الجمعة، 7 مارس 2014

وبعد اعادة النظر ..لن اسامح


هناك خطيئة واحدة ,-واحدة فقط- وما عاداها من خطايا ما هو سوى تبديل بسيط فيها !
عندما تقتل رجلا تسرق حياة ,تسلب حق زوجة فى زوجها ,تسلب اطفاله أبا ,عندما تكذب تسرق حق احدهم فى معرفة الحقيقة ,عندما تغش تغتصب معنى وجود العدل”

ذلك المعنى الذى اتى على لسان احد ابطال “خالد حسينى” فى رائعته “عداء الطائرة الورقية ,المعنى الاعمق لتعريف الخطيئة ..والمعنى الاشمل فى تقبييح “السرقة”
اكتب لهذا الكائن الذى كان يمتلك من البراعة والوقاحة القدر الكافى الذى مكنه من سرقة هاتفى الجوال وحاافظة النقود اثناء سجدة واحدة , وهرب بخفة لا مثيل لها !
حسنا ,لقد اعتدت ان اكون شخصا متسامحا ..ولكن بفضلك اكتشفت اننى لست كذلك !

تلك النقود التى سرقتها هى ناتج عملى بجهد لشهر كامل ,ربما لست  بارعة بقدرك ولكنى اؤمن بان علي ان اتعب لانال ما استحقه ,ربما لا تعنينى النقود كثيرا ,لم اكن لاغضب كثيرا اذا اضعت حافظتى فى مكان ما ربما ..اذا ذهب كل المال فيها فى شئ نافع وان لم اكن احبه او اخطط له ,كأن تجبرنى صديقة مولعة باعمال الخير بالتبرع بكل النقود وهو ما حدث قبل ذلك !
لا ..لا اسامح فى قرش منها ,ولا ارغب فى ان تسعد وانت تنفقها على ملذاتك الصغيرة ,لن اقبل اى تبرير لفعلتك لأن الخيار دائما متاح !

وذلك الهاتف ,الذى كان حلما يوما ما ,.والذى ظللت ادخر ثمنه المرتفع شهور طويلة ,كنت اعمل من اجل ان احصل عليه فاشعر بالاستحقاق
ذلك الذى لم اكن افقه شيئا فى التكنولوجيا ..فاخذت اتعلم مبادئها معه على مهل
فرحة امى به ,وهو اولى علامات نجاحى فى عمل استطيع ان ادخر منه القليل !
اول صورة التقطت به ..صورى انا واخوتى فى اليوم الاول له معى والضحكات الصادقة
رسائل تهانئهم لى المحفوظة عليه , صور وذكريات لحظات سعيدة قضيتها مع الاصدقاء
مذكرات قصيرة ومحاولات كتابة
كتبى التى قرأتها خلاله ..وتعلياقتى فى هوامشها
موسيقتى المفضلة ..التى تجعل العالم اقل بشاعة
الدورات التدريبية التى ادرسها من خلاله ..والمحاضرات المسجلة التى كنت استغل طريقى الطويل فى الاستماع اليها
تطبيقاتى المحببة التى تساعدنى فى العمل على “عقلى ونفسى وروحى” لاكون انسانا افضل !
تقويمى الذى يحمل تواريخ ميلاد احبائى وتذكرتى بالهدايا التى سوف تسعدهم

الاحداث الاسعد والاصدق فى حياتى ..والرسائل التى لا تقدر بثمن !

لن اسامح ,واتمنى لك ان تسعد بـ اقتنائه „لن افعل لأنك اغتصبت حقى فى “صديق”يسعدنى ,وفى وسيلة وصلت اليها بعد جهد لتجعل من خطتى لتنمية نفسى اسهل ,وها انت جئت لتعقد الأمور
لن اسامحك على دموع أمي التى بكت بعد حكايتى للقصة عليها , وقد تصورت الاسوأ ان حدث وان مكروها قد اصابنى , لن اسامح لأنك اعدت خروجى من البيت الى العمل والى الدورات التدريبية التعلمية .مهمة مستحيلة مرة اخرى ,.وان التأخير عن موعد غروب الشمس بات محرما لان “الدنيا مبقاش فيها امان” !

أعلم أن كل ذلك مقدر , وأعلم أن الابتلاء منحة ومحنة من الله
أؤمن بوجود “جبار قدير” له حكمة فى كل شئ ..احمده على كل قضائه وجميع قدره ,ارضى تماما بحكمه ليقينى بحكمته

أدعوه ان يقدر الخير دائما , ولكنى اكتشفت اننى لا استطيع ان ادعوه ليسامحك !
للمرة الاولى لا استطيع التلفظ بـ “الله يسامحه بقى” بسلاسة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!