الأحد، 8 سبتمبر 2013

عن وعمرو !

أيمكن ان يفعل حرفان كل هذا السحر ؟!
"عن" ذلك الحرف الذى لم يرتقى ليصير فعل يتصرف , أو اسم لشخص ما سيكون يوما ما حديث البشر
"عن" الصديق الوفى الذى ينقذ توترك ولعثمتك وافتقارك لمدخل مناسب ,فتلوح العين مصممة تليها النون فى حنين لتعبر عما يجتاحك بقوة.
وعن "عمرو" ذلك الاسم المربك الذى طالما اخطأته و"عمر" ومازلت الجأ إلى كتابتهما بالانجليزية لمنع الالتباس ,
ماذا تفعل تلك الـ"و" على اية حال !
يبدو من صوته وصورته كـ صديق قديم او قريب من العائلة ربما

 عمرو يطرح مستخدما "عن" الصديقة : 

" عن الخطط المؤجلة، والأحلام الباهتة. عن البعيد الذي لا يقترب، وعن القريب الغريب. عن الدفء الذي لا نجده سوى في كوب قهوة في ليلة شتوية حزينة، والقرب الذي لا يجاوز احتضان وسادة مشبعة بالاكتئاب. عن العالم الذي لا ينتهي، وعن الخواء الداخلي المتنكر في صباحٍ ملئ بالطقوس المكررة. عن التنهيدات المسائية، وعن الصحبة المزيّفة. عن الخذلان. عن البُهتان. عن الرضا بالقليل الكثير. عن الغربة في الوطن، والاغتراب في النفس. عن الهمس، وعن الأشخاص الذين لا يتكلمون، مهما أردنا ذلك. عن الحبيب المفقود، وعن الجميل الذي لا يأتي. عن الحضن الذي يتسع للكون وعن البكاءِ على صدر امرأة. عن الخريف، والاكتئاب الشتوي. عن لعن الصيف والتوق للربيع. عن الجميع. عن القلوب الصدئة، والأرواح المهترئة. عن المشاهد المكرّرة والمشاعر المعبئة. عن الأرق الذي يستوحش وعن المساء السرمدي"
 أترى كيف جعلت "عن" الموضوع سلسا بسيطا ؟!
ولكنها تركتنى بتساؤل :ماذا عنها ؟!
اتدرى كم الوجع المزمن الذى تحياه مع خطط واحلام مؤجلة , ان تشعر دوما أن حاضرك لم يأت بعد , وانك معلق بمكان ما فى حاضرهم!
ومدى الجرح الذى ينزف من التباس "البعد والقرب والغربة" ,انت دائما غريب بعيد , بعدٌ لا يمكن قياسه بالمسافات , بعد عنك وعنها ,لتبقى حبيسا لخوائك الداخلى الموحش ,وصوت ارتطام الرياح بانقاضك الهاوية !

الصحبة المزيفة التى تخدع بيها نفسك لتستمر فى الحياة بمعايرهم وتدرك جيدا انك تنازع بالداخل من اجل بقاء لم يكن يوما آملا فى تحققه.

القليل الذى يعرضه عليك من لا يستحق لتقبل وتقنع وترضى بما دون النجوم !
الاشخاص الذين لا يتكلمون لأنهم لا يعبأون , او انهم لا يعرفون اللغة المناسبة او ربما هم مشغولون بالدوران فى محورهم الخاص ,كل الوقت,لتظل غريبا مشتاقا دوما إلي الحكى .
والذى لا يأتى مهما أرسلت له مع القمر توسلاتك .
صوت الخريف وطعم الشتاء , والدفء الشحيح,والبكاء مجردا من الوقت والمكان.
العالم الذى لا ينتهى اجمالا,الذى نحياه مكررا فى انتظار احلام مؤجلة وبعيد لا يقترب.

"عن" فرّغت هذا البركان الثائر بين الجنبات فى كلمات يسيرة ليأتى اداة واحدة لتعيد تحريك الاعصار 
ماذا عن؟!
استخدمها فقط عند امتلاكك الطاقة الكافية للمواجهة ,استخدمها بوجود صديق يشدد من أزرك ,حتى ذلك الحين فلنكتفى بـ "عن" الساحرة
والتى زادتها ها هنا , لغة "عمرو" وموسيقاه سحرا 


-------------------------
حوليات #تفاعل 
الكلمات باللون المختلف اقتباس لـ:عمرو صبحى 
عن العالم الذى لا ينتهى



هناك تعليق واحد:

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!