الجمعة، 22 أغسطس 2014

أقترح أن نبقى سعداء

أنت لا تملك من الأمر شيئا.هذا ما أدركه عندما استيقظ وقد تبدل الحال , لم اسابق اليوم الشمس لنرى من سيستيقظ اولا ,فالواضح أنها سبقتنى وأتت حتى نافذتي لتعلن حضورها الطاغى.
تغدو دينامكية الحركة متعبة , يستغرق النهوض من الفراش دهرا ,ذلك الألم الذي يغلق الحنجرة مزعج.صورة هى العكس تماما عن يوم فائت ,فماذا حدث وكيف , لا شأن لك بذلك , عليك فقط التعامل.

باتت علاقتى بالمرض أكثر تفاهما وإنسجاما, بت أري فيه رسالة يجب إدراكها الآن ,ربما كابرت فى فهمها بالطرق العادية , فكان علي أن ادركها بالطريقة الصعبة.
ربما ملت الروح من قيد الجسد فسدت أحدى ضرباتها له فى خضم غفلته , علها تسترق بضع ساعات إضافية للتحليق!
ربما زاد عن الحد ضلال نفسك وعصيانها , فيأتى المرض ليمسك لجام تلك المكابرة.
هو يأتى لسبب , حاملا معه رسالة , وعليك قراءتها جيدا.

الحالات الحادة من الانفلونزا ,وما يصاحبها من حمة ,لها متعة خاصة .
عنادك يدفعك على الاستمرار ,توهم نفسك أنك بخير , لا تحتاج إلي تغيير شئ فى خططك الموضوعة مسبقا,سوف يمر اليوم فى سلام,هذا الفيروس الصغير ليس لديه الكثير ليفعله فى معركته أمامك.
حسنا , لتبقى الآتى ببالك:

الأشياء الصغيرة -جدا- هى عادة ما يحطمنا أكثر.
الخطط الموضوعة مسبقا لا وجود لها !

الحالات الحادة من الانفلونزا تبقيك مقيدا بذاتك , عليك أن تبقى معها ,وأن تكون أنيسك الوحيد , عليك أن تجد وسيلة للإنسجام,وهو ما يبدو مستحيلا , أو بلفظ أقل بؤسا غير قابل للتحقيق الآن!
يبدأ شجارا بينكما , تتصاعد الوتيرة حتى تأتى تلك الموسيقى من مكان ما , فتهدأ , وتستمعان :

أقترح أن نلتقي غدا ً 
أقترح أن نبقى سعداء
تعبت من الخلاف معك 
و من السير على الأقدام"

يبدو إقتراحا يستحق المحاولة , لقاء حقيقى , وليس وجود ظاهرى فى نفس المكان , أحدنا ينصت والآخر يحكى , ولا ينتهى هذا اللقاء حتى نجد طريقة للتعايش , وإن بقينا دائما ضدين!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!