الأحد، 14 سبتمبر 2014

أن لا أخبرك


بانني مازلت لا اعرف, ولا اريد!
لم اعد اريد السفر عبر الزمن لاصبح اميرة, ربما ان حدث ذلك سوف اصبح قروية فقيرة تهتم بالاحصنة وتملا الماء من جندول عذب بطرف غابة بعيدة, تملك ثوبين, ازرق وابيض ,وحذاء وحيد.ترافق الصبية غريبي الاطوار, وتهوي الطائرات الورقية.

مازلت لا اعرف,ولا اقوي علي طرح الاسئلة ولم تعد تغريني الاجابات.لاتعلم -بالطريقة الاصعب-معني الخواء.
تخذلني قواي الخارقة,ام كان الخذلان ايماني الاول فيها!

مازلت لا اعرف,فاهرب ..
الي شوارع غريبة قريبة, انفق طاقتي في السير بلا هدف لمسافات طويلة.لا اري جيدا وتبدو الاشياء في رماديها واسودها خانقة, مازالت احاول دفع روحي حتي لا تهرب من مكانها المفضل في قلب عينيي,مازلت ارجوها الا تياس ,فتخبو وتخفت!

مازلت لا اعرف,فاتمسك بالقدر اليسير ..
لا احتمل الاثواب البراقة والملابس الانيقة, في جينز داكن وسترة بسيطة يبقي ملاذي.
لا استسيغ سيارات الاجرة الخاصة ,وافضل الحافلات العامة, اشعر بالحظ الجيد عندما اجد مكانا شاغرا, ولا اعبء ان لم اجد,اقف هناك تحت انوارها المضاءة ليلا لالتهم بضع صفحات من كتاب رفيق غير عابئة بالعيون المتسائلة, الناعسة.
مازلت اهوي حذائي الرياضي الرث, الذي يحوي من السحر ما يكفي لدفعي من شروق الشمس حتي مغيبها. .وابعد!

زهدت في كتبي مؤخرا,تلك التي كنت تهذئ بها,وتخبرني انه علي ان افتح راسي للعالم الاوسع وليس ما يخبرني احدهم انه العالم!

مازلت كلما اقتربت من البيت بعد يوم طويل ,اسرع,كي القي عليك التحية, واسمع الرد,انتظر نصيبي من التوبيخ والعتاب,اعترف,واعتذر,فاحظي باعذب الدعوات!

مازالت لا اعرف,كيف لا اسمع, واسمع. ..

مازالت, ,لا انا!

#ان_لا_اخبرك

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

سأحاول الرقص وحدى !

أقترح تشغيل المقطع أثناء القراءة ! :)

يحدث أن يتآمر قلبك عليك , يحدث أن يمل المحاولة,يحدث أن تنهكه البدايات التى تأتى فوق حطام لم يكتمل!

تستيقظ شاعرة بثقل كبير , لا تقوى على الحراك , فتنتظر دقائق فساعات , لا شئ .
تقاوم , تحاول الوقوف والحركة , فتنتهى محاولاتها بالتسليم والإمتثال.
تتحسس نبضها فلا تكاد تشعر به , تنفسها بطئ , وكذلك معدل نبضات قلبها.
لا تفكر , أو بالأحرى لا تستطيع!
تبقى ساكنة , ما بين النوم والموت , تحتضن بين يديها شيئا صغيرا ,كان أخر ما أهداها ,تبهت لما يبدو خوفا ,ثم تذكرت أنها لا تملك شيئا تخسره.أبقت عينيها مفتوحتين نحو الشرفة والضوء حتى ذهبت.

أنتهى العالم الذى اعتادته , ولا سبيل للرجوع.
هذا ما يبدو توضيحه لهم صعبا.ليس التجاهل أو التناسى هو الحل,وليس بتحويل الأمر إلي معضلة غيبية.
ليس بمحاولة رفع صوت الضجيج المحيط للتشويش على صوت داخلى خافت بالفعل.
وليس بمحاولة إقحامها فى أنشطة كثيرة وإن كانت مبهجة.
تحاول أن توضح فكرة , على الحياة أن تتوقف , بل يجب أن تتوقف.
لا تستطيع أن تجد فى "ما بين النوم والموت" حيز أكبر للمحاولة لتستسلم من جديد.

