لله ..وصلت
.......
هنروح مدينة نصر ازاى ,طريق النصر ورابعة مقفولين ,يعنى هنتسوح - ام البلد اللى بقت كلها جدران عازلة دى -

العمارة اللى قصاد سيتى ستار ,الساعة 12:30
يلا نطلع نشوف الشركة دى ايه نظامها , واقلب الانترفيو ونطلع على سيتى على طول
قشطة
فى ال waiting area الساعة 1:50 ..انا والملل وهواك , ديكور الشركة كان ممكن يبقى احسن من كده على فكرة
يلا بينا
ايه الاخبار
ايه الراجل الغلس ده , دى شغلانة تانية خالص غير اللى قالوا عليها
يعنى هو شايف نفسه كده وكمان غلطان ,مش هنخلص من الاشكال دى بقى - مفيش فايدة-
سيتى ستارز خلاص هاحقق ال objective بتاع اليوم اخيرا , هاكل cinnabon وايس كريم وهاشترى الشنطة اللى جايلها من محافظة تالتة خاالص
الساعة 3:30
نتحرك دلوقت بقى عشان مروة مستنية
(من غير سينابون وايس كريم والشنطة !)
طريق العودة ..تسويحة تانية وطرق مقفلة -استغفر الله العظيم يا رب-
حااااسبى يا شرووووق
شخص ما : والله الفانوس ده لوحده بـ150 جنيه غير الاكصدام اللى اتكسر
مفاوضات قصيرة
اشخاص تانيين : خلاص يا انسة هو كده واخد حقه وزيادة ومرضى
نهاية طبيعية ومتوقعة فى بلد نحس , مفيش فايدة .
---------------------
كاميرا (2)
الساعة 10:43
الحمد لله انى وصلت بدرى ,الاشجار اللى حوالين الكلية كبرت اوى , اقعد تحت الشجرة -like a boss فى شارع كل اللى فيه مستعجلين وبيب بيب كتير وانا عندى وقت :P-
اشوف بقى الكتب اللى استعرتها هأبدأ بايه فيهم , واخلص البلايليست اللى شغالة
وعند الكلية قابلت مها , مشفتهاش من زمان جدا وكانت وحشانى بجد , لو شروق جت 11 شارب مكنتش هاشوفها !
فى الطريق:
ايه بقى ايه الاخبار ؟!
(كلام كتير , ملخص اللى حصل واللى حاصل وقرارات مصيرية , ومشكلة اتحلت اما حكيتها ,ووو)
ل و ر (الطيب)
سواق الميكروباص الجدع اوى , اللى سألناه ع الطريق , وقالنا امشوا ورايا , عرفنا طرق عمرنا ما دخلناها قبل كده -اسرار مهنته بقى- عشان يتفادى الزحمة والطرق المغلقة
ل و ر , كان اما يلاقينا بعدنا عنه كان بيقف يستنانا نقرب وبعدين يكمل لحد ما وصلنا
الشاب ذو التى شيرت الاسود
اللى نزل من الميكروباص عشان يقولنا اليوترن الجاى عشان مكناش واخدين بالنا ان و ر ل بيدينا كلاكس :D
الشاب اللى لابس نضارة والى جنيه
واحنا داخلين خلاص ع اليوترن "خلاص ,نروح احنا بقى !!" - ااه خلاص اطلقنا سراحك يا و ر ل :D"
الانترفيو :الوايتنج اريا
كنت بارغى مع نوران على ما شروق تخلص , نور ماكلمتهاش من زماان اوى , نور بابقى مبسوطة جدا اما باتكلم معاها ونحلم مع بعض !
سيتى ستارز
دخلنا مكان واحنا خارجين ولقينا فيه sale  على بلوزة حلوة اوى عجبتنا احنا الاتنين , فقررناا نشتريها ونطقم سوا :D
- ده اسرع شوبنج فى التاريخ , بادرب على ال decision taking  :D
ماكلتش ايس كريم وسنابون عشان شروق كانت صايمة والحاجات دى مبيبقلهاش طعم لوحدك , بتبقى احلى فى اللمة :)

طريق العودة:
3 سواقين تاكسى , وواحد راكب محترف قعدوا يشرحولنا فى التطريق على غرار المراجعة النهائية فى ثانوية عامة , ومحدش اضايق من اننا مش فاهمين حاجة ما اللى بيقولوه وبنخليه يعيد كذا مرة !
وقت الحادثة كان فى ناس هبينزلوا من التاكسى , ربنا ستر اننا فرملنا بدرى , او مش عارفة ازاى بس ربنا ستر وجت على الفانوس والاكصدام بس وشوف كده الموقف واحكم:
صديقتى -شروووق ..باقول اسمك اهو :D- نزلت واعتذرت عشان كانت غلطتنا
الراجل وقف محترم ومزعقش ولا حاجة , قال بس تكاليف التصليح , وده حقه عشان ده وسيلة اكل عيشه
واحنا مفاصلناش
والجمهور اللى جه وقف معانا , كان بيحل الامور وملوش اى مصلحة
وفى اخر الحدوتة , شفت مروة وعرفت انى بالبس ازرقات كتير :D

فى طريقنا وبعد الرعب ده , شفنا لوهلة الدنيا من كاميرا (1) , لحد ما رجعنا فلاش باك , وحاولنا نشوف الدنيا بطريقتنا

شوفنا الجدعان اوى اللى وقفوا معانا , ناس عايزة تساعد وربنا , ناس لو لقت حد عاقل يقولهم على حاجة تغيرهم للاحسن وتغير البلد هيعملوها
ناس على رغم اختلافنا -خدت بالك احنا اتكلمنا على كام واحد - كانوا بيتكلموا نفس اللغة ,بيتكلموا مصرى !
ولا صنفونا معاهم ولا مع التانيين
ناس ولا همها باب الحقوق والحريات المشوه فى الدستور ولا المادة التانية ولا هوية الدولة , بس لازم يعرفوا واحدة واحدة , وده دورنا احنا ,لو واجهنا بعض بالحقيقة وعرفنا اننا مسئولين , ولو لأ يبقى خلينا فى الش السفر بتاع كل يوم
والله يجى منهم ,بس حد يعبرهم !
شفنا المتع البسيطة اللى سرقناها من يوم روتينى بحت اصلا , وخروجة مش مترتب لها
ممكن نكون تعبنا , ومن حقنا نتعب عشان اللى بيحصل ده كتييير , بس من الذكاء اننا نفصل ,عشان نعرف نكمل
ماتحسش بالذنب اما تضحك وتنبسط ,انت بتعمل كده عشان تحافظ على النوع الانسانى حيا لبكرة !

