السبت، 2 أغسطس 2014

بوح من أجل التخفف

حسنا , أعانى هذه الفترة من إختيار البدايات , يبدو الأمر محيرا أكثر هذه المرة .
ولكن دعنى أخبرك بما لا أريد البدء به
لا أريد البدء ب "مرحبا" أيا كانت طريقتها , لا أريد أن اسأل عن أحوالك , ولا أريد وصف كم أفتقدك وأشتاق إلي أيا من الأفعال الجنونية التى أعتدنا أن نتشاركها.
لن أغضب على عدم كتابتك الرسائل منذ فترة وعدم اتصالك ولامبالاتك.
ببساطة لأننى وفى هذه اللحظة , لا أهتم , لا أهتم ولا أشعر بأى شئ !

أعلم الآن , كيف أن تفكيرنا وخطننا المجنونة لمحاربة العالم لا جدوي منها ولا تحقق أي شئ حتى تلك الأمانى شديدة الأنانية.
أعلم يقينا , أن رغم ذلك الجفاء والبعد القاسى , لا نملك سوى أن نبقى على العهد , أنت أيها البعيد المكابر مازلت "الصديق" , لن أضف لها أي من "أفعل" التفضيل لتبقى "أعز , أقرب ., أحب .." , أنت تعلم جيدا , لمن تطلق هذه اللفظة المكتفية بما تحمله من معنى.

أريد أن أخبرك أن خطتنا العبقرية بعدم التورط , لتجنب مزيد من الألم قد أثبتت فشلها.
هو صديقنا العجوز , هو مريض بشدة الآن , يتألم كثيرا ,ويصبر , ذلك الذى كان لنا الحياة ,والذى تمردنا علي إحتضانه , ورفضنا البقاء.
أتذكر كيف كانت الخطة , علينا أن نتحرر شيئا فشئ من حكاياه الساحرة , لنستبدل بها حكايات أكثر ضجيجا , وأخري نصنعها , ها هو الشباب يفتح أبوابه لنا لندخلها إقتحاما, لا يليق بهذا الإيقاع , حكايا مكررة ذلت إيقاع بطئ .
أخترت أنت البعد الجذرى , وأخترت أنا التدريجى , ذهبت أنت يوما بمنأى عن الجميع , وبقيت أنا وسطهم ولكننى أبتعد إلي الداخل شيئا فشئ.

وهو -صديقنا العجوز- ظل على جماله المعهود , صابرا, مبتسما ملء السماء,ولكن الصمت عرف الطريق إليه , هو الذى لم يمل الحكى , توقف الآن بعد أن ذهب جمهوره الأثير!
وكان صمته البداية , الذى لحقها هذا المرض , هو الآن ,يتألم فى صمت , هل تتخيل هذا , نعم أيها المتظاهر بالقسوة الغبى ,عجوزنا الصديق يتألم بشدة , يبقى عيناه مغلقتين فتنزل دموعه فى إباء , ذلك المشهد فقط يقتلنى مرات ومرات , لا استطيع أن احتضنه كما أعتدت , أو حتى الإمساك بيده , ذلك الندم يعتصرنى , هل كنا نتحرر لتجنب الألم , كيف تشعر الآن إذا !

ها أنا الآن ,.أقف عاجزة عن التصرف , عاجزة عن الحياة , فأكتب إليك , فمازلت أنت من يستطيع فهم ما تبدو الكلمات قاصرة على وصفه.
وأعلم أنك لست أضل حالا هناك , فرغم بعدك القاسى , أنت لم تتخفف يا صديقى من عبء النهايات الغير المكتملة,فأبقى على مكابرتك كما تشاء , تألم , فالألم يبدو لأمثلنا خير جزاء !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!