الجمعة، 16 مايو 2014

هو الحبُ فأسلم بالحشا

لحظات التوقف لإلتقاط الأنفاس ,محاولة حمل نفسك على التماسك والتحكم من جديد فى زمام الأمور وأنت تعلم يقينا كم باتت مستحيلة تلك المهمة.
تتسائل متى بدأ الأمر بأية حال !
تلك النقطة الفارقة التى تحولت فيها عن كونك ذلك الأهوج اللامبالى المفعم بالحياة –أو بالاحرى ظاهر تلك الحياة- كيف كانت البداية التى يصعب تذكر الحياة قبلها !
هل بدأ الأمر بفضول برئ , نية الاستكشاف تلك التى تحمل جيناتها داخلك,فقط لتجرب كيف سيكون الأمر!.
شعور السعادة ذاك الذى لازمك فى بداية التقارب,الرغبة فى الاستمرارفيما تفعل هكذا , ناسيا أمر الزمان والمكان , الإيقاع النابض للحياة,الإثارة , النشوى المصاحبة للتواجد فى مجالا مغناطيسيا واحدا ,تصنع ما تهوى ,يبدو وقع هذه الكلمة غريبا ,"هوى" من السقوط , هل سقطت من شاهق ,فقدت اتزانك ولا مبالاتك ,كم مبدع هو السقوط اذا ,ام لتشابه حروف الكلمة مع "هواء" مبرر آخر ,نعم انت تشعر بوجود الهواء للمرة الأولى ربما ,تتنفس ملء الافق ألفسيح امامك ,ذلك الكم اللازم للابقاء على إيقاع قلبك الخافق حياة ,املا .
تنفى فكرة السقوط بداية ,فأنت كما أنت لم يطرأ عليك الكثير من التغيير , فقط اصبحت أكثر حياة , أصبحت الألوان زاهية أكثر,والموسيقى اشد جمالا , أصبحت عيناك لا ترى سوى كل ما هو جميل,واصبح كلام المحيطين بك "زقزقات عصافير".
يخبرك القريبون بان هناك شيئا ما غيرك ,ولكنك تبقى على غطرستك الأولى وتنفى , تتجاهل , وتستمتع باللحظة بلا محاولات تفكير او اعتراف.
تبدو رائعة الحياة هكذا,بالحضور الطاغى لهذا الشغف المكتشف حديثا,الذى يمدك بالقوة اللازمة للمواصلة,بل وفى كثير من الأحيان,للتحليق إلي ما وراء حدودك.!
تزيد الحياة عليك ضغوطها وضرورياتها المزيفة,تأخذك إلي روتينها العقيم ,لتستيقظ فجأة وقد انسحب ذلك العقار المنشط من شرياينك,لتعود الألوان باهتة,والأصوات فاترة,ماذا حدث؟!
تسأل قلبك :أين ذهب الشغف الصديق؟! فيجيبك صمتا
يأتى الشغف وقد ضب اغراضه وتنحى عن سكن قلبك ,وقد تجلى فى صورته الأولى ,معشوقة لعوب,تدرك بذكائها مكانتها فى قلبك فتتدلل وتتمنع ,وتعود أنت لذلك الأهوج المغرور بما يكفى لينكر ولعه بها,لا يبالى برحيلها عنه.
 يرضى بالهجر ويعود إلي حياة اعتادها سابقا,لتمر اياما فشهور , مملة كئيبة ,تتسائل بفضولك المعهود:لماذا؟ كيف؟
وتجهل أن "من ذاق عرف" , ومن عرف لا يعود ابدا إلى ما كان عليه الحال على جهله القديم.
تبقى كئيبا بائسا , متى بدأ الأمر؟!
 لا تشعر بأى خفقان يذكر فى ذلك القلب –الخاوى الآن- القابع بداخلك , تستمع إلي رجائه الهامس إليك :
" هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ  فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ"
تقر و تستسلم صاغرا ,تعود لمعشوقتك من جديد , تبغى وصالا , وبعد مرات ومرات من طرق الأبواب , تسمح لك بلقاء قصير ,يعاودك الحنين إلي ذلك العيش السلس,الخفقان ,الألوان الزاهية والموسيقى التى لا تتوقف عن العزف , ذكرى عينين كانتا أجمل ببريق مكتسب صادق.
تجلس لتصغى بينما تملى عليك شروطها:
لم يعد بإمكانك التملك , وأعتبارها شيئا مسلما به,فهى ملكة متوجة , لا ترضى بأقل من ذلك ,عليك أن يتخذ القرار :
أيرضى أن تكون مليكته ,تتخذ من قلبه موطنا ابديا,أم ينسى الأمر نهاية ويعتاد الهجران ؟!
اعطته الوقت ليفكر مليا وهمت بالإنصراف .
بالطبع لم يكن هناك داعيا للتفكير فقد جرب من الهجران ما يكفى ليعلم كيف سيكون عليه الأمر إن هو "تخلى" ,وانه ليحيا عليه ان ينصهر فيها ويموت ...
"أنتَ القتيلُ بأيِّ منْ أحببتهُ فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي"
 -------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!