تجارب الإقتراب من الموت,
فقدان الذاكرة المؤقت ,
نشوب حريق مفاجئ فى البناية التى تقطنها.
أشياء تقربك أكثر من الجوهر , تضعك فى مواجهة مع سؤال تجاهلته عمدا أو عن غير قصد, ما الذي يعنيك حقا من هذه الحياة ؟!
أن تقترب من الموت , ليس الأمر مفزع كما يصورونه , بل هي تجربة تضيف إليك توازنا محمودا , تثريك , تمحي بعض من الضبابية التى ترى من خلالها الأشياء , يتساقط فضول القول والعمل , لتتخفف من حقائب السفر ,لست بحاجة إليها بعد الآن !
طالما أعتبرت فقدان الذاكرة كما صورته لنا بعض أعمال الدراما , مضحكا , نعمة أو منحة , حتى توقفت عند ذلك المشهد , عندما رفضت المريضة العلاج الذى اقترحه أحد اطبائها لأنه ربما يتسبب فى فقدانها للذاكرة , وعللت:"ذكرياتنا هى ما يصنعنا , ما يجعلنا نحن , اذا نجعح ذلك العلاج ..كيف لي أن أحيا سنينا مع شخص لا أعرفه ؟ أفضل الشهور القليلة المتبقية , وأنا مازلت أعرف من أكون !"
أن تعرف نفسك , أن تحيا !
لا احبذ كثيرا نشوف النيران في مكان اتواجد به , ولكن لطالما شغلنى الموضوع , ماذا علي أن أفعل بكابى حينها ؟!
لن استطيع أخذها , فلجأت لتصنيف أكثرها تفضيلا , ومن ثم تركت الأمر كلية , لا يهم , فالكتب تتعدى وجودها الملموس بمجرد قرائتها , تمتزج بروحك , إلي الأبد !
لا تَملُك ,فتُملَك !
عودة إلي السؤال :ما الذي يعنيك حقا من هذه الحياة ؟
ما الذي ترغبه بشدة وتشتهيه ؟
ما الذي تختار الاستمرار فى العيش من أجله ؟
طالما أرهقنى السؤال فى الأشهر القليلة الماضية , أضاف ثقلا لـحملي , وأستمر فى النزف بلا رحمة ..
لن تجد الإجابة فى جمل رنانة , جيدة التكوين , تحمل كلمات معقدة , تجعل من يسمعها يذعن ويصمت .
لن تجدها فى دورات التنمية البشرية وكتب الـSelf help .
بل تأتى من عمق لم تعلم بوجوده , صوت مبحوح ليس بمألوف , تغمض عيناك فتدهش من رؤية ذلك المشهد .
ذلك الصوت ,الذي يخرج من جسد بالغ الضعف , بالداخل , يتلمس طريقه إلي الضوء الضعيف النافذ من خلف جدران عدة ,من شق أحدثته الرجة ,
يتجول فى الأنحاء صوتا حادا, يكرر السؤال بهيستيرية : ماذا تريد ؟
ماذا تحب ؟
ماذا تصنع فى الحياة ؟
يفقد الأمل عن وجود حياة فى هذه المنطقة الموحشة ,يشرع فى العودة والإستسلام , وعندها يجيب صديقنا , بما تبقى من رمق :
أريد أن أكتب ,,
أريد أن أكتب , حتى الموت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رأيك ؟!
:)