الجمعة، 6 يونيو 2014

وبيكفى ...

مرحبا مجددا ,
اقولها هذه المرة وفقا لمعناها فى المعجم الوجيز , بقولى لك "مرحبا" فانا ادعوك إلي الرحب والسعة , هنيئا لك اذا :)

مممم , حسنا لم تكن هذه البداية التى نويت كتابة هذه الرسالة بها , كنت سابدأ كالمعتاد بـ "صديقى ..." تليها صفة من صفاتك المتفردة , كنت قد اخترت "المجنون" هذه المرة,بعد ما اخبرتنى به عن أمر رحلتك المزعومة ولكنى توقفت عند تلك "الياء" ,ياء التملك التى اضفتها إلي لفظ "صديق" والتى -مؤخرا- رغبت حقا فى بدأ محاولات التخلص منها.

متى تملكت,فالفقد حتمى يا صديق !

حتى ما يتعلق بتلك الأشياء الصغيرة ,قلمى متعدد الألوان , دفترى الصغير المحبب بلا سطور تقيدنى , هاتفى المحمول وذلك الكمبيوتر الذى اراسلك من خلاله.وخاتمى الفضى الذى مازلت لم اعتد اصبعى بدونه بعدما فقدته منذ ايام قليلة.
ألم الفقد قاتل لو تعلم -وأنت تعلم- هو لا يتركك ولا يذهب طى النسيان ,لكنه ينزع الحياة عن جزء من قلبك ,وعليك التعايش !
تبقى أثاره واضحة جلية , تحتل ركنا قصيا بعينك ,التى تبقى ابدا حزينة حتى فى اقصى لحظات بهجتها المؤقتة.
تبقى الندوب كجندى فقد فى الحرب ذراعه,يتظاهر جميع من حوله بأنها لا شئ ,وهى كل شئ , نظراتهم تلك والهمهمات والإشفاق السطحى المزيف.
ربما يضعك الفقد فى مواجهة قاسية مع الموت -حيا-,لينتصر عليك الأخير فى عدة جولات كنت فيها فى قاع هاوية من يأس وعدم رغبة فى الحياة!

كئابة زائدة عن الحد أعلم ولكن دعنا من ذلك ,لنا فيه جولات أخرى بمصاحبة فلسفتك ,حتى أننى أتوقع ردك الآن , وأوافقك فيه نسبيا.

فى الصباح كنت اقرأ لـ درويش , فمررت بـ "جدارية" , تلك القصيدة العبقرية التى أكتشف جديدا فيها , كلما أعدت قرائتها , واليوم توقفت عند:

" هذا هو اسمك,فاحفظ اسمك جيدا!
لا تختلف معه على حرف 
ولا تعبأ برايات القبائل,
كن صديقا لاسمك الافقى 
جربه مع الأحياء والموتى 
ودربه على النطق الصحيح برفقة الغرباء
واكتبه على احدى صخور الكهف,
يا اسمى: سوف تكبر حين أكبر 
سوف تحملنى وأحملك"

يقولون أن لنا من أسمائنا نصيب ,فلماذا اذا لم أحظ من هذا النصيب سوي بالقليل,ذلك الشك او ربما تبدو لفظة "اللايقين" اكثر مناسبة لما اقصده , بات يفتك بكل ثوابتى ,يؤرقنى!
يقولون هو وسيلتى للوصول إلي اليقين ومن ثم الحقيقة , ولكن تلك البراكين المستعرة داخلى باتت تفوق احتمالى , أريد أن أنعم بقليل من "إيمان خالص" لا يشوبه تساؤلا !
وكيف يكون أسمى يخصنى فقط وهو يتكرر مرات لا نهائية معرفا بشرا أخرين غيرى , كيف لتلك اللفظة ان تخصنى فقط فى عقل من يسمعها وهو يعرف الكثيرين باسماء مشابهة!
لما لا يمنعون ذلك التكرار النافى للتفرد البديع الذى خلق به البشر , وتكون عملية إطلاق الاسماء أكثر ابداعا كأن نسمى أحدهم "ذو الصوت الرخيم كصولو كمان"
أو "ذات العيون بلون إنعكاس شمس الغروب على شجر النخيل" !
أيكون من الصعب تذكره حينها؟! إن اهتممت فعلا فلن يكون من الصعب اطلاقا , سوف يبقى الجميع بتفردهم المبهج .
ربما على أن ابدأ فى البحث على واحد لي , واقترح عليك البعض ايضا ;)

عن ماذا أيضا أردت إخبارك ؟!
نعم ,  أتذكر ذلك اليوم قائظ الحرارة , لم يكن بذلك السوء على كل حال ,ما دمت أمتلك ما يكفى من طاقتى الكامنة , لا يكون للطقس تأثيرا عل مزاجى كما تعلم,فقط مازالت عيناى تؤلمانى أثر المشى تحت تلك الشمس الحارقة لوقت طويل , ما يزعجنى حقا هو تشبثى بتلك النظرية التى أؤمن بها عن "نظارات الشمس" .
هى -كما أراها- فقط لرجال المافيا , وضبّاط الأمن او من لا يجرؤ بما يكفى على تلاقى العيون !
أعتقد اننى لن أرتدى نظارة شمسية يوما , حتى عندما أذهب إلي أدغال افريقيا ,سوف اجد طريقة ما للحمايةحينها. أو ربما أغير رأيى يوما ,من يدرى!

بقى شئ أخير أود مشاركتك أياه , ذلك الأحساس الذى تستيقظ به من النوم , لتجد نغمة ما تتكرر داخل رأسك بلا توقف , هذ الصباح , استيقظت وفيروز تشدو رائعتها " عندى ثقة فيك ...وبيكفى"
مهما بلغت مهارتى فى الوصف , لن أجد فى لغة الكلمات ما يناسبها وصفا ,فقط أتركك معها , ومع تساؤل أخير :

معقول في أكتر ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!