السبت، 8 مارس 2014

توازن الحياة أنتِ *


قبل ما يقرب من مئة عام ,وقد اجتمع بعضا من وافدات "الزهرة" غير مصدقات ما قد آلت إليه أمورهن, فاجتمعن فى دائرات مماثلة لتلك التى كن "يفضفضن" خلالها فى موطنهن الأول ولكن هذه المرة خرجن بقرارات حاسمة
هن يردن "العدل والمساواة" ,. يردن ظروف عمل انسانية , وان لا يجبر اولادهن على العمل وان يكون لهن حق الاقتراع واختيار ذلك "الاحمق" الذى يقود القطيع -افتراضا-
كانت هذه ببساطة القصة وراء ما يسمى "يوم المرأة العالمى"
عند الحديث عن المرأة عالميا , تقفز إلي ذهنى صورة الجميلة المناضلة السمراء "روزا باركس" , تلك التى أبت أن تتنازل لذلك -الحيوان الناطق- عن الكرسى خاصتها فى وسيلة المواصلات فقط لكونه "أبيضا" !
 فبذلك اشعلت الشرارة التى أكمل عليها "مارتن لوثر كينج" لتنعم امريكا اليوم بوهم "الوصية الشرعية على الحقوق والحريات"

وفى سياق أكثر خصوصية , المرأة فى حياتى , فى البدئ تمثلت فى "جدتى" تلك العجوز القروية الطيبة ,.القوية بما يكفى لإدارة مملكة صغيرة من الابناء والاحفاد ومتطلباتهم المعجزة , ومملكة تجد فيها سعادتها من طيور وحيوانات أليفة كانت تربيها
جدتى التى علمتنى من التاريخ اكثر مما تعلمت فى المدارس , ومن الأدب ما لم تتخلله حصص التربية الدينية , ومن الطيبة والبساطة ما قد تدفع الكثير لتتلاقاه على يد احد مدربى التنمية البشرية , ومن الدين انقاه وازهده واكثره صوفية , لقد شببت على يقين بأن "الدعاء" هو مصباح علاء الدين خاصتى !

ثم أتت أمى التى اثبتت لي أن من البشر من يستطيع أن يحمل فوق كتفيه ثقل جبال من المسئولية القاسية ,تلك التى كانت تضيف الأيام على عمرها الصغير سنين , التى أدين بكل عمري لها ولن يكفى ليفى بالدين !
التى استمد منها القوة لأواجه صفعات الحياة المتتالية على وجه أحلامى الصغيرة , القوة التى قد تبلغ بها قدرا من القسوة , التى تطعمنى معنى الاستقلاليلة صباحا مساءا , ما دمت لن اقترب من بعيد او قريب عن التحدث بشأن مسكن منفصل , فالاستقلال ليس معناه ان نصبح "خواجات" كما اعتادت ان تنصحنى محذرة !

وعن المرأة فى مقتبل عمرها بعد انهائها دراستها الجامعية , الفتاة التى امثلها وتمثلنى ,الصديقات اللائى يشاركوننى , الملحمة اليومية

نحن انتهينا من دراستنا لتونا لنصتدم بواقع "اننا لم نتعلم شيئا بعد" وان تلك الشهادة التى تمثل مصدر فخرا لأهلينا نستطيع بكل بساطة أن "نبلها ونشرب ميتها" ان اردنا حقا ان نطارد سعادتنا فى هذه الدنيا !
السعادة التى تعنى ببساطة ان تفعل ما تحب ,لأنه بذلك فقط تستطيع أن تبدع وأن تترك اثرا , بذلك فقط تصبح لحياتك قيمة , ويصبح لقصتك معنى , , وان يأتى من يتتبع خطواتك يوما ,خطواتك التى ترسل لهم رسالة قصيرة:"لقد كنت هنا" !

وعن مجتمع لا يجعل الأمر سهلا , بداية من أهل لا يرون ما الجدوى من دورات تدريبية وقد حصلت بالفعل على شهادتك واتممت المهمة , الدور جاء الآن على أن تكوّن مستقبلك فى وظيفة تناسب مجالك الذى درسته,عن الأطروحة الدورية عند محاولة اقناعهم بأن علي أن أعمل على نفسى كثيرا بعد , التى لو تجمعت لمثلت رسالة ماجستير ممكنة فى مجال علم النفس الاجتماعى ربما

وعن عقل جمعى متضارب , ذكورى فى الاساس , يتصور انه سيد الكون بلا منازع , وانك لابد ان تكونى فى مستوى ادنى بالطبع .
وله نظريات فذة فى معنى ان بقائك فى البيت هو راحتك , ويستطيع ان "يثبتك" باشياء من هذا القبيل
"المرأة ملكة , هل تخرج الملكات إلي الشارع لتتعامل مع الرعاع" !
وان الشباب عاطلون اليسوا اولى بمكانك فى العمل , عفوا وما شأنى انا بفاشلين لا يريدون ان يبذلوا اى جهد!!

وعن شارع مليئ بحمقى فقدوا انسانيتهم , واصبح توصيفهم بحيوانات ظلما للحيوان حتى !
يتسببون بنظراتهم الحيوانية , وكلماتهم ,وافعالهم بجروح فى النفس والروح معا . حيث يصبح الشارع سجنا , وتصبح انهاء اليوم بأقل خسائر -فى الانسانية -ممكنة حلما صعب المنال !


فإلى هؤلاء , "الجدعان اوووى" , القويات , الثائرات دائما على مجتمع ظالما لنفسه , المناضلات منذ لحظة الميلاد , طيبات القلب فطرةً , القاسيات على من يستحق القسوة , ذوات تبع من أمل لا ينضب , أنتن حقا , لون الحياة وموسيقتها وعبيرها !
فقط -بكن- يتحقق التوازن لهذا الكوكب المجنون , كن واثقات دائما , واستمروا فى النضال
:)
-----------------------
العنوان :اغنية لـ "حمود الأخضر"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!