بلورة مسحورة تظهر من اللامكان , خلفية من
سماء مرصعة بالنجوم,وغلاف جوي من فيروزي دافئ وأرجواني أثير.تتحرك بداخلها كائنات
صغيرة ,تشبه جنيات الحكايا الخيالية,بخفة بالغة,فينتج عن تلك الحركة المتناغمة
سلسلة من الأصوات بديعة الجمال!
هل شعرت قبلا بعبء حمل جسدك على الحركة
,واجبار وجهك على إظهار تعبيرات مختلفة عما بداخلك!
هو يوم –قد قررت مسبقا- انك ترغب بالاحتفال
فيه,مشاركة أحد أصدقائك شغفه وحبه ,ليأتى اليوم أخيرا ويجدك واهن النبض,راغبا عن
الحياة.تلغى خطط تأنقك السابقة وتكتفى بالأسود الساتر لما بداخلك من خواء موحش
يعاتب روحك فى قسوة بالغة.
-على شخصية متقلبة المزاج مثلك عدم تحديد خطط
احتفالاتها مسبقا-
مازالت تلك الثنائية تحيرك , نصفك المادى-متحدثا
رسميا باسم العلم- يبحث عن تفسير منطقى لمصدر الصوت , كيف تتحرك الأوتار وكيف يصدر
الصوت من صندوق مجوف,ماذا عن آلات النفخ والإيقاع!
ونصفك الروحى القادم من السماء,لا يعبأ
بالتفسير والتحليل , فقط يحاول أن يعكس وقع ذلك الجمال عليه,يسمح لعينك أن تغلقا
,ويجمح بخيالك إلي غير مكان ,حيث الحياة مزيج من ارجوانى ,فيروزى ,وأزرق !
لا يهم كيف هى حالتك,ولكنك دائما ما تسعد
بلقياهم.
الأصدقاء,هؤلاء الذين يضحى الكلام معهم سلسا
غير متكلفا,مزحهم خفيف على روحك ,ومرافقتهم تطمئنك.وهؤلاء,الجديدون
بحياتك,المفعمون بالأمل ,صديقة تشعرك فى ذلك الحضن الصادق كم باتت عاجلة حاجتك إلي
الى البكاء.وصديق يُسمعك صدى ما تخبر به نفسك مرارا "عليك أن تجد وسيلة للتعايش"
.
تعود إلي البلورة المسحورة,تنظر إليها من
شاهق,ذلك البعد اللازم لحفظ اختلاف العوالم,بين ذلك الواقع البالغ التعقيد,وبين ذاك
الوجود المحلق بخفة الفراشات.
هل حقا كانت سندريلا سعيدة بفعل العصا
السحرية فى تحويلها إلي أميرة فاتنة؟ هل كانت حقا تتوق إلي مراقصة الأمير الساحر
ولم يكن لديها خيار,هل كانت هى هى حقا , أم مجرد وجه بلا روح فى قناع براق ,ألم
يساورها احساس دائم بالغربة والضياع؟!
أعود وعقلى إلي تحدينا حديث العهد,من منا يملك
زمام الأمور وحق السيطرة على الآخر ,أخبره بما أريد ويأبى أن ينفذه,أريد أن انسى
مدى روعة وتعقيد وتطور دماغى الآن,فقط أن أتحول إلي "آذان",أسمع
وأسمع,زأحتفظ بأكبر قدر استطع حمله من المتعة لأقتات عليه فى الأيام قليلة الحظ من
الحياة.ولكن وكما هو واضح , محال أن يتوقف ذلك المتحذلق عن الجدال.
تتسائل متى ومن وكيف تم إطلاق ذلك اللفظ على
تلك الملحمة التى تحدث الآن.
"موسيقى" لفظة يونانية الأصل ,تم
تعريبها بحنكة بالغة ,حيث "القاف" التى تضيف بتفخيمها نطقا ,هيبة وقدسية
مضاعفة.يخبرونك أنها لغة عالمية وقد صدقوا,ولكن لم يخبروك من قبل مدى صعوبة اتقانك
لتلك اللغة.
ألم تتسائل قبلا لما هو صعب أن تستمع إليها
مجردة دون إضافة كلمات مغناة,كيف تكون حيرتك عند محاولة تحويل ما تسمعه "من
سلسلة الأصوات والوقفات المتبادلة " الصادرة عن مجموعة آلات إلي كلمات يتعامل
معها "فص مخك الأيسر" المولع بالمنطق والتحليل.كيف تترجم ذلك الأنين
المخترق قلبك الذى يعزفه الناى بمصاحبة "القانون" إلي كلمات مجردة بحق
السماء!
كيف يشترك الأثنان فى الكثير ظاهريا,ويختلفا
كل الاختلاف.
فيستخدم أحدهم يده لإبداع "جملة موسيقية
ساحرة" تتركك مشدوها بجمالها ,بينما
يستخدمها الأخر فى حصد "روح" قد عرفت طريقها توا إلي التحليق,بتصويبه فى
قلب شاب ينبض أملا.
اليوم ماتت "مريم" بطلة حكايتى
الأثيرة ,ماتت لتحيا "ليلى" حياة بسيطة هانئة,وسط شجر أخضر وبعض من خراف
وطيور ,حياة حيث يوجد فراش دافئ تضع فيه صغارها وتغنى لهم حكاية ما قبل النوم.
ماتت مريم لتهدينى نذرا طال انتظاره من
البكاء,وترحمنى من جفاف روحى بلغ بى حد الإختناق.
الأرجواني لونى الأثير, لون حكايا الجنيات
السحرية,ولفظ الكلمة فى الكلمة فى الإنجليزية الذى طالما حيرنى لنطقه بشكل صحيح
PurPle
الأرجوانى ,نتاج مزج الأحمر والأزرق ,مزج
الضدان ,بارد وحار
لون الحيرة,لون الإنسان !
يتابع سقوطه المثالي فى اشكال متفاوتة مع ضوء
أبيض صريح ويتتابع تحليق روحك خارج حدود الزمان والمكان.
كيف لها ان تشعر بالسعادة وقد اخبرتها
الساحرة الطيبة أنه عند منتصف الليل سينتهى كل شئ,,كيف لها أن تستمتع وفى كل لحظة
تقترب النهاية!
إنها الحادية عشر,على سندريلا الإسراع فى
الإنصراف ,تلملم ذيل فستانها الأنيق-الذى لم تشعر به لحقيقة وجوده المزيف-,تخلع
نعليها للتمكن من الحركة بحرية أكبر متعمدة عدم نسيان أحدهما ,فلم تعد تحلم أن يجوب
الأمير الساحر أنحاء البلاد بحثا عنها,لتتحرر أبديا من قيد الإنتظار !