شفنا فيها حاجة حلوة عشان ظبطنا عدسة عينينا على الحلو اللى هو حقيقى موجود جنب السواد بس السواد واخد حقه وزيادة
وده مهمش مقتصر على شوية متفائلين بلهاء ,
صدقنى احنا ابعد ما نكون عن البله , بس اختارنا الاختيار الاصعب ماستسلمناش لليأس
ولو مصمم ان احنا بلهاء بردو مش فاهمين حاجة ,خلينى اقولك ان البلهاء دول هيغيرو العالم ان شاء الله
العالم بتاعهم اللى هو لسه موصول بيها ,رغم قوة الطرد المركزى اللى بيمارسها علينا الجميع , اولهم انت بيأسك وخروجك من التحدى , فكر تانى كده ,فيها حاجة حلوة ؟!
مكانك معانا محجوز , هنغير العالم , مستنينك ! ;)


-------------------
soundtrack: cocacola commercial 213
اتجنن !
http://www.youtube.com/watch?v=JkJG0wnAjZk

#حوليات
فكرة : شروق غلاب - إيمان عبدالحميد
الشئ وضده
النص المليان والفاضى


كما.. النخل ..باصص للسما


لا تريد التحدث فى الأمر ,
فتهرب داخلك !
تعتزل الناس وشئونهم الهامة والتافهة ,تعتزل روتينهم القاتل وتنأى بنفسك عن عالم عدم انتمائك له فى ازدياد.
تأخذ إجازة مرضية ,فقد اصابك ادعائهم بغثيان مستمر ,وتلزم الفراش ,
فى حجرتك مربعة الشكل -لما كل الغرف حادة الاطراف؟! لما لا تكون دائرية ,بيضاوية او غير محددة - تبقى حبيسا لأيام
تغلق النوافذ ,تسدل الستائر,ليتناغم ظلامك الداخلى مع الاجواء ,او ربما ان كنت محظوظا ينير داخلك الحيز المتاح !
يسود صمت تام , ما يلبث ان يتحول إلي ضجيج مؤلم عندما يبدأ الرفاق داخلك فى العراك.
تحاول ان لا تنتبه ,تشغل تلك الموسيقى الصاخبة كى "تدوش الدوشة بدوشة ادوش منها" !
تعلق على الباب "رجاء عد الازعاج" ,تطلب منهم عدم مناداتك وقت الوجبات او عند حدوث ازمة انسانية جديدة
تحمل كفايتك من الطعام ,الغير صحى تماما , الكثير من المقرمشات التى يمنحك صوتها شعورا افضل , هل لتحطم المزيفين صوت قرمشة مماثل !
والمنبهات التى تبقيك يقظا لتتعذب.
تستمر فى فعل لا شئ ,تركن تماما لصيغة المبنى للمجهول
تستمر الموسيقى الصاخبة ,وصوت القرمشة ,تبقى ساكنا كسولا ,حتما ازداد وزنك الآن , اضافة إلي مظهر مشرد ,مهلهل الثياب
شعرك الغير مصف لايام ,وهالات سوداء كمدمن متمرس حول عينيك كفيلين باعطائك مظهرا مخيفا فحاول ان تتجنب أى لقاء عن طريق الخطأ مع الأطفال !
يصبح النوم بعيد المنال ,يضحى الأرق صديقا لدودا ,يلم بك ألما حادا تحاول ان تخففه ببعض البكاء ,فلا تجد للدموع محلا!
تأخذ كفايتك من الضجيج والظلام ,وتقوم لاطفاء الموسيقى الصاخبة واستبدالها بمفضلتك
تنظر إلي المرأة لتشفق على هيئتك وتسخر منها ,تنظر إلي الشعر المطلق المخيف وتقرر تركه هكذا -يبدو مضحكا بعض الشئ-
تسمح ببعض الضوء من مصباح كهربى -لا ادرى أعلي ان اشكر اديسون ام اغضب منه على اختراعه!-
تتخلص من بعض الفوضى من بقايا الاشياء وتجلس لتستمع لعراكهم
تبدو مأساتك من تلك الصالحة للسينما -تضحك للفكرة-
تستمع لشكواهم وأنينهم المستمر , تظهر بعض التعاطف والمؤازرة
بعض المشكلات وجودية لا جدوى لمداوتها فلا امكانية لتغيرها
وبعضها قابل للتغيير البطئ المرهق , يحتاج الكثير من الوقت , وجهدا مضنيا
تخرج بشئ ما ,بقرار ما ,بوعد ما على الاستمرار فى ساحة المعركة لتقاتل
تفتح النوافذ والباب لتخرج من الغرفة مربعة الاطراف ,كعادتك ذلك الأحمق ,المتفائل ,صاحب الابتسامة البلهاء وهذه المرة بمصاحبة شعر غير مصفف .

تخرج وتريد التحدث فى الأمر. 
-----------------
theme song:
علّي صوتك - محمد منير
"ولو فى يوم ,راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما للسما..."


