صديقى العزيز:
مرحبا
اكتب إليك وقد حل الخريف أخيرا بمدينتنا , بعد وصوله الرسمى بخمسة عشر يوما وفقا لروزنامة الحائط.
تعلم أن للخريف صوت فيروز فى "بيذكر بالخريف" ,وله هيئتك !
اليوم اسمعها وكأنها تحدثك "بتذكرك كل ما تجى لتغيم , وجك بيذكر بالخريف ,.
فيمر طيفك - ,متل الهوا اللى مبلش ع الخفيف,- فوق نهر الحنين الراقد فيعود ليجرى !
حنين للخريف -فصلنا المفضل- وأول أوراق تتساقط لتنتهى كى تبدأ بعدها حياة
لنسمات البرد الرقيقة المدغدغة للروح, الحاثة على القرب,
حنين لوقع اقدامنا على الاوراق المتساقطة اثناء مشينا فى صباح ما بجوار النيل ليشاركنا جلده واحتماله.
طال صمتك , فى شدة احتياجى لحكيك !
ألم تصلك رسائلى ؟!
توقفت لفترة طويلة , اعلم , لم يعد القمر يمر بنافذتى متسائلا عن الجديد ولم تعد شرفتى مفتوحة لهمس المساء
أترى كم أصبحت بائسة ؟ وأنت لست هنا !
كنت أود أن أكتب فقط لأحتفل معك بفصلنا المفضل , واحكى لك عن الكتب والموسيقى الجديدة التى وقعت فى حبها مؤخرا , ولكن صديقى قلبى مثقل بما هو أكثر مرارة.
بات ذلك العبء ثقيلا ,يزداد حجم الغصة فى حلقى , أصبح التنفس معاناة
يقتلنى صمتى عما يحدث من مهازل , ولكن قوتى من الأمل يكفى - بالكاد- بقائى على قيد الحياة , لأبقى كما أنا ..
لا استطيع العبور إلي مستقبل بدونهم
لا استطيع الحياة فى حاضرهم
ولا أملك الطاقة الكامنة اللازمة لأثور من جديد !
أحاول ان اشدد من ازر بعض اصدقائى -محطمى القلوب- احيانا , بما اوتيت من قوة , ولكن يبدو وجعهم أكبر , وتبدو قدرتى اضعف , فادعو وابتهل من اجل قوة قادرة على التغيير , - او ضعف يؤدى إلي موت- !
لو كنت ها هنا معى لاستطاع اثنتينا من احراز بعض الانتصارات الصغيرة !
انهم يحتفلون , نعم , فلتصدق وتجلس وحيدا بعيدا عن مجلسهم تنتحب.
امتد احتكارهم - واحتقارهم- لكل ما هو ذى معنى
اضحوا بين ليلة وضحاها ابطال ثورتنا , اتذكر , تلك التى غضبت منى كثيرا لموقفى منها موقف الحياد !
وابطال الثورة الثانية , هم الحق دون سواهم
اضحى "الشعب" -الذى يوما اراد الحياة- لا محل له من الإعراب
ليبقى الفريقان الكبيران بتطرفهم الفاحش ابطال الموقف
هذا يحتكر الوطنية , وذاك يحتكر الصراط والجنة ونحن بين مطرقتهم والسندان "مطحونون" !
انهم يطمسون رسومنا البريئة , ويعيدون تعريف العدو وفق اهوائهم
يشعروننا بالخزى من تلك اللفظة المحببة , التى طالما هتفنا بها فبحت اصواتنا , تلك التى اعتادت اليافنا العصبية ترجمتها "وطن" !
ما الوطن ؟!
لجأت لبعض المسكنات اللحظية لخيبتنا المزمنة , فوجدتها فى كلمات الخال - اعلم حفظك لها عن ظهر قلب -
"يابيوت السويس يابيوت مدينتي
استشهد تحتك وتعيشي انتي
...
استشهد والله ويجيى التانى
فداكي وفدا اهلي وبنياني
اموت وياصاحبي قوم خد مكاني
دى بلدنا حالفة ماتعيش غير حرة
قفلت بيتي وسكيت دكاني
ياشطي وبحري وشبكي وسفينتي
يابيوت السويس"
يوم كان الرجال رجالا , يوم كان الرجال كلمة !
اشعر بتناقص الاكسجين يوميا , يزداد قلبى ضمورا , وروحى وهنا !
اتسائل عن جدوى تفاؤلى المزعوم , أصبحت وحيدة فى مواجهة اتهامات الجنون يا رفيق ,
ازداد غربة عن الجميع , عن نفسى بعدما بدأت صداقتنا فى التوضد
اشعر .. بوجودى الهش الفارغ , حيث روحى بغير مكان !
بأن لا أحد يهتم , وان تظاهر بغير ذلك
اشعر بأننى لا انتمى , لا اشبه المجموعة , واسير وحدى نحو اللامكان , افتقد ذلك الاحساس , بأن شيئا يشبهنى !
أرغب كثيرا فى الحكى , ولكن لا أحد يسمع
فى البكاء , ولكن القلب يزداد قسوة , والدموع يجف منبعها !
احتاجك لتعود فتصطحبنى إلي ذلك اللقاء عن" الصوفية" , وتحليق الروح , فانفصل عن الجمع وعنك , لأبقى مع الله ابثه همى وشكواى
واردد حتى يخالج الصوت نشيجا باكيا :
"لك الععتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك "
احتاجك لتخبرنى واثقا بأن "الامور سوف تصبح على ما يرام" قريبا ..
فهلا أتيت ؟!
