الخميس، 26 سبتمبر 2013

صانع الدهشة

دَهِشَ - دَهَشًا: تحير وتوقف تفكيره من ولهٍ أو فزع .

رد الفعل الوحيد القادر على توقف تفكيرك , ليمنحك نشوة توقف الزمن للحظات ..

الدهشة ذلك الشعور الملئ بالحيوية الحميدة , بعيدا عن تطرف الفرح الخالص والحزن الحالك .
ذلك الشعور البعيد عن التورط بالجوهر والاكتفاء بالسباحة على السطح , فيقيك ما يتبع التورط من خيبات ناتجة.


الدهشة , ذلك التعبير البديع الذى ترسمه ملامحك ببراعة , فيحلق حاجباك عاليا راسمين بعض التجاعيد المحببة بجبينك , تتسع حدقتا عينيك ليزدادا سحرا ,ودائما ما ترافقك تلك الابتسامة الفريدة من نوعها , الحيرة بين التصديق والتكذيب , ليتبعها سلسلة من الافعال اللامنطقية بالمرة 
ضحكات مقهمقهة متواصلة , 
التحدث مع الغرباء بحماسة زائدة -عن الحد الذى يعتبرك فيه البعض وكأن بك مس من جنون - 
الاداء الدرامى للمواقف المحفزة لخلايا الاندهاش لكل من لم يكن حاضرا .

يبدو جنونيا أحيانا اندهاشك لأبسط الاشياء -لاصدقك القول يبدو ساحرا ايضا - 

عند رؤيتك لماكينة غزل البنات والخيوط المتشابكة , 
عند سماعك لاغنيتك المفضلى لمنير تتردد فى مكان ما فى ذلك المول الكبير , 
عندما احكى لك عن الصغير الذى يقلد حركات امه وهى تصلى , وذلك الذى يتفنن فى اتقان حركات مبتكرة بدرجاته الهوائية الصغيرة.
عندما اخبرتك لاول مرة اننى افضل القهوة بلا سكر رغم ادمانى للحلوى المختلفة.

هل اخبرتك من قبل كم تزيدك وسامة عيناك الحيرى ؟!

هل أخبرتك من قبل انك وحدك تؤمن لي جرعتى اليومية من الدهشة؟

ليس مثيرا اكثر للدهشة من شخصيتك تلك التى تجمع طفلا وشابا وكهلا فى ثوب واحد !
الطفل المتولى زمام الامور ليجل اليوم جنونيا وغير قابل للسيطرة , الذى يتخلى عن عفرتته عند مواجهة مفاجئة مع احداهن ليضحى ذلك الصغير الخجول الذى يتكلم همسا متجنبا تلاقى العيون.
الشاب المتحفز اصلا , المجادل طبعا , المنهك لمحدثه مهما بلغت قوة احتماله ,
الكهل الذى يحمال هموم الكون فوق كتفيه , لتعكسها نظرات مشتتة مرهقة .
يدهشنى جعلك انتقاء وجبة خفيفة ملحمة بطولية , لابد وان تنتصر وتحقق الغاية ,

والتحدث عن كُتّابنا المفضلين وكأنهم لا يفقهون وكأنك تتفضل عليهم بقرائتك لاعمالهم التافهة !
يدهشنى عيشك مع النجوم وحفظ اسمائها ومواقعها ومحادثتها كصديق مقرب,
وسخطك على القمر معظم الوقت , لانه لا يتحرى الدقة فى ايصال رسائلك.
يدهشنى تنوع قائمة مشغل الموسيقى بجوالك , تلك العدوى التى اصبتنى بها .

رؤيتك الدرامية الثاقبة التى تجعل من كلاسكيات السينما , افلاما كوميدية منافسة بجدارة.
يدهشنى مزاجك المتقلب الذى يربكنى ,فلا آخذك دوما مأخذ الجد
تدهشنى قدرتك على النسيان , فتأتى لدعوتى لمشاهدة فيلم الكرتون المفضل إليك , وكأن الشجار الوجودى الذى دار منذ ساعات لم نكن طرفا فيه !


يدهشنى وجودك المنقوص , وغيابك الطاغى ,وجملك الغير مكتملة , وقدرتك على اشاعة البهجة رغم أنينك المكتوم .

أنت يا صديقى , صانع الدهشة خاصتى ...
                                                     و بيكفى ! :)

هناك تعليق واحد:

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!