تفيق نسبيا على صوت أخيها الصغير , يشاهد أحدى أفلام الرسوم المتحركة.
:the point is"
"stop trying too hard to be something you are not!

"توقف عن محاولاتك المستميتة حتى تصبح شيئا لا يشبهك" 

تدون كلا من ترجمتها المتواضعة والجملة الإنجليزية , وتعود , لما أصبح , ملاذ , ربما !

بإنتهاء اليوم , يقرر القلب العدول عن عناده ويعود للدبيب, فيعود الرأس الموجع بأفكار مع إيقاف التنفيذ للعمل وتوجيه الحركة.
مازالت لا تقوى على الجدال , فتأكل بعض لقيمات من طعام باتت تزهده بعد إلحاح.
تفكر فيما عليها فعله , فلا تجد ما يكفى من رغبة.
لا تريد أن تلتهم أكبر قدر من صفحات فى كتاب جيد , لا تريد البحث عن موسيقى جديدة , لا تريد مشاهدة فيلم مأساوى مع أخوتها سريعى التأثر,لا تريد تأليف نظرية جديدة عن اللاممكن والسراب.!
لا تريد أى شئ ,,وبشكل ما يريحها ذلك كثيرا , إذ طالما أرادت أن لا تريد !

فقط هم من فكرت فيهم , تريد أن تمتلك ما يكفى من جهد للتحدث معهم وإخبارهم بأنه , حسنا , الأمور ليست على ما يرام, وأنها ليست بخير,وأنه من الجيد أن تتمكن من الإعتراف بذلك أخيرا.
تعلم يقينا حبهم لها , ذلك الحب الذى تبادله بما يزيد , تعلم رغبتهم فى المساعدة والبقاء فى الجوار والمساندة.
ولطالما كانوا كذلك , ولطالما كانت ممتنة لوجودهم .
ولكن الآن , لا داعى من أن يعيش جميعهم هذه التجربة. تريد إكمالها للنهاية ..وحدها !
ليس لأنها لا ترغب بوجدهم المؤنس الملطف ,ولكن لأن هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر , عليها أن تتعلم دروسها وحدها ,وتنجز فروضها ايضا.

طالما أخبرتهم أن التغيير دائما شئ جيد , وأنها لا تخشاه بل تدعو حتى يصيبها كل حين , وها هى تختبر جرعة أعلى منه , أصابت أعماقها , فلابد من بعض من فقدان التوازن , والذى من بعده ستستقيم الأمور.
تحاول كتابة رسالة , ولكن الوقت لا يبدو مناسبا بعد , ستخطها عما قريب , تطلب منهم فيها عدم القلق ,ومنحها بعض الثقة التى تستطيع تقبلها بشجاعة , لتقطع طريقا لن يقطعه سواها , لتقطع ما عليها المضى قدما فيه وحدها ,ليتلاقوا من جديد !

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

كمقهى صغير هو الحـ(ب)زن !

أصبح إعتقادها أنها تستطيع الإختفاء -إن هى أرادت ذلك حقا- راسخا.
كان صباح هذا اليوم الوقت المناسب لتستخدم فيه تلك القوة الخارقة.
خرجت من المنزل قبل أن تراها والدتها .لا طاقة لها اليوم بشجار جديد بخصوص هذه الكارثة التى ألحقتها بأفراد جنسها بل وبالإنسانية جمعاء!
حيث أن إرتداء ثوب أسود قصير من فوق "جينز" أزرق لا يمت له بصلة ,يعد ضربة قاسية موجهة لمبادئ الأناقة , يزيد من وقعها إرتدائها لحذائها الرياضى المفضل وحقيبة ظهر. كارثة بكل المقاييس !