أيها العالم لماذا لا تكون صديقى*

العنوان ..قصيدة لـ نور البواردى من ديوان "الحياة كما لو كانت نزهة ويك اند
وما يلي مقتطفات صغيرة , و رشفات قليلة من قهوة جيدة الصنع :)


نوم هانئ واحلام سعيدة ,لمن اوشك يومه على الانتهاء
وليلة ممتعة لكل الكائنات الليلة
:)

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

30 و1 يوم

انهاردة اليوم ال 31 لانضمامى لحوليات ولانطلاق مدونتى الحبيبة بعد صراع من التردد والتأجيل والتأخير
كانت دايما عندى فكرة عن المدونين دول انهم السكان الاصلييين لكوكب تانى وجايين فى رحلة اجبارية للارض ! :D
كنت شايفاه عالم خيالى جميل , ممنوع الاقتراب مته والتصوير 
وبالنسبة لى ,شايفة ان كتاباتى القليلة المتواضعة فى الكام سنة اللى فاتوا لا ترقى انها تنافس او تاخد حيز
لحد ما جت فكرة حوليات , فى مرحلة فى حياتى كان الشعر فيها "ليه لأ"
بطلت افكر وانقد اللى انا باكتبه , وكان المهم عندى انى ارجع بعد توقف طويل مرير دخل فى 5 شهور
كان بيجى عليا وقت اقعد اعيط عشان مش قادرة اكتب
بعد رحلة بحث طويلة , اكتشفت فيها ان هذا الفعل -الكتابة- هو اللى انا عايزة اقضى باقى حياتى باعمله 
واول ما قررت كده , لقيت كل حاجة طارت ..تخيل انت بقى ,سنة من حياتك تضيع فى البحث عن your passion
وتبقى ليلى مراد ,وقلبى دليلى وكده , وتضيع فرص كتيرة لحاجات تانية
وفى الاخر , هذا الدماغ التعبان ميبقاش فيه كلام يتقال !
المهم , من منطلق ليه لأ , قررت اشارك , وامسك الكيبورد وال blank page تانى
وحجزتلى مكان فى فضاء هذه المجرة , وكانت "دراجة هوائية" هى عنوانى
وبدأت , ورجعت اكتب ,ومبقتش بافكر انقد اى حاجة باكتبها , يمكن عشان مبعرفش ايه رأى الناس اصلا !
ودى كانت نقلة نوعية بالنسبة لحد بدأ كتاباته على الفيسبوك,متعود على لايكات وكومنتات وشير وحوارات كده يعنى
هو صحيح معظم الجمهور صحابى وبيجاملونى :D
بس كتير كانوا بيوجهونى لحاجات محتاجة احسنها واعليها , وكنت دايما باحاول اعمل بالنصيحة
هنا بقى , صحرااااااا , ولا الهوا , مرات قليلة بس اللى بالاقى كومنت
وعندى 3 متابعين غاليين , وتقريبا قربت اوصل ل 1000 واحد زارونا ,حالتى صعبة مش كده! :D
بس انطلاقا بردو من ليه لأ , والمستوى التالى ليها "مكملين "
انا لسه هنا ,بامارس اكتر حاجة بتخلينى احس انى عايشة ,باكتب
يهمنى طبعا ان اللى اكتبه يعجب الناس , ويكون فى ناس بتحب تقرالى , بس الاهم فى المرحلة دى انى استمر على القتال
مستمرة بعد ال3 و1 يوم ,
لأكتب نفسى بنفسى 
:))

الاثنين، 26 أغسطس 2013

قالك " على رأى المثل"

علك تتذكر حصة "التعبير" فى المدرسة بمراحلها المختلفة , وتلك التعليمات الدقيقة لموضوع "إنشاء" نموذجى :
احدى المقدمات الجوفاء الصالحة لكل شئ والمحفوظة عن ظهر قلب 
نظم افكارك فى نقاط اساسية وتحدث عن كل منها بكل ما تستطيعه من كلمات 
خاتمة مقولبة محفوظة عن ظهر قلب ايضا 
وما يجعل موضوعك اكثر ثراءا , الاستشهادات التى يحويها, آية قرائنية ,حديث شريف , بضعة ابيات من الشعر او قول مأثور !

قول مأثور , ونزولا إلي مجتمع ينبض يحمل من مأثوراته العامية الكثير , مجتمع يعج بالمتناقضات ليس الآن فقط لطبيعة الحدث الجارى , ولكن وفق لهؤلاء -اللى بيقولوا- الموضوع من زمااان قوى !

فى محاولة للكتابة عن "الشئ وضده" كانت الامثال الشعبية -المتناقضة فى الكثير من المواضع- الفكرة .
 
أمثالنا الشعبية -كل حاجة والعكس-:))

"البعيد عن العين بعيد عن القلب" 
يبدو المثل رقيقا إلي حد كبير , يصلح لعتاب أنيق , من جدتك التى تتصل إليك تشكو هجرك وبعدك,"تثبتك" بقولها فتقرر ان تذهب باكر لزيارتها .
يبدو علاجا مقنعا لحالات الهجر الحادة ,لا بأس فبعده عنك كفيل بنسيانك إياه.
تبدأ تؤمن بحكمة ذلك الانسان الاول الذى "قال" لتصطدم بـ "ابعد حبة تزيد محبة" !

تبدو نصيحة فى الصميم من صديقة لأخرى تدعوها إلي ممارسة القليل من "التقل" , تلك الصنعة المعقدة , والتى القليل منها المصنوع بحرفة قادر علي إنهاء الأمور المعلقة بهدف ساحق لصالح الفريق الأول !

"ايد لوحدها ماتسقفش" ياله من قول عظيم يحث على التعاون والاتحاد من أجل انجازات ضخمة , قول لا مكان له سوى بعض الاحاديث الناصحة الحماسية , فالواضح ان لا وجود لمثل هذا المبدأ فى مجتمعنا -حكومة وشعبا وشعبا تانى- !
وفى بحثك عن الايد التانية اللى هتصقف معاك تتكعبل فى "المركب اللى فيها ريسين بتغرق" لتنسى أمر تلك اليد للابد وتركز مع الرأس!

لتجد فى ابسط الامور "فتاة تذهب إلي مدنية نصر للمرة الاولى وتسأل السائق ان يدلها على الوسائل الاخرى واماكنها لتصل إلى وجهتها " لتخرج كل تلك الاصوات وكل منهم معه خارطة طريق مختلفة وكل واثق فى قوة حجته , وكل اصبح رئيسا لخبراء الطرق والكبارى ليدلى بفتواه !