مرحبا
اكتب إليك وقد حل الخريف أخيرا بمدينتنا , بعد وصوله الرسمى بخمسة عشر يوما وفقا لروزنامة الحائط.
تعلم أن للخريف صوت فيروز فى "بيذكر بالخريف" ,وله هيئتك !
اليوم اسمعها وكأنها تحدثك "بتذكرك كل ما تجى لتغيم , وجك بيذكر بالخريف ,.
فيمر طيفك - ,متل الهوا اللى مبلش ع الخفيف,- فوق نهر الحنين الراقد فيعود ليجرى !
حنين للخريف -فصلنا المفضل- وأول أوراق تتساقط لتنتهى كى تبدأ بعدها حياة
لنسمات البرد الرقيقة المدغدغة للروح, الحاثة على القرب,
حنين لوقع اقدامنا على الاوراق المتساقطة اثناء مشينا فى صباح ما بجوار النيل ليشاركنا جلده واحتماله.
طال صمتك , فى شدة احتياجى لحكيك !
ألم تصلك رسائلى ؟!
توقفت لفترة طويلة , اعلم , لم يعد القمر يمر بنافذتى متسائلا عن الجديد ولم تعد شرفتى مفتوحة لهمس المساء
أترى كم أصبحت بائسة ؟ وأنت لست هنا !
كنت أود أن أكتب فقط لأحتفل معك بفصلنا المفضل , واحكى لك عن الكتب والموسيقى الجديدة التى وقعت فى حبها مؤخرا , ولكن صديقى قلبى مثقل بما هو أكثر مرارة.
بات ذلك العبء ثقيلا ,يزداد حجم الغصة فى حلقى , أصبح التنفس معاناة
يقتلنى صمتى عما يحدث من مهازل , ولكن قوتى من الأمل يكفى - بالكاد- بقائى على قيد الحياة , لأبقى كما أنا ..
لا استطيع العبور إلي مستقبل بدونهم
لا استطيع الحياة فى حاضرهم
ولا أملك الطاقة الكامنة اللازمة لأثور من جديد !
أحاول ان اشدد من ازر بعض اصدقائى -محطمى القلوب- احيانا , بما اوتيت من قوة , ولكن يبدو وجعهم أكبر , وتبدو قدرتى اضعف , فادعو وابتهل من اجل قوة قادرة على التغيير , - او ضعف يؤدى إلي موت- !
لو كنت ها هنا معى لاستطاع اثنتينا من احراز بعض الانتصارات الصغيرة !
انهم يحتفلون , نعم , فلتصدق وتجلس وحيدا بعيدا عن مجلسهم تنتحب.
امتد احتكارهم - واحتقارهم- لكل ما هو ذى معنى
اضحوا بين ليلة وضحاها ابطال ثورتنا , اتذكر , تلك التى غضبت منى كثيرا لموقفى منها موقف الحياد !
وابطال الثورة الثانية , هم الحق دون سواهم
اضحى "الشعب" -الذى يوما اراد الحياة- لا محل له من الإعراب
ليبقى الفريقان الكبيران بتطرفهم الفاحش ابطال الموقف
هذا يحتكر الوطنية , وذاك يحتكر الصراط والجنة ونحن بين مطرقتهم والسندان "مطحونون" !
انهم يطمسون رسومنا البريئة , ويعيدون تعريف العدو وفق اهوائهم
يشعروننا بالخزى من تلك اللفظة المحببة , التى طالما هتفنا بها فبحت اصواتنا , تلك التى اعتادت اليافنا العصبية ترجمتها "وطن" !
ما الوطن ؟!
لجأت لبعض المسكنات اللحظية لخيبتنا المزمنة , فوجدتها فى كلمات الخال - اعلم حفظك لها عن ظهر قلب -
"يابيوت السويس يابيوت مدينتي
استشهد تحتك وتعيشي انتي
...
استشهد والله ويجيى التانى
فداكي وفدا اهلي وبنياني
اموت وياصاحبي قوم خد مكاني
دى بلدنا حالفة ماتعيش غير حرة
قفلت بيتي وسكيت دكاني
ياشطي وبحري وشبكي وسفينتي
يابيوت السويس"
يوم كان الرجال رجالا , يوم كان الرجال كلمة !
اشعر بتناقص الاكسجين يوميا , يزداد قلبى ضمورا , وروحى وهنا !
اتسائل عن جدوى تفاؤلى المزعوم , أصبحت وحيدة فى مواجهة اتهامات الجنون يا رفيق ,
ازداد غربة عن الجميع , عن نفسى بعدما بدأت صداقتنا فى التوضد
اشعر .. بوجودى الهش الفارغ , حيث روحى بغير مكان !
بأن لا أحد يهتم , وان تظاهر بغير ذلك
اشعر بأننى لا انتمى , لا اشبه المجموعة , واسير وحدى نحو اللامكان , افتقد ذلك الاحساس , بأن شيئا يشبهنى !
أرغب كثيرا فى الحكى , ولكن لا أحد يسمع
فى البكاء , ولكن القلب يزداد قسوة , والدموع يجف منبعها !
احتاجك لتعود فتصطحبنى إلي ذلك اللقاء عن" الصوفية" , وتحليق الروح , فانفصل عن الجمع وعنك , لأبقى مع الله ابثه همى وشكواى
واردد حتى يخالج الصوت نشيجا باكيا :
"لك الععتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك "
احتاجك لتخبرنى واثقا بأن "الامور سوف تصبح على ما يرام" قريبا ..
فهلا أتيت ؟!
تمام انتى فى تحسن كبير
ردحذف