تعلم في صميمها أن وجودها فى الشارع بمثل هذه الحالة التى يرثى لها, وعيونها التى تأبى الإستيقاظ بعد, وخطواتها البطيئة عما اعتادته ,وملامحها التى ترفض التخلى عن بؤسها جريمة شنعاء فى حق العالم الذى تحاول مؤخرا التقرب منه.                  
تكمل على أية حال موقنة انها الآن مختفية عن العيون تحمل ثقلها قدماها بعناء حتى تصل أخيرا إلى ذلك الركن من قلب المدينة -الذى اكتشفته حديثا- ,رؤيته امامها زادت من سرعة خطواتها حتى وصلت أخيرا ,فدلفت من الباب الصغير.
ترى بعض الوجوه الأليفة,هنا تفقد قدرتها على الإختفاء,ليبادلها الآخرون الرؤيا,ترسل إعتذارا بعينيها عن مظهرها الرث,فيتقبلون الإعتذار بإبتسامة وتصعد.

تفكر:"آه ,كم هو جميل هذا الدرج !"
هو نوعها المفضل .أو ما يمكن لمخيلتها رسمه إذا سمعت الكلمة أو قراتها ,تريد أن تجلس عليه الآن , عند استدارته المنحرفة ,وتحتضنه قليلا,تحب وقع خطواتها عليه,ولون الخشب وصوته وحكايته والحنين الكامن فى تجويفه إلي أيام كان فيها شجر !

تختار ركنا جديدا لم تجربه من قبل, ترتاح لإختيارها السريع -باتت معظم قرارتها سريعة لم تعد تطيل التفكير!- ,تجلس تحيطها وتقابلها كل هذه الوجود أو بالأحرى العيون التى تخفى الكثير.
ألوان بسيطة لا تستطيع لفظة واحدة وصفها,ليس هذا الأخضر المتعارف عليه,وليس هذا بالتأكيد ما قد تتخيله إن قلت لك أصفر !
تستسلم لجهلها بالألوان وتحاول الإقتراب , هذا فيروزى , ما بين أزرق وأخضر ,أو شئ من هذا القبيل.وهذا لون الخشب صغير السن الذى لم تضيف عليه السنين تأثيرها أو شئ من هذا القبيل.!

أرحب بالوجوه الحزينة ,أفكر فى أنه ربما علي البحث عن أسماء مناسبة لهم.
أخرج بعض الأشياء من الحقيبة , هناك دائما أكثر من خيار 
كتابان , دفتران للتدوين,وعدة أقلام , لم أفكر من قبل فى الأسباب , ربما لا أرتاح لفكرة الخيار الأوحد !
أقرر كيف سابدأ الصباح:
كتاب لـ "باولو كويلو" ,سوف أكتب التدوينة اليومية فى دفتري المفضل , لن أضع أي خطط مستقبلية هذا الصباح , ليس الوقت الأفضل على أية حال.

أطلب القهوة الأقوى , بينما يتردد بأذنى صوت صديقى المفضل مؤخرا 
"عيناى تغمض وحدها,أحتاج إلي قهوتى فى أسرع وقت ممكن ,لعل الحب مر ولم أراه"!
يأتى الطلب بعد قليل , تسبقه الرائحة التى تأخذنى إلي غير مكان ,إلي هناك ! 
أخبره ان لا داعى للسكر الذى نسى إحضاره ,ومازال يوري فى الخلفية 
"أحب قهوتى مرة , تذكرنى بحياتى , حياتى باتت نكرة , يبدو أن الحب لن أراه.." 

أذهب قليلا مع "بريدا" ومغامراتها الكبيرة , ورحلتها المليئة بالمخاطرة, اليوم تتعلم أن تستسلم لقوة أعظم , عليها أن تترك نفسها دون مقاومة.وتتعلم أيضا أن السبيل الوحيد للفهم فى هذه الحالة , أن تفهم بقلبها , الأمر البالغ الصعوبة كما تتوقع !

