اليوم وقعت في ذلك الخطأ مجددا. لم أتحرر كليا من تأثير العادة!
كنت أتحدث مع شخص ما للمرة الأولى فلجأت إلي ذلك السؤال الأعرج ماذا درست وماذا تعمل؟
حقا لقد قررت منذ عهد صديق أن أصنع انطباعا أول عن إنسان في هيئة صورة شخصية ثنائية الأبعاد ذات خلفية بيضاء باللجوء إلي مثل هذه الأسئلة العقيمة.
فيما بعد أخذنا مجرى الحديث نحو ما تحب حقا أن تفعله هذه الفتاة. حينها خرجت الصورة من إطارها وأكتسبت روحا ولحنا وألوان.
حسنا ربما هذه تذكرة. قرصة أذن لطيفة بأنه علي أن اتحدث مع الناس بكلي وأن أعير أسئلتي ما تستحقه من اهتمام.فهي دقات نطرق بها أبواب موصدة بإحكام،وعلي قدر صدق الرغبة في العبور تفتح الأسئلة تلك الأبواب.
لا اتذكر إن سألني أحدهم يوما عما أحب. لكنني أجد في الحديث عنه ملاذ ومهرب من غرابة الأطوار- أو ربما مدخلا إليها-
أحب الكتب !
ذلك الحد الذي صرت معه لا أقوى على مفارقة أحداها ليقترضها صديق!
ذلك الحد الذي يجعلني أغمر نفسي بهم في أحلك اللحظات حتى وإن لم أقرأهم حينها حقا.فقط وجودهم المادي يمدني بما أحتاج من دفء وأمان!
أحب الكتابة.
أو هذا ما تدفعك القراءة إليه دفعا.حيث أنه مع كل انتشاء يصيبك من احكام الحبكة وبراعة المعنى،تجد نفسك تحلم بيوم تقوى فيه على تعبير مشابه،وبوح نافذ آخاذ.
بل أنني أحب القراءة عن الكتابة في حد ذاتها. أجمع عناوين الكتب التي كتبها أصحابها عن حرفة الكتابة كأنها عملات نادرة، أحصل علي نسخ إلكترونية لما لا يتوفر في المكتبات بعد عناء البحث والمواقع المضللة.
اسبغ عليها قدسية جندي قد نجا من المهالك وعاد ليصب ثمار تجربته في جعبة من لم يخوضها بعد بحب وتفان وعرفان.
أجمع الاقتباسات. اشعر بها داخلي. أقتات علي بلاغتها واسقطها علي حالي لأجدني في حقيقة الأمر أكثر جبنا من ذلك بكثير!
أنا لا أفوت فرصة اتحدث فيها عن حلمي في التفرغ لها، لكنني لا ابذل من أجل ذلك الكثير!
اليوم هو بداية نوفمبر. تشرين الذي غنت له فيروز وترنمت.
الشهر الأكثر جدارة بالخريف.
هو شهر الكتابة القومي كما اتفق بعض الكتاب الهواة الجامحين.
الشهر الذي تعادونا فيه الأحلام.
أحلام التحرر أو ربما التسامي إلى ذلك العالم الذي يمكن أن تنطلق منك خمسون ألفا من الكلمات وقد وجدت ضالتها في التأثير. حسنا أنا الآن أمسك لجام تلك الناقدة التشاؤمية من كيل النكات في حق السطر السابق.
لنغير مجرى الحديث إذن.
اليوم قررت أن اكتب.بعدما تغلبت عن حمى البرد الموسيمية بشرب الكثير من الليمون.
ذهبت إلي الدرس كما كنت انتوي. عدت نصف المسافة مشيا فقط،لم أرغب في تحديا أهوجا ربما كلفني الأمر الرضوخ وتناول المزيد من العقاقير!
كتب رسالة مؤجلة، وأرسلتها دون أن اراجعها أو اقرأ ما فيها.
جلست أمام صفحة بيضاء غير معيرة أي انتبهاء للعرض الأول لفيلم خفيف!
تناولت قليل من القهوة يتبعها الفيتامين-خطة متبعة لخداع تأنيب الضمير-
وضعت سماعات أذني بعدما ضبطت محطة موسيقى الجاز المفضلة لدي، لأتركها تشدو بأغنيات باريسية لا أفهم حقا ما تحكي عنه لكنه فقط شيئا رائعا، مزيج من البهجة والثورة..يدفع روحك علي الرقص في مكان قصي في مخبأها ويدفعها أحيانا إلي بكاء غير مبرر.
أطرد عني الآن أي أفكار عما إذا سوف يتمكن مني البرد مرة أخرى أثناء نومي. وأنني لم اتبع نظام الحمية الغذائية كما يجب.
او إذا ما كان ما اكتبه هنا يحمل أي معنى.
كل ما أعرفه أنني أكتب الآن وأن ذلك الشعور يطغى على كل ملاحمي الوجودية المستيقظة بعد منتصف الليل، وأنه حقا شعور رائع!
#NaNoWriMo #Day1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك ؟!
:)