الاثنين، 29 يوليو 2013

لـعمرٍ وأبعد !



"وكأن الكون قد توقف عن الحركة"
هكذا تحدث واصفا شعوره عندما رأها أول مرة.
كان الوقت شتاءا, وكانت تحتسى القهوة برفقة طاولة جانية فى ذلك المقهى والذى صار فيما بعد مرجعا للحدث.
مرت أيام ليجلس -أخيرا- معها على نفس الطاولة , مرات ومرات والطلب الثابت ..قهوة -بلا سكر- 
حتى حان الوقت ليمسك أخيرا بزمام المبادرة ليسألها السؤال الأصعب , سؤالٌ يعرف إجابته يقينا منذ أول لقاءٍ جمعهما ولكن تلك الإجابة جاءت على شرفة عينيها أبلغ!

أعادت كلماتها عنصرا (الزمان والمكان) إلي المشهد ليتمدد مجالهما المشترك ويتخطى الطاولة الجانبية فيتشكل "بيتا صغيرا" ينبض بالحياة ...
يوقظها صباحا بكوب مثالي من القهوة ..
توقظه على هدية استثنائية بمناسبة ترقيته الاخيرة ..
يتشاجران ..
يغضب...فتحزن ..
ويعودا من جديد لعهدهما,نهرٌ جارى لا يعكر صفوه شئ !

تزداد الحياة ازدحاما ويزداد العالم جنونا فتجزع ويشفق عليها فيقررا الإعتزال ولرحيل إلي بيت صغير وسط طبيعة ساحرة ..
يقلع عن عاداته الضارة ...وتدمن الزراعة والاعتناء بابناء الارض !
يتحول تاج رأسها إلى رمادى ساحر فأبيض يزيدها سحرا ورقة ..يحبها أكثر ..باتت له معنى "الألفة" 

قالتها له ذات مساء فرد بمثلها فزادتها بخير منها !
وكانت أخر ما حكت ...

اسأله: لماذا هى؟!
 - اجابتى تفقد سؤالك صحته ...
"هو أن يكون الشئ علة نفسه"
!


أتفتقدها؟!
- ظننت عند فقفدها بأننى لم أعد بقادر على التنفس ..للحياة بعدها وحشة قاسية ولكننى ابقيت على عهدى لها ..
لا افتقدها فأنا معها وان ظل جسدى حبيس عالمكم ..فقط لبعض الوقت 

ينهض من جلسته بخفة ..استدركه: إلى أين؟!
-إلى جنتنا الصغيرة ..كى اقطف ورود المساء ! 
....
#أحلام 

اقتراح لموسيقى مصاحبة:
كيفك انت..لبداية الحكاية يليها "بيتى انا بيتك"  فيروز <3


هناك 5 تعليقات:

  1. اسمحيلى اقولك اولا عود احمد "حمد الله على السلامة "
    نورتى عالم الكتابه تانى "شكلك سمعتى الكلام وعقتى الفانوس ونور "
    الاسلوب لسه زى ما هو يشدك من اول سطر عشان تكملى الباقى ,, عجبتنى وخدتنى معاها لحلم جميل واحساس ومعنى احلى :) :)

    ردحذف
  2. جميل جدااابس الجمل انك قدرتى توصلى لاسم يعجبك بس بجد هى وزى مابيقولو تحتوى على مزيج من المشاعر والاحاسيس مختلف وغريب يضيف اليها كميه كبيرة من الوعه والابداع

    ردحذف
  3. حين يجلس أحدنا في مقهاه المفضل, ليرتشف مشروبه الخيالي , هل تراه يطفق واصفا ً لذّة كل رشفة ؟ بالطبع لا ..
    إذا ً كيف عسايّ أعلّق على تدوينة كهذه , و كل رشفة من كلماتها لها لذّتها التي لا تنتهي ؟؟!!

    ردحذف

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!