السبت، 9 أغسطس 2014

"طبطبة" :غروب , قمر ,هوا ,وبراح !

قهوة سريعة التحضير , هى الأكثر ملائمة لمزاج عازف عن الحياة ,عندما يعجز القلب عن دفع ما يلزم من حب لإعداد فنجان قهوة يدوية الصنع .
لتكن إذا قهوتنا ,السلوى لهذا الأنين ,سوداء ..بلا سكر ,مرة بطعم الوجع !
القهوة تجمع أجزائك المبعثرة , تشدد من أزرك ,تعدل من إنكسارك الداخلى فى ثبات ظاهرى ,توصل رسالة ضمنية :

"مازلت قادرا على الصمود !" 
........

الغروب ,مشهدى الأثير من اليوم, ومعركتى الوجودية مع "ياسمين" !
ياسمين , مشرقة , عاشقة للشمس ,يصيبها الشتاء بالاكتئاب , بينما الشتاء وما يسبقه من خريف هما فصلاى المفضلان !
أفضل من الشمس شروقها والغروب , وتفضل ياسمين دفئها الدائم ,هى فتاة نهارية بدرجة امتياز, الغروب لديها وداع كئيب , وبالنسبة لي بداية ساحرة لليل , حيث الهدوء والسكن إلي نفس أزعجها ضجيج يوم طويل .
الغروب هذا الأصيل ملحمى , فوق قرص شمس برتقالى النشوة , تقع شمسية من سحابات بيضاء –الرباب-

فترافقنى "رباب" المشاهدة , استشعر وجودها الحنون ,لتلك الفتاة قدرة رهيبة على "الطبطبة" تخترق لمساتها جراحك مهما حاولت كتم الأنين !
رباب هى البطلة الأسطورية ,زعيمة معسكر الخير خاصتى , والذى لابد وان ينتصر على اشرار هذا العالم كافة!
.......
هذا الأسبوع أفتقد أجهزتى اللازمة للاستمرار فى الحياة ,والتى بدونها يبدو "ميت إكلينيكيا" توصيفا دقيقا لحالتى , عن كتبى واقلامى الملونة ودفترى الأثير أتحدث!
لماذا هذا العزوف عن الكلمات , وأنا أشد المؤمنين بها ؟!
كيف تتلون الكلمات هكذا لتحمل أكثر من معنى ,وأحيانا عكس المعنى , أهى مراوغة لعوب فى الأساس , أم من يستخدمها من بنى البشر يُسبغ عليها صفاته !

أعط كلمتك ما تستحقه من إحترام , فمتى نطقت بها , هى لا تُنسى ,بل تُغفر فقط ! 
.......
يمضى الغروب بعد أن استحال الرباب إلي غيوم برتقالية فـ أرجوانية ساحرة , والذي بدوره يتحول إلي أزرق أليف , -علاقة رباب مع الأزرق معقدة بعض الشئ ! - 

وها قد أتى الليل أخيرا , القمر هذه الليلة بدرا يرتدى أبهى حلله , فتيا يتراقص خلف الغيوم فى دلال وثقة , يحرض على الغناء وبشدة , لكنّ فيروز تأبى مرافقتى !
يهب هذا النسيم العذب الذي يعيد روحك من سباتها العميق , مازال على هذه الأرض "قدرا من الأكسجين !" 

كنت و"نوران " نتحدث عن أن هذا الكوكب لم يعد صالحا للحياة , وأن هذا الشقاء والبؤس المقيم الذى نحياه , سببه أننا نتنفس ثانى اكسد الكربون المحمل بكثير من غباء إنسانى منقطع النظير !
هذه الليلة حصلت علي حصتنا من الأكسجين يا نور ,ينقصنى فقط أن نكون بجوار هذا البحر , معا !
........
تباغتنى صديقتى الصغيرة بشقاوتها المحببة , وقدرتها على التلاعب باللغة بسؤال:
-أصابك عشق أم رميت بأسهم ؟!
-العشق لا يصيب البائسين أمثالى صغيرتى 
-ماذا غيره إذا يتركك كسيرة القلب؟
-الحب لا يكسر قلوبنا يا فتاتى الحبيبة , بل يجبر كسرها , إنه الخذلان فى أشد حالاته قسوة ,الذى يأتى على يد صديق,
صديق يكسر قلبك حزنا على رؤيتك إياه يظلم نفسه ببراعة 
أقسى الظلم ظلمك لنفسك , لتكون أنت الظالم والمظلوم !
-ستكون الأمور على ما يرام, تقول بملائكيتها الصافية 
-نعم صغيرتى سنكون بخير :)
.......
يمتد الليل بي ساعة أخرى , يبدو الجو مثاليا للبقاء هنا تحت ذلك السقف للسماء الحنون , حتى تعود للقلب قدرته على الدبيب !
تنتهى الرشفة الأخيرة من قهوتى سريعة التحضير , هى دائما تنتهى قبل النهاية !
استلقى محاولة التحرر من عبء الماضى والمستقبل , أبعث بحاجتى الماسة إلي العودة للكتابة إلي السماء ,أحاول عيش اللحظة الراهنة ,مازالت الكتابة تسيطر على جوارحى فأتذكر قول "أحلام" :
"لتكتب لا يكفى أن يهديك أحدهم دفترا وأقلاما..بل لابد أن يؤذيك أحدهم حد الكتابة" !

حسنا , لقد حدث الجزء الأكبر على ما أعتقد , بقى لي التعافى من ذلك الألم المقيد , ومن ثم نزف الكلمات بما يناسبها من حزن أنيق ! 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!