"القرش الابيض ينفع فى اليوم الاسود" قاعدة اقتصادية مستنيرة تدعو وتشجع على الادخار والتوفير من اجل بناء ومستقبل اقتصادى راسخ وثابت , تظل تووفر ذلك القرش الابيض وتحرم نفسك من بضع كاسات من ايس كريم لذيذ فى يوم قائظ الحرارة , او طبعة دار الشروق من رواية جديدة لرضوى عاشور مستبدلا اياها بنسخة مضروبة من فرشة على رصيف فى وسط البلد . ليأتى اياهم مطمئنا حالما بقول آخر " اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب" لتلقى بخطة ادخارك عرض الحائط وتذهب لشراء تذكرتين لحفل عمر خيرت بالاوبرا وتتصل بصديقتك لتضع الموعد فى جدولها !

بين اضداد تراث اقوالنا المأثورة , الدليل القاطع على خرافة وجود الخط الفاصل بين الابيض والاسود فى دنيا البشر , لتبقى "الرمادية" هى النظرية الاقرب الي الصحة ,حتى اشعار آخر.
-----------------------------

#حوليات
#الشئ وضده

الجمعة، 23 أغسطس 2013

أنا والحظر ومنير :)


يحدث الآن :
أن استيقظ وقد بدأ الحظر!
لوعكة صحية ما وأرق مصاحب ذميم ,نمت بعد شروق الشمس بمعاناة واستيقظت ولم اشهد الغروب ! 

مزاج ازرق -كما تصفه لي صديقتى بانجليزية مستفزة- , يدفعنى شعور الوحدة الائح فى الافق بسرعة اختيار رفيق لهذا اليوم.
افاضل بين فيروز ومنير , فيروز تنقلنى زمانيا ومكانيا إلي عالم آخر , ادخل معها فى قصص عشق عديدة ,صراعات ووداع انيق. 
ولكن طاقتى اليوم لا تساعدنى كثيرا على الطيران , فليكن منير اذا , منير يزودنى بجذور , يمتعنى بـ - حدوتة - حنين غير نهاية , يشاركنا جميعا اوجاعا وندوبا باقية فى ملامحنا مهما طال الزمن. 

افتح جهازى الالكترونى واختار احدى البوماته عشوائيا وليبدأ مشغل الموسيقى كما بدا له واسمع...
يخاطبها عما يعشق ,البحر,السما ويليهما الطريق , يعدد اسبابه العميقة , يبرر اسباب عشقه بصفاتها وينتهى إلي:

"انا بعشق البحر وباعشق السما وباعشق الطريق لانهم حياة , وانتِ يا حبيبتى انتِ كل الحياة"

حياة !

تنتقل الموسيقى لايقاع اكثر بهجة ,يناجى من جديد قلبه "قلبى يا طير مروح يا مروح فى الغرةب , يا غريب عن الصحاب وغريب عن الدروب ..." لا تختلف حالتنا كثيرا يا صديقى , الغربة مشتركة باختلاف الحالة , فلست ذاهبة إلي اى مكان , كيف لي أن "اروح" ولم اعرف لي وطنا؟!
الآن رسالة لقلبه ولنا " دوّر ع الناس فى قلوب الناس , هتلاقى الخير والخير فى الناس دوّر ع الناس"
يبدو طلبك صعبا بعض الشئ عزيزى, لقد اتعبنى هؤلاء الناس من البحث حد البكاء , ولكننى اعترف باننى قد  وفقت فى العثور على النذر القليل, تلك الصديقة ,رئيسة محبي النمل فى العالم, المدافعة عن حقوقهم وحرياتهم فى التهام ما يحلو من الحلوى والسكر ,وذلك الاخ -الجدع- الذى يهب لمساندتك اينما كانت محنتك , اتسائل كيف يكون للحياة طعما دونهم؟!
"واخدنى ليه بعيد يا حلم يا عنيد !!"  اليست هذه حال الاحلام الرائعة , لا تخف لست وحدك بعيدا , وصادق عند حلمك فهو قاسمكما المشترك!


وصلة اخرى من موسيقى منعشة , فى تناغم تام مع شجن الصوت والكلمات ..هوّن يا ليل غربتنا , وابعد يا ليل فرقتنا!

ادون بعض الكلمات مؤقنة "مسيرى فى يوم الاقيه , وتبلل دموعى ايديه , وان ضل الطريق بينا , اشواقنا تنادينا " وتنطلق -يووه يووه يوه يووه يويوياا- 

كمان حزين بعض الشئ , يتبعه ببوح مكتوم "خايف اوعدك ماوفيش ..."
حسنا عليك ان تخاف , ليس الوعد بالامر اليسير , لا تقطعه ما دمت لست واثقا , او افعلها وتقبل ذلك الخوف الحميد !
"قوينى قوليلى انك ليا ,عشان اتحمل لياليا وتعيشى واعيييش" ! مطلب مشروع اذا , ربما تطمئن كلماتها بعض خوفك ,ليتحول إلي خوفٍ مشترك !

ما هذا الجيتار البديع !! يعزف املا
"ربك لما يريد " اهناك ما هو اكثر ابهاجا , اكثر ما يبعث بقلبك الغريب طمأنينة !
"حب كأنك حلم معدى , متخليش ولا ثانية تعدى وعيش عيييييش"
حياة! 


ايقاع مثير يدفعك للرقص وحيدا واقفا على قدما واحدة , رافعا ذراعك للاعلى :)
"طلب السماح " ويا رييت ..ياايا يا ريت ..ماقبلت السماح - هو لا يعنيها بالطبع وانا ايضا- 

اغنيتين من الفلكلور النوبي لا اتبين الكلمات ولكن الايقاع والموسيقى مبهرة
لينتهى الالبوم بـ"فى عشق البنات" , تلك التى جعلتنى اعشق نابليون نفسه من روعتها , تلك التى ارددها مع اخواتى فى مناسباتنا السعيدة وان كنت واثقة من تدميرنا لكلماتها الحقيقية وتحريفها
حسنا اترككم الآن لاذهب واسأل جوجل عن كلماتها , ولتنعموا بليلة حظر -اخرى- ممتعة ,ولتضربوا بكل ما هو جنونى فى هذا العالم المزيف عرض الحائط 
دمتم :))
-------------------

*محمد منير -البوم "فى عشق البنات"


الخميس، 22 أغسطس 2013

بـ اتنفس حرية !

الحرية : 

ان تكون حبيسا للابد مع ذلك الـ "انت" القريب , ان تكف عن التظاهر وتبادل ادوار مع وجوه لا تشبهك , ان تفعل ما تريد وقتما تشاء غير عابئ باحكام واقوال البشر!

اليوم لي بالكامل كي احيا انفاسه حرة.

كم يبدو رائعا لن استيقظ مع اول اشعة للشمس تداعب ستارة بيضاء صنعتها امى بخيوط وابرة التريكو خاصتها فكانت ابدع ما يكون,وذلك الفطور البديع ينتظرنى ,خبز ساخن وبعض من الزبد الخفيف ثمار كرز وتوت وكوب مثالى من القهوة , التهمه بنهم من يتذوق الحياة للمرة الاولى.
وبعد ان تطايرت بقايا الكسل انهض لارتدى ذلك الثوب البسيط,فى حلم الحرية,ابتعد عن الجينز والتيشيرت المعتاد, واقفز داخل الفستان المبهج متعدد الألوان,احمل قبعة صيفية وخف مريع واخرج بقصد التنزه فى ذلك المرج الاخضر المحيط واشجاره العالية, تتسلل خيوط الشمس من خلال اوراقه الكثيفة وكأنها تلعب "استغماية" مع العشب الصغير والازهار المختلفة , امشى حافية القدمين ليينتج هذا الشعور الدافئ بالتوحد , وكاننى نبتة صغيرة سمح لها ذلك العشب بمجاورته .

 اصل إلي شجرة المانجو المفضلة, اتسلقها بمهارة مكتسبة لم تبدلها الايام واستقر فوق غصن قوى بها واقطف ثمرة ناضجة وارتشف عصارتها مستمتعة , لا استطيع مقاومة عشقى للمانجو فتكسو وجهى ويداى وبعض من ثوبى , لا اعبأ الآن بتوبيخ محتمل عند رؤية امى لذلك , اخرج مفكرتى الصغيرة - كم اعشق كل ما هو اوراق فارغة- ادون بعض كلمات وانتهى , انزل من فوق الشجرة لاستلقى تحتها , اغمض عيناى , واستمع للسيمفونية المحيطة المبهرة.
افيق بعدها متأخرة فاهرع إلي المنزل ,ابدل ثيابى سريعا , امتطى ظهر دراجتى الهوائية واجدف نحو البلدة لألحق درس الجيتار خاصتى.


اصل قبل الموعد بقليل , لأجد مجموعة تنهى اغنية فرنسية ما مصاحبة بعزف بديع على البيانو , توجه لهم المعلمة كلمات ما بفرنسية لا اجيدها ويذهب الجميع , لنتخذ اماكننا , نتابع الممارسة كى تخرج انغامنا اقل نشازا , نمرح كثيرا ,تغرقنا الموسيقى فى نشوة من نوع خاص لنرتقى إلي عالم أعلى ,ينتهى درس اليوم ببهجة معتادة , يشرف اليوم على الانتهاء ,اذهب وصديقتى إلى السوق المجاور لنجلب شيئا نأكله فى طريقنا إلى المتنزه لحضور تلك الامسية الموسيقية.

 عزف جنونى على الجيتار ,وكلمات اسبانية او ايطالية ربما ملحنة تنطلق بها حناجر العديد من الناس بمصاحبة المطربة الاساسية, وفى الجوار بعض الاطفال والكبار يرقصون بمرح.
يبدو التوقيت الآن مثاليا ليأتى ذلك الغريب , من ظل إلي نور ويبدأ فى غناء "بلا ولا شئ , بحبك" على نغمات البيانو المحترفة تعزفها معلمة المركز, يبدو جنونيا ان اذكر ان اغنيته الرحبانية موجهة لي فأنا الوحيدة الناطقة بالعربية فى هذا الجمع ربما , يضيف إليها بعض كلمات فرنسية من تأليفه , ويعود ليشدو بها , بلا ولا شئ بحبك ...
تغرد دقات قلبى وتدفعنى لاشاركه الغناء " تعا نقعد بالفايي, مش لحدا ها الفايي ..."
يهدينى صديقى الغريب وردة بيضاء, وابتسامة وطن , ويمضى ليذوب فى الظلام .

اعود إلي البيت لأجد تلك الهدية ببابه , افتحها لأجد كتابا طال بحثى عنه , وقلادة فضية منقوش عليها حروف عربية , وقطعة من شيكولاتة ,امضى إلي حجرتى ممتلئة بالحياة , وانشد نوم عميق لتنعم روحى كذلك ببعض من حياة ! 


#خارج نطاق الحدث #حرية

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

العلبة دى فيها ايه !

فى محاولة لبذل الوقت فيما يفيد ,
محاولة للهروب من كل هذا الكم من الجنون فى حال البلاد والعباد ,
محاولة لتمرين ما تبقى من عقل ومنطق حتى لا تضمر عضلات التعقل !
كانت تجربتى مع Coursera فى مجال اهتم به اساسا وزاد اهتمامى به حديثا رغبة فى فهم ولو القليل من هذا الجنون .
علم النفس الاجتماعى Social Psychology
وبعد ما خلصت محاضرات الاسبوع ااول حبيت اشارككم الى وصلتله ,واللى اخترت عنواين موجزة واصفة لحدث يصدف اننا نعيشه ومن اراد الاستزادة هيلاقى فى الكورس ده ضالته
  • Social Animals ! "الانسان حيوان اجتماعى" 
وسط تعريفات كتير معظمها ادبى شدنى , كل واحد من منظور مختلف , ده واحد من التعريفات اللايقة على الحدث, ان تكون "اجتماعيا" يعنى ان تؤمن بحقوق تلك الجماعة التى تنتمى اليها عليك وواجبك تجاههم والعكس
يعنى "ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك" , ومتى فرطت فى حق وواجب , متى سقطت من كونك كائنا "اجتماعيا" فسقطت انسانيتك !

  • I knew it all along
اللى ممكن نترجمها بمصرية يومية لـ "مش قلتلك كده؟!"
"انا كنت عارف ان ده هو اللى هيحصل" "بس لو سمعتوا كلامى" بلا لا بلا :D
  الحقيقة النفسية بانك بعد كل حدث وبعد اتمام الحدوث بينتابك احساس قوى بانك كنت واثق ان دى النتيجة وانك كنت صح وحاجات كتير كده , والظاهرة دى انسانية عالمية , يعنى مش احنا بس اللى "ابو العريف" وفى قولين مأثورين عجبنى الاستشهاد بيهم اثناء الكورس
"It's easy to be wise after the event"

 يعنى تسكت خالص , كانت فين عبقريتك من زمان ! :D
"life is lived forward and understood backward"
يعنى للاسف لازم الكارثة تحصل عشان نحلل ونفهم ويا ريت بنتعلم من التاريخ !!

  • Do we share the same reality?!"العلبة دى فيها ايه ؟!!" 

طببعا الصورة اللى كلنا تقريبا شافاها مرة على الاقل فى حياته ممكن فى صورة مختلفة , واللى لو ركزت على الاسود هتشوف غير اللى هتشوفه لو ركزت ع الابيض , يعنى ممكن نقول ان حقيقة الصورة دى اتنين فى واحد!
باختصار شديد بتوع علم النفس بيقولولك ان صعب جدا اتنين يشوفوا نفس الحاجة بطريقة متطابقة , الاشياء فى عالم البشر ليست حقائق مطلقة لان رؤيتك ليها بيعتمد على (توقعاتك للى هتشوفه , انت عايز تشوف ايه , وايه اللى بيشد انتباهك)
خد المثال بتاع ثانوية عامة ده : لو تلاتة اخوات بنتين -واحدة منهم فرحها قرب وواحدة فى الجامعة- وولد ماشين فى موول كلهم هيشوفوا نفس الحاجات !!
"our visual mind is not neutral , humans are not neutral , we miss things"

  • Security Dilemma 
"هى الكارثة ايه غير اشاعات وتنبؤات وشوية حاجات فوق بعض" !
المثال عن كوريا الشمالية اما تنبئت واعتقدت ان كوريا الجنوبية بتسلح نفسها كويس -مجرد اعتقاد- فقامت هى بالمبادرة وعززت من تسليحها , فاختها الجنوبية شافت ده هى التانية كونت جيش , راحت الشمالية زودت وطورت اسلحتها وبقى تطوير الجيش والتسليح هوس على حساب اى حاجة تانية !
السؤال: ممكن كان اى من ده يحصل لولا شوية تنبؤات لناس مصابة بالوسواس القهرى على ما يبدو ؟!
سؤال للمتفوقين: بدل اى من الكلمات اعلاه باى من "رابعة - الجيش -الداخلية- الاعلام" وقولى هيطلع ايه ؟!

مش عايزة اطول اكتر , بس قبل ما امشى هاسيبكو ما حقيقة غير سعيدة ليا شخصيا بس مهمة جدا وممكن بشوية وعى تبقى فى صالحنا !
"First impression determine what other people think of you , in seconds"
الانطباع الاول -للاسف- يدوم ,وابعد !

#على هامش الحدث

الأحد، 18 أغسطس 2013

على هامش الحدث #إحسان

محاولة لبداية مختلفة ,

 لتبدأ يومك بسؤال !
أذكر ثلاثة اشياء تجعلك ممتنا اليوم؟!
اذا كنت من ساكنى اقصى شمال الكوكب فربما تكون اجابتك شبيهة بما يلى:
 - اليوم هو عطلة اسبوعية , استطيع ان استيقظ متى شئت وانعم بفطور شهى مع من احب !
- حصلت اخيرا على هذا الكتاب الرائع الذى كنت ادخر لشرائه واخطط لقرائته عطلة الاسبوع القادم اثناء سفرى إلي احد المناطق الجبلية!
- امس قضيت ساعة كاملة مع صغير عائلتنا , هو ابن اخى الرضيع , لا استطيع وصف شعور التعامل مع هذا الشئ الملائكى , عليك ان تجربها لتحكم بنفسك!

اما ان كنت من الرائعين ساكنى منطقتنا البديعة,مطمع الاعداء الغادرين ,ذات السيادة الابية والحضارة العابرة للقارات والتى مازالت عقولنا فى حاجة لنضج اكثر لإستيعابها, فى موسمها الالكثر اثارة وتشويق , فحرارة الصيف يا عزيزى تفقد الناس صوابهم فيتجولون فى الشوارع باسلحتهم النارية يتسابقون فى لعبة صبيانية ما ويعودون فى المساء لبيوتهم ليحتفلوا وليشاهدوا الشوارع خالية!
عزيزى ربما تكون اجابتك عن اسباب امتنانك:
- مازلت حيا وان كنت اعانى من صعوبة فى التنفس
- تمكنت من الاطمئنان على اصدقائى وهم بخير , عدا بعض اصابات طفيفة لاحدهم واعتقال لآخر!
- اليوم اجازة اجبارية عن الحياة !

محاولة لتغيير الموضوع وتجنب اى كوميديا سوداء,

 عن أهمية الفاصل؟!
الفاصل ..حجة يستخدمها مذيع غير محترف وقع توهه فى ورطة لا يستطيع لها حلا فيلجأ وفقا لما يتردد فى أذنه إلي "فاصل قصير ونعود!"
الفاصل... لشركات الدعاية والاعلان هو الوقت المخصص لـ"غسيل دماغ" جموع الشعب وتأكيد الغاية الاساسية"نريد,نريد,ونريد" !
الفاصل ..هو نوم هنئ نتخفف فيه من بعض اوزارنا , نلتقى مع حلم يشد من ازرنا او فقط يدواى بعض جروحنا لحظيا لنعاود بعد افاقتنا ممارسة فعل الحياة .
والفاصل هذه الايام فى بلادنا هو الفعل- الذى قد يصفه البعض بـ اللامبالى احيانا والمغيب احيانا أخرى - اللازم لابقائك على قيد الحياة ,بدونه انت معرض للموت شعوريا والخروج ابديا من نطاق الانسانية!

محاولة للتيان بأى شئ مفيد والايجاز تفاديا لتوابع الملل,

سبب امتنانى وفاصلي لهذا اليوم ,هو تلك الكلمة المرفقة ,ورؤيتهم المنقولة من الموقع الرسمى:
We believe in connecting people to a great education so that anyone around the world can learn without limits.
Coursera is an education company that partners with the top universities and organizations in the world to offer courses online for anyone to take, for free. Our technology enables our partners to teach millions of students rather than hundreds.
We envision a future where everyone has access to a world-class education that has so far been available to a select few. We aim to empower people with education that will improve their lives, the lives of their families, and the communities they live in.
وفى محاولة لترجمة -غير احترافية- لبعض المعانى :
هم اناس يؤمنون بإيصال الناس لتعليم مرتفع الجودة ليكون بامكان اى شخص حول العالم ان يتعلم بلا حدود.
فى فقرة تالية يوضحون شراكتهم مع جامعات ومؤسسات عالمية ليتمكن الجميع من ايصال يد المساعدة إلي الملايين بلا مقابل.
يخبرك اصدقائى الرائعون برؤيتهم وحلمهم لمستقبل حيث للجميع فيه فرصة الحصول على تعليم عالمى ذو جودة يمكنهم من تحسين اسلوب حياتهم وعائلتهم ومجتمعهم !
رجاء اخير قبل ان اتركك ان تفتح نافذة اضافية بمحرك البحث خاصتك وتدخل الحروف بالصورة اعلاه وتطلب المساعدة من بطلنا الخارق Google لتصل إلي موقعهم الرسمى لترى كم الجهد المبذول كى لا تفقد الامل فى انسانية عندما تريد فتنجز !
يوما ما عانى هؤلاء من حروب عرقية طويلة الامد , وبعدها حروب خرقاء عالمية المشاركة والتأثير ليقفوا بعدها موقنين مؤمنين بانسانية تجمعنا وتعايش حتمى!
هذا هو سبب امتنانى لليوم , هذا مع أسميه "إحسان"

#على هامش الحدث #فاصل #إحسان

السبت، 17 أغسطس 2013

أربعاء اسود فـ جمعة مشتعلة

أن تستيقظ ولم تنل كفايتك من نوم مريح, فتتحامل وتحاول 
متمنيا بعيون نصف مغلقة ان يكون يومك أكثر امتاعا من سابقه, 
تتحمس عندما تتذكر ان عليك ان تدون بعض الكلمات لليوم بالكتابة يتحقق لي المعنى فى كلمات كنفانى:
  "لك شئ فى هذه العالم فقم!"
انتهى سريعا من طقوس افاقتى من نصف غفوة , اعد قهوة سريعة  وافتح جهازى الالكترونى  وفى انتظار تحميله تنادى امى!
استغرب استيقاظها المبكر واستغرب اكثر صوت احدهم يتابع حدثا معلقا بعربية ركيكة.
يصدمنى مشهد لأعمدة دخان رمادية قبل ان اتحقق من الخبر المرفق
تصدمك الكلمة "فض اعتصام" بعد حرية كانت مطلب راحت فى سبيله انبل ارواح !
بات النزول إلي العمل محظورا بقرار سيادى 
جفت الكلمات من منبعها ,لتلاحقنى مشاهد كارثة انسانية تحدث بالفعل , على أرض اعتدت ان اسميها وطنا !
لا استطيع ان اتحمل انحياز اى طرف من الابواق الاعلامية فاكتم الصوت فالصورة كافية لتدمى قلبك وعينيك حتى يجفا.
رمادى قاتم يحتل بطولة المشهد وسط ضبابية لا تستطيع ان تحدد وسطها اى الاطراف صادق وايهما يكذب 

يصبح الفيسبوك ساحة لصراع قاتل بالكلمات يتبادل فيه الجميع الاتهامات والكل بإدعائه الصواب مذنب 
يتحول الرمادى بحلول الظلام الى اسود داكن , الاسود الذى يستخدمه مخرجون الخيال العلمى بهوليود رمزا للارواح الشريرة , اهناك اكثر شرا من هذا ,ما كل هذه الكراهية القابعة فى نفوسهم !!
الأحمر القانى , العقدة الدرامية للمشهد ,دماء وكأنها بحار من دم , تمتنع عن المشاهدة حتى لا تتبلد مشاعرك عند معاودة رؤيتها ولكنك لا تستطيع أن تمتنع عن تنفسها مع الهواء.
يمضى اليوم بحصيلة لا بأس بها من فجيعة على صديق لم يعد وقريب استشهد , مر اليوم وابواق بلا ضمير ترقص على جثامين الموتى ,وفى الليل يبقى كل مع حزنه الخالص يناجى ربا كريما ...
وكأنها لعنة ما اصابت التقويم , لتعيش اعادة سخيفة لخليط من رمادى واحمر واسود واصوات منكرة تندد وتشجب ولغة جسد تتوعد
ليأتى عليك ليل ثانٍ وثالث , مازلت تتنفس ولكنه ليس بهواء , انت تتنفس الموت فى كل مكان , تتنفس الخيانة والظلم
وتقف عاجزا تردد 

"الوطن هو ان لا يحدث كل هذا" 
 

مصر 
اغسطس2013 
توثيق لحالة فردية ومشاعر خاصة 
غير حيادية وغير احترافية 
على هامش الحدث 

الاثنين، 12 أغسطس 2013

برتقالي الغروب (عودة)




بعد يوم شاق تنسحب قبل نهايته معتذرا ..ارهاق واضح بعد يومين بلا نوم ..ترى ما سر حاجتنا الشديدة له ؟
 ايعجز عقلنا على المواصلة ؟! ..ام تسأم روحنا القيود فتنتهزه فرصة للانطلاق والتلاقى هناك ..حيث لا شئ عادي !
اصبح هذا الجسد محترفا فى العبور وسط الزحام ..بين اشخاص والعديد من العرباات ...والضجيج الذى يكسبه ارهاقك قيمة مضاعفة ...
تحاول قتل الملل والتعب وتحويل تركيزك على شئ اخر ...كتاب ما ربما تراه قابعا بيدك ...تقّلب بين اوراقه كى تصل الى نقطة التوقف السابقة ...يجذبك سطر قد قرأته بالفعل الليلة الماضية ..وبقى معناه يتردد بداخلك ..
"انا الرجل المعطوب الذى ترك فى المعارك المنسية ذراعه ..وفى المدن المغلقة قلبه"
ويبدو انها تدابير القدر ..ففى هذا التوقيت كانت السيارة تمر بشارع القصر العينى ..امام مبنى الجامعة الامريكية ...تلك البقعة التى ترك فيها الكثيرون ارواحهم ..وعيونهم ...وبقت قلوبهم تنبض لتحمس من ينعمون بحرية القضبان ..فبسجنهم حرروا ارواحهم ..يملأك الفخر والاجلال ..ويردد قلبك ..:تحية لشهداء الوطن" ...

تبدل وسيلة نقلك باخرى لمسافة اطول ..وطريق اكثر ازدحاما ..يمر بعض الوقت حتى تجد لك محل متاح ..تنظر فى الساعة بلا توقف تريد العودة الى الكتاب ..كى تأسر ارهاقك ومللك المتزايد ...تتذكر فى هذه الاثناء آينشتين ونسبيته ..والزمن بتفسيره وهو الانتقال من نقطة الى اخرى ...فليست الثانية سوى انتقالة بين علامتين !
وليس اليوم سوى انتقال الارض ودورانها حول محور ما !
آينشتين يزيد من "وجع رأسى " الذى تعدى مرحلة الاحتمال ..واخيرا تصل حافلة فاصعد محتلة المقعد الاستراتيجى المفضل "بجوار النافذة " ...
تعلق من جديد فى "اشارة مرورية " ابحث عن كتابى من جديد ...انظر فى الساعة للاطمئنان ..وتتحرك الحافلة فاعود الى اينشتين من جديد "لا سبيل لادراك الحركة المطلقة " فانت لا تعلم انك تتحرك الا اذا قارنت حركتك بشئ ثابت .. وثابتى هنا هو النيل ..تمر به فيبعث اليك بشكوى لا تستطيع تحملها ..فتسرع سيارتك هربا!
تتذكر الحركة المطلقة ..وتعقب "انه لا سبيل ايضا لادراك الحقيقة المطلقة " !
ويتحرك الطريق تارة ويتوقف اخرى ..وانت تغالب ذلك النعاس الذى اصابك ..تتمنى ان تستسلم له عل ذلك الالم الرهيب يختفى لوهلة ...وتعود لتذكر نفسك بقرب محطتك التى طالما فوتها بسبب تلك العادة !
غصبا تستعيد ادراكك ... تراقب المساحات الخضراء الكبيرة على جانبى الطريق ... لا تستطيع العودة لكتابك لشدة الصداع ...تنتبه الى الصوت القادم من الامام ...بعد وصلة موسيقية ادخلت الجميع فى مزاج هادئ مسالم ...
"اغدا القاك ...يا خوف فؤادى من غد .. يا لشوقى واحتراقى فى انتظار الموعد " ....

انتظر غدا معها ...يوم القى لوطنى قائدا !

وصلت لمحطتى الثالثة والمؤدية اخيرا الى بيتنا ... مازال الازدحام شديدا ومازال صداعى يتزايد بقسوة ...لا استطيع الوقوف للانتظار !
تلمح عيناى الطريق الجانبى ...ذلك الذى يسلكه الناس مشيا ... كم اشتقت الى الرحلات التى جمعتنى بنفسى فى هذا الطريق !
صدر القرار ...اقرر التخلى عن الطريق السريع ومواصلاته ...واعتمد على قدماى هذه المرة ...والظروف مهيئة ..فهذه ساعة الغروب ...
امشى ...وحدى ...ومشهد الغروب خلفيتى ...فهل من مزيد ؟!

ترى ما سر هذا السحر الاخاذ عند التقاء الشمس بالنخيل مودعة ...ولما النخيل من دون باقى الاشجار !!
بماذا تهمس الشمس ..اهو وعد بلقاء جديد؟! ...وما سر ذلك التواضع الذى يحل بالنخيل ..فينحنى دون انحناء مودعا ..اآملا ...!
اعود الى طريقى ..فاراه خاليا محتفلا بلقائنا بعد طول بعد وجفاء ...!
اتذكر حلما طالما اردت تحقيقه ...تأخذنى ذاكرتى الفوتوغرافية الضعيفة الى مشهد البداية من رواية الرائعة "جاين اوستين"
Pride & Prejudice
طالما غبطت "ليزى" لدوخلها المشهد تمشى فى صباح باكر فى سهل اخضر وجدول صغير ..تحمل كتاب تقرأه ...
اليوم يوم تحقيق الامنيات ..فتحتت الكتاب على صفحة توقفى ويتدخل القدر من جديد !

"عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ...او شرفتان راح ينأى عنهما القمر... "

يستشهد الكاتب بمطلع قصيدة ما ...ترى لما يلاحقنى النخيل ؟!
امسكت كتابى وخطوت خطوات حذرة اثناء قراءتى ..واستنشاقى لنسائم الغروب ...سرعان ما مرت بى طفلة صغيرة سمراء البشرة ذات ضحكة آسرة ..مشيت معى دون سابق انذار ..ورحبت اقتحامها خلوتى ...
وعند المنعطف ودعتنى "رانيا" ...وودعت سور مدرستى ...لم اتوقف كثيرا فقد عاودتنى فلسفة آينشتين فتلك الايام ما هى سوى "انتقالة مكانية" !
عدت الى كتابى كى اخطف بعض السطور قبل اطلالة المنازل المتلاحقة ...
 وعدت ...امام الجسر الخشبى الصغير ... هناك يقبع بيتنا لم تغيره السنين ...وهنا كانت رحلتى التى اغتالتها الضجة من سنين .....

14-5-2012 

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!