-حسنا أيها العالم , هلا كففت عن التآمر , يكفى هذا القدر رجاءا - هذه جملة إعتراضية بينى وبين العالم , وهو يعرف جيدا ,نعود.

أكتفى ببضع صفحات حتى يتسنى لي الوقت للكتابة.
أدركت أنى أحب نوع هذا الدفتر كثير , لون الورق الكريمى ,المائل للصفرة,ذو الصفحات الفارغة الغير مسطرة!
أنتبه إلي أننى أكثر مؤخرا من استخدام الموسيقى فى تديوناتى اليومية.!
ممم , لا أدرى السبب , ربما أحتاجها أن تعود إلي الحياة , مثل حاجتى للكتابة.
أحب الإضاءة الخافتة , لمقهاى -الذى بات مفضلا- ,أحب شرفته الصغيرة ,وموسيقى الجاز الهادرة من مكان ما لا أهتم بتحديده.
أحب المكان الذى تحملنى إليه القهوة فوق بساط سحرى , هناك , حيث لا داعى للكلام.
حسنا , بات الكلام يؤلمنى , لا أريد الإكثار منه , هو يأخذ من طاقتى التى لا أمتلك الكثير منها حاليا.
أعلم الآن أننى قد وجدت على هذه الأرض ركنا مفضلا , به شرفة تُفتح على هناك , وبه سقف لطيف أيضا.
بعدما أصبح سطح بيتنا مفترش بحنين ثقيل!

كم هو رائع البقاء هنا|هناك ,حتى أقرر الخروج , ولكن ليت الأمور دائما بمثل هذه السهولة!
لا بأس , يكفينى الآن أنى قد عثرت أخيرا على هذه البقعة التى وسط عيونها الحزينة ربما أجد إجابة للسؤال!
ربما ...
----------

الأحد، 7 سبتمبر 2014

يمكن ..إلي ما لا نهاية !

يبدأ تفاوضٌ قد بات معتادا.
هل تعرض عليك الحياة سببا مقنعا كى تخوض غمار هذا اليوم ؟!

"كان فاضل بس يا دوب إنى ألبس توب الدنيا وأتوب عنك" !

يعطيك الواقع ما يكفى من الأسباب لتجنبه , خشيته ربما , والتنازل عن معركة محتملة.تبدو أسبابه مقنعة ومنطقية إلي حد كبير.يعددها بثقة كمحترف يلعب الورق , يعلم يقينا أن أوراقه رابحة,فيتفنن فى استفزاز خصمه وينفث فى وجهه دخان سيجاره الكريه!

تكاد تركن إلي إقتراحه بالتنازل والإستسلام فتعدل فى اللحظة الأخيرة.

"لكن قلبى المغلوب بيخاف ليدوب فى ليالى الشوق بعدك" !

يتدخل قلبك سريعا ,وينحى عقلك جانبا , يخرج من مكان ما "المانيفستو" خاصتك , الذى وضعتماه سويا بالإتفاق مع شعبك الداخلى. يقرأ مواده وفقراته بقوة وحماسة !
تعجب من إيمانه بما يقول ,تبتهج لوقع دقاته التى تجعلك تعدل عن قرارك , متذكرا وعدا قد قطعته "لن أتعود ,حتى يموت في شئ ما!" 
فتأخذ القرار الأصعب , بالخروج والمواجهة.

تخبرنى صديقة أن هناك شئ ما مختلف في , تشعر بوجود جديد , ربما فرصة جديدة , عمل , سفر , أو قرار!
استبعدت الحب حتى لا ندخل فى جدال نهايته محسومة , أنا فى حالة حب مستمرة , دائما ما أحب , 
كتاب , موسيقى,مقهى جديد , أو كاتب لا يؤمن بالحب!
صممت على رأيها , وعقبت بأن ذلك الشئ أيا كانت ماهيته , يبدو جيدا !
لتأتى صديقة أخرى وتؤكد أن هناك خطب ما بشأنى , يجعلها قلقة بعض الشئ .
هل تريدين التحدث فى الأمر ؟
اطمئنها , أحاول , أجيبها أنه ليس هناك شئ يقلق وأعنيها صادقة , لا أشعر بوجود أى شئ على الإطلاق !

ما بين جديد صديقتاى , ومريبهما , أحيا , لا اعبء بالتفسير , لا ينتابنى الفضول نحوهما.
"وما بين كده أو كده , مش مرتاح أنا ..." 

الأمر يشبه وجود "إليكترون" فى مستوى طاقة مرتفع , يبحث عن حالته المستقرة المؤقتة , لن يهدأ حتى يدركها!

أخرج الـ daily planner خاصتى , محاولة اتباع نصيحة من ادركوا المعنى , أحاول وضع بعض الخطوط العريضة للاسبوع فى بدايته,عن الأشياء التى علي إنجازها. يكفى لهذا اليوم قرار المواجهة , والمواصلة حتى نهايته , البدايات هى الأصعب!
وغدا !!
يبدو صفحة بيضاء لا أجد كلمات مناسبة لملأها يعد!
أحاول ..أنتهى بالتمنى: 
"مش عايز بكرة يفوت وأنا لسه بأموت , والليل عمال يجرح ..."

أدعو أن تعود علاقتى مع الليل إلي سلميتها الأولى .
أن يعود وجوده الأليف مؤنسا..
أن يعود هؤلاء الكثيرون بداخلى إلي جدالهم وشجارههم الدائم , المحبب ,وأن أبقى منهم فى وضع المتفرج , المعجب بما يدور !
أدعو ...
أن يعلن الحزن عن وجوده,ويفسر ماهيته,ويعدد شروطه ويوضح منهجه !

" والوحدة تزيد النار , وتزيدنى مرار,والحزن يبات يصبح.."

لا يكف الجميع عن طرح الأسئلة , وتبقى "لا أعرف" أجابة حقيقية , غير نموذجية!
لا أكف عنها أنا ايضا , ثم أعود وأرجعها إلي عدمية مريحة , لم يعد يهم الأمر كثير بكل حال .
تريحينى كثيرا فكرة إنعدام الوجود المؤقت دون إلحاق أضرار بالغة بالجمع المحيط.

يحبسنى داخل الحيرة , قرار كبير , لم أجرب شبيها له من قبل , ولا أطيل فيه التفكير كما أعتدت سابقا!
ما بين إحتمالات متطرفة , بين أبيض وأسود غير صريحين , ألقيت حجر النرد وقررت إتباعه .
متفهمة أكثر لفكرة "الين واليانج" ,كل أبيض متصل بأسود , بإختلاف الكيفية والمقدار.
لم يبقى لي الآن , سوى الإنتظار , والصبر,
وما أصعبه من خيار !

"...خلينى بقى كده , يمكن الهنا , متدارى فى صبرى عليك" !

أيها العالم ,هل تكون صديقى ؟

مرحبا
ادعى إيمان , - بنطق كلا الألف والياء رجاءا-
ولدت فى صباح جمعة باردة من شهر ديسمبر ,لا أتذكر شعورى عندها جيدا ولكننى أستطيع أن أخمن أنه كان الدهشة والرغبة فى الإستكشاف!
أحيا حيوات مختلفة كل حين. 
الآن ,أحيا فى بقعة هادئة من العالم , يسكنها أناس ظرفاء يتحدثون لغة مختلفة تمنعنى من التواصل معهم, تعلوها سماءا مشتركة مع كل الأرض ,وهذا يكفينى.
أحب أن اقرأ كثيرا , والكتب عالمى المسحور.
أحب قراءة الشعر , وأحب الشعراء البائسين "درويش, أمل ,جاهين" 

اعرف من اللغة ابجديتها , والتى بواسطتها اسطر نذر قليل من كلمات , هى دائما لا تعبر جيدا.ومازال أمامى الكثير لتعلمه فى بحورها..
مغرمة بالمشى كثيرا,المشى لمسافات, أري فيه خطوة تسبق رحتلى المؤجلة حتمية الحدوث لإستكشاف العالم.وأحذيتى الرياضية من مبهجات الحياة.

مازلت لا أري جيدا ,ولكننى أنظر ,بحثا عن الألوان.
أحب الموسيقى كثيرا , ما يصل منها إلي محملا برسائل تعجز عن وصفها الكلمات.
سيخبرك أصدقائئى أننى أحب فيروز ,حسنا ,مازلت لا أجد الكلمة المناسبة لوصف علاقتنا سويا.
منير , الحكيم المجنون , حادى قافلتى الوحيدة ,فى طريق موحش, فيضفى عليه قدر من ألفة.
كل شباب الـunderground music وكهولها أصدقاء مفضلين. أعيش معهم مأساتنا المشتركة.

فضلى المفضل هو الشتاء ,ببرودته ودفئه , وأشفق على الخريف الذى يعانى دائما الفهم الخاطئ من كثير من البشر.
أحب الآيس كريم والعلكة الخالية من السكر والأطعمة الحريفة .
أعشق نهرنا العجوز ,ربما لا يبادلنى نفس الإهتمام , البحر صديقى الغريب الذى دائما ما يطول اشتياقى له ولا اشبع من اللقيا.
أحب الألوان عامة ,الأرجوانى والأزرق مفضلاى.
الحكايات هى بوابتى إلي الحياة , اهوى قرائتها والاستماع اليها ,ارغب وبشدة فى ان اتمكن من حكي بعضها , يوما ما.
أحب الاستيقاظ قبل الشمس ورؤيتها قادمة. 
دفتر الكتابة والاقلام الملونة ,اشيائى الأثمن والأغلى , ورفقاء الدرب.
والقهوة ..
حسنا لا أجد أبلغ من وصف درويش "القهوة لمن يعشقها مثلى هى مفتاح النهار" .
ذلك العشق الغير مشروط , الذى صعب أن يقترب منه آخر!

أحب تأليف نظريات عدمية , وتغرقنى الفلسفة.
لا أتوقف عن طرح الأسئلة , لتصنع رحلة البحث عن اجابات ومعنى ,الطريق!

لم لا تكون الحياة ببساطة بطلة "باولو كويلو" المتمردة , التى ترفض عاديتها , وتتخفف من مخاوفها ,وتخاطر بكل ما تعرف ,لخوض الطريق التى ترسمه لها أسئلتها!
تريد أن تتعلم السحر , وتعرف المزيد عن روح العالم , ورفيق روحها , وحيواتها السابقة.

لمَ لم نلتقى بعد , أنا وذاك الغريب الذي قد يهذى بمثل هذه الكلمات:

"ابيع شبحي ,وكل ثيابي المزخرفة,
 اترك بيتي واودع بصارتي, ارفض واقعي, واهدم قفص عصفوري.
 ارسم على جبيني خرائط العالم 
ولى زمن الانتظار ..لن اقف مكتوف اليدين.. اوجاع راسي دائمة... اريد حبا في الحين "






متى تعلمنا أن نعقد الأمور ونجعلها أصعب؟
كيف تحمل الكلمة أكثر من معنى متناقض؟
كيف نرى الأشياء ؟
متى أعود لأشعر بالجوع ؟
كيف يفضل قهوته؟
كيف يتمكن الصمت منا , فنزهد فى الكلام؟
متى يمل الصمت فيشرع فى النداء؟
"كاد أن يجعلنى الليل سوادا" 



قبل أن أغدو محال ..
قبل أن أهرب من عينيىّ .,حبيبى !

