البداية ,عندما يصعب تذكر ملامحها تفصيلا !
الإفتتاحية المرهقة , لحكايا لا تهمد حتى تتحرر فتصل إلي قلوب الجميع .
ربما لأن البداية هذه المرة كانت متصلة بنهاية لصفحة أخري لا تريد تذكرها !
كانت بداية متخففة , هشة -وحدها تعلم ذلك ولا يلاحظه الأخرين- فلهذه العيون قدرة رهيبة على التظاهر.
لا تدري كيف وصلت إلي هنا , ولكنها تعلم أن ذلك هو ما أرادته ,بشكل أو بأخر , ذلك البعد القاسى عما كان لدهرا من المسلمات .
لم يكن سؤال :كيف؟ من الاسئلة التى ترغب فى البحث عن إجابة لها !
هي الآن ,بجوار ذلك النهر الهادئ حياتها, تبدأ بشروق الشمس وتنتهى عندما تأخذها وسنات النوم فى رقة بالغة.
تملك من الجدران ,أربع ,تأوي إليهم عندما تسكن الحركة , فيرافقها الصمت العزيز حتى الباب.وحتى ذلك الحين هى هناك دائما , تحتل رقعة مميزة , علي ضفاف نهر عجوز لم يفقد ابدا برائته , تحمل معها دائما , اقلام متعددة الألوان ودفتر محبب, وبقلبها تقبع حكايا عديدة فى انتظار التحرر!
البداية دائمة الحدوث , متجددة فى بعثها للدهشة وللشغف!
السؤال:كيف بدأت الفكرة؟
عندا رأت ذلك العاشق متلعثما , ولكنه يشع صدقا , أرادت أن تترجم ما تراه منه فى كلمات هى -دون حول منها ولا قوة- أقدر على إختيارها , كي تصل إلي قلب تلك الحبيبة المكابرة !
عندما ظل الطفل الصغير يحاول بشدة خلق حوار مع أبيه الذى قبل أخيرا ان يرافقه الصيد , ليجيبه الأخير بالصمت !
قررت حينها , سوف تكون هذه المرة جسرا , سوف تترجم ما يعجز هؤلاء الصادقين عن صياغته فى كلمات , لأنها,الكلمات, كانت وسيلة المبتدئين فى الحياة , ليدركوا المعنى.
البداية ,ساحرة التأثير,التى تُوقف الزمن ,أو تُخرجك خارج مداره لحظة, لتدركها !
كانت فى مملكتها الصغيرة ,تعد رسالة جديدة , كانت تجد بعض من الصعوبة هذه المرة , فتتوقف كثيرا للبحث عن كلمات مناسبة , كان هذا المساء هادئا على غير العادة , حتى سيطر على أذنيها ذلك الصوت الرقيق الناعم , المبهج الشجي فى حين واحد.
كانت تعلم تلك الآلة من خبرة سماعية سابقة , الأكورديون, الذي أسر تركيزها كلية , فأغلقت دفترها , وذهبت للبحث عنه , أو بالأحرى عن عازفه , الذى تخيلته رجل فى نهايات عقده السادس , لا يخلو من وسامة يشكلها شعره الفضي الطويل نسبيا , وعينان عميقتان ., وتلك الإبتسامة التى تجعل المشهد مثاليا!
وصلت أخيرا ,لتجد توقعاتها واقعا يتحقق , فيما عدا ما يتعلق بالعقد السادس والشعر الأبيض, كان أصغر من ذلك كثيرا , وإن كانت تحمل عينيه من عبء السنين الكثير!
باتت تملك تلك القدرة على إتباع ما تمليه عليه روحها , كانت تلك الروح فى هذه اللحظة تهفو إلي ذلك الواقف أمامها وقد انتهى توا من عزفه , ذهبت إليه بلا تردد , تركت للكلمات الباب على مصرعيه لتصنع سحرها.
أثنت بداية عن عزفه , واتبعت ذلك بقليل مما تعرفه عن الأكورديون .
أنتبهت إفتقداها للياقة تماما , وأن عليها أن تقدم نفسها , حسنا لقد مر وقت طويل منذ أخر مرة استخدمت فيها اسمها !
ذلك الذى أعتادوا أن يطلقونه عليها !
ربما هذا هو أوان التخلي الكلي إذا , حدثت نفسها
"سماء" هو اسمى الذى أخترته للتو , ذلك يكفى للآن على كل حال , "سماء" فأنا أحب التحليق !
-رد مبتسما , ولم تبد على ملامحه أي دهشة :"بحر" هو اسمى اذا , ذلك يكفى للآن على كل حال , فأنا أحب ركوب البحر !
أردفت , انا لا أعرف العوم , اخشى البحر كثيرا , او هذا ما كنته
فأكمل ..وأنا اخاف التحليق والطيران كثيرا , وهذا ما انا عليه!
كانت هذه البداية , لحكاية صانعى البهجة بحوار النهر , هى تكتب كلمات العاشقين والموجوعين ولعا ونزفا , وهو يحولها بعزفه وموسيقاه لحنا ابديا .
بداية علمت من اللحظة الأولي خطورتها , علمت أنها عادت لتتورط , وإن تمسكت ظاهريا باستقلاليتها إلي أبعد الحدود !
علمت أنه سوف يعود يوما إلي ركوب البحر , وأنها ستواصل التحليق .
تخبرها جوارحها بأن الألم ها هنا حتمى -يوما ما- , وتخبرها عيناه التى باتت أكثر توهجا وأقل وجعا بأن كل شئ مثالي -الآن-
توقفت عن التفكير كلية , وعن التفسير وطرح الأسئلة , فكان الوضع-مثاليا- فقط لتعيشه الآن !
-----------------
خلفية موسيقية مقترحة :
الإفتتاحية المرهقة , لحكايا لا تهمد حتى تتحرر فتصل إلي قلوب الجميع .
ربما لأن البداية هذه المرة كانت متصلة بنهاية لصفحة أخري لا تريد تذكرها !
كانت بداية متخففة , هشة -وحدها تعلم ذلك ولا يلاحظه الأخرين- فلهذه العيون قدرة رهيبة على التظاهر.
لا تدري كيف وصلت إلي هنا , ولكنها تعلم أن ذلك هو ما أرادته ,بشكل أو بأخر , ذلك البعد القاسى عما كان لدهرا من المسلمات .
لم يكن سؤال :كيف؟ من الاسئلة التى ترغب فى البحث عن إجابة لها !
هي الآن ,بجوار ذلك النهر الهادئ حياتها, تبدأ بشروق الشمس وتنتهى عندما تأخذها وسنات النوم فى رقة بالغة.
تملك من الجدران ,أربع ,تأوي إليهم عندما تسكن الحركة , فيرافقها الصمت العزيز حتى الباب.وحتى ذلك الحين هى هناك دائما , تحتل رقعة مميزة , علي ضفاف نهر عجوز لم يفقد ابدا برائته , تحمل معها دائما , اقلام متعددة الألوان ودفتر محبب, وبقلبها تقبع حكايا عديدة فى انتظار التحرر!
البداية دائمة الحدوث , متجددة فى بعثها للدهشة وللشغف!
السؤال:كيف بدأت الفكرة؟
عندا رأت ذلك العاشق متلعثما , ولكنه يشع صدقا , أرادت أن تترجم ما تراه منه فى كلمات هى -دون حول منها ولا قوة- أقدر على إختيارها , كي تصل إلي قلب تلك الحبيبة المكابرة !
عندما ظل الطفل الصغير يحاول بشدة خلق حوار مع أبيه الذى قبل أخيرا ان يرافقه الصيد , ليجيبه الأخير بالصمت !
قررت حينها , سوف تكون هذه المرة جسرا , سوف تترجم ما يعجز هؤلاء الصادقين عن صياغته فى كلمات , لأنها,الكلمات, كانت وسيلة المبتدئين فى الحياة , ليدركوا المعنى.
البداية ,ساحرة التأثير,التى تُوقف الزمن ,أو تُخرجك خارج مداره لحظة, لتدركها !
كانت فى مملكتها الصغيرة ,تعد رسالة جديدة , كانت تجد بعض من الصعوبة هذه المرة , فتتوقف كثيرا للبحث عن كلمات مناسبة , كان هذا المساء هادئا على غير العادة , حتى سيطر على أذنيها ذلك الصوت الرقيق الناعم , المبهج الشجي فى حين واحد.
كانت تعلم تلك الآلة من خبرة سماعية سابقة , الأكورديون, الذي أسر تركيزها كلية , فأغلقت دفترها , وذهبت للبحث عنه , أو بالأحرى عن عازفه , الذى تخيلته رجل فى نهايات عقده السادس , لا يخلو من وسامة يشكلها شعره الفضي الطويل نسبيا , وعينان عميقتان ., وتلك الإبتسامة التى تجعل المشهد مثاليا!
وصلت أخيرا ,لتجد توقعاتها واقعا يتحقق , فيما عدا ما يتعلق بالعقد السادس والشعر الأبيض, كان أصغر من ذلك كثيرا , وإن كانت تحمل عينيه من عبء السنين الكثير!
باتت تملك تلك القدرة على إتباع ما تمليه عليه روحها , كانت تلك الروح فى هذه اللحظة تهفو إلي ذلك الواقف أمامها وقد انتهى توا من عزفه , ذهبت إليه بلا تردد , تركت للكلمات الباب على مصرعيه لتصنع سحرها.
أثنت بداية عن عزفه , واتبعت ذلك بقليل مما تعرفه عن الأكورديون .
أنتبهت إفتقداها للياقة تماما , وأن عليها أن تقدم نفسها , حسنا لقد مر وقت طويل منذ أخر مرة استخدمت فيها اسمها !
ذلك الذى أعتادوا أن يطلقونه عليها !
ربما هذا هو أوان التخلي الكلي إذا , حدثت نفسها
"سماء" هو اسمى الذى أخترته للتو , ذلك يكفى للآن على كل حال , "سماء" فأنا أحب التحليق !
-رد مبتسما , ولم تبد على ملامحه أي دهشة :"بحر" هو اسمى اذا , ذلك يكفى للآن على كل حال , فأنا أحب ركوب البحر !
أردفت , انا لا أعرف العوم , اخشى البحر كثيرا , او هذا ما كنته
فأكمل ..وأنا اخاف التحليق والطيران كثيرا , وهذا ما انا عليه!
كانت هذه البداية , لحكاية صانعى البهجة بحوار النهر , هى تكتب كلمات العاشقين والموجوعين ولعا ونزفا , وهو يحولها بعزفه وموسيقاه لحنا ابديا .
بداية علمت من اللحظة الأولي خطورتها , علمت أنها عادت لتتورط , وإن تمسكت ظاهريا باستقلاليتها إلي أبعد الحدود !
علمت أنه سوف يعود يوما إلي ركوب البحر , وأنها ستواصل التحليق .
تخبرها جوارحها بأن الألم ها هنا حتمى -يوما ما- , وتخبرها عيناه التى باتت أكثر توهجا وأقل وجعا بأن كل شئ مثالي -الآن-
توقفت عن التفكير كلية , وعن التفسير وطرح الأسئلة , فكان الوضع-مثاليا- فقط لتعيشه الآن !
-----------------
خلفية موسيقية مقترحة :