في يوم مثل هذا منذ ثمانية سنوات و ثلاثون (1977)،خبر احدهم الصورة الخالصة للدهشة ،والتي لم يستطع التعبير عنها سوي في ثلاثة حروف "واو wow" !
كان صديقنا منكبا علي عمل دقيق ينجزه ،عندما التقطت اجهزته تلك الموجة الصوتية الاعلي والاطول والاكثر تنظيما قادمة من فضاء فسيح. حددوا مصدرها "القوس" وكأنه رمح قذفه راميه نحونا لينبهنا إلي دوام احتمالية -المزيد-.
اجلس الآن اطالع بعض التسجيلات المصورة لدروس في الإنجليزية ،بعد توقف زاد عن الثمانية اشهر.يملأني الاستماع الي تلك اللغة بالحماس والاثارة ،ربما لقدرتي علي فهم الآخر المختلف ظاهريا ،لنلتقي باطنيا في كثير من الطبقات.
كان اليوم رتيبا ،فارغ من المعني ، اكره الأعمال الورقية الجامدة بت متأكدة من ذلك الآن. ما يؤلمني حقا ويصيبني ببؤس خفي ،هو انعدام افكار الكتابة.اعتدت ان ادون كل كلمة وفكرة عابرة في دفتر صغير احمله معي دائما ،او في تطبيق الكتابة بهاتفي المحمول ،من اجل الرجوع اليها والتنقيب عن المزيد. لم يحدث ذلك اليوم ،ولم يحدث منذ فترة لذا كان من الضروري اتخاذ القرار.
كان شعور "ايهمان" حينها يصعب وصفه ، بات يرقب الاشارة التي استمرت 72 ثانية متتالية. وانتهي بتدوين "wow" علي الورقة التي قام بطباعتها. اعتبر العلماء تلك الظاهرة دليلا علي وجود كائنات عاقلة منظمة بحيز.آخر من الفضاء بعيد ،وانتظروا من المرسل خطابا يخبرهم بالمزيد ،ولكن دون فائدة. ربما اراد جيراننا البقاء علي سرية وسحر المعني المكتنف بالغموض.
تراودني الآن رغبة ملحة في الكتابة اليهم ،وتحويلها الي موجات ،ولكن لتعذر الثانية عن التحقق الآن. نكتفي بالكتابة:
مرحبا
-نستخدمها علي الارض للترحيب واحيانا للاختباء خلف تهذيب المعني -
احدثكم بين النوم واليقظة ،عيناي تؤلماني ولم انتهي من مهام اليوم. اليوم علي الارض قصير جدا ، يمضي دون ان يترك اثر ،وهو ايضا ممل رتيب!
امكث في مكان يفتقد الي الكثير من الجمال -الكامن فيه- ولكن تحول الضجة دون ذلك. ربما اتتكم بعض موجات الراديو خاصتنا محملة باعلانات تجارية سخيفة وموسيقي رخيصة ،لا تستبقوا الحكم رجاءا،ذلك هو سبيلهم في التشويش علي الفكر والهرب من المواجهة. ربما ساخبركم في رسائل اخري عن حكايات نتشبث بسببها في الحياة. ولكن الآن لم اعد اتحكم في النقر علس الحروف كما يجب وعلي الذهاب الي النوم ،ففي اثناء نومس اري سماءا كتلك التي اتخيلكم تقطنوها. ليس هذا كل شئ ،ما زال بيننا الكثير من الحكي ، اتمني ان تجد كلماتي سبيلها اليكمًوان تعود الموجة محملة بالمزيد!