كيف نعرف ؟ 
كيف نصبر على ما لا نعرف ؟

أيها العالم ,الحزين , لمَ لا تكون صديقى ؟ فتعلمنى :كيف نحزن ؟ 

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

أن لا تعرف:أن لا ترى

يحدث أن لا تسمعك !
لا تدرى هل السبب هو خفوت صوتك الداخلى , وهنه , وكفه عن الصراخ؟ أم لإرتفاع أصوات ضجيج العالم من حولك , ذلك الضجيج الفضولى , المتعجل , المكرر برتابة ؟!
تتوقف مرتبكا حائرا ’ لا تدرى كيف تكمل المسير دون ذلك الصوت الدليل !
تسد أذنيك بما أوتيت من قوة , دافعا زحام العالم خارجا.تغلق عينيك كى تتمكن من رؤية صوتك الخافت وتتبعه,فتدرك عجزك عن الرؤية!
متى عميت عيناك؟! متى أختفت الألوان ؟ متى توقفت عن النظر !

يضحى الصوت همسا, به بحة محببة , منهكة , يبتعد أكثر وأكثر حتى يختفى !

تأخذ من العالم -عالمهم- ركنا قصيا, تجلس فيه زاهدا فيما تحب , متلمسا الأمان فى حدود جسدك , تنكمش , تعود إلي الوضع الذى سبق الخروج , فارغ الفكر -كما كنت- تستمع إلي ضربات قلبك من عمق لا تعلم نهايته,ضربات تقاوم , كى تمدك بلقيمات من حياة!

من خلالهما,كانت رؤيتى البكر لروحى,الرؤية الأوضح ,الأصدق والأعمق. 

كانت عيناه بزرقة بحر أليف ,لم أخشاه يوما ,أنا التى لا تجيد العوم! 
كانتا رائقتين كأكواب أمى الكريستال, صافيتين من أى شوائب من لون أخر , فقط أزرق ,ممتد امتداد البحر والسماء حتى يلتقيا.
لا يحتوان كمثيلاتهم من العيون على تلك الجبال الجليدية الصلبة التى تبقيك خارجا.
إليهما أدمنت النظر , وفيهما كانت أول معرفتى للعالم والأشياء , وعلى ضوئهما اللامع -ليلا- سافرت إلي مدن أحلامى الكبيرة ,وأزقة أفكارى النائية .
طالما رأيت الله فيهما ,فأحببته ,وتعلمت الصلاة.
طالما وقفت مشدوهة لقدرتهما الجبارة على التمكن من الضحك الخالص فوق خلفية من شجن!

بعض الصباحات ما هى سوى ليل ممتد تخلى عن سواده لضعف طاقته على الشجار مع الشمس كضيف غير مرحب به!
بعض الشروق موجع ,وباعث على البكاء,وبعض زيارات الشمس التى طالما كنت ممتنا لها , خيانة كبرى .
كيف استطاعت من إعلان شروقها مبتهجة دون أن تتأكد من وجوده بالجوار!
كيف استطاعت نشر الضحكات وبذر الأمل !
كيف لم تذرف دمعا , أم هى ايضا ابقته حبيسا حتى حين , حيث تتحرر من حزنها وتجرى دموعها ضوءا أسود !

كثيرا ما مازحته,لنقوم بالتبادل اذا , ليأخذ هو هذه العيون الذى لم يسأم مدحها والتغزل فيها , وأحصل أنا على بحره وسماءه الزرقاء ,عيونى ليست جميلة مثلك , هذا ليس عدلا أيها العجوز !
ليضحك حينها ويضمنى فى عناق ,يأخذنى إلي حيث الـ "ما لا نهانية" !
كانتا بوابتى على عالم , أغلق , يوم أغلقتا  -حسنا هذه كلمة لا افضلها كثيرا- إلي الأبد.

"لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا" 

ذهبت إلي مملكتك الصغيرة للبحث عنك فى أخضرها وبراحها , فلم أجد سوى الحزن وأنين مكتوم .
كل حزين بطريقته فى أناقة وحب , علمتنى أن أستمع إلي حكيهم وطالما تدربت , واليوم حاولت ونجحت المحاولة , ولكنى لم أقوى على إكمالها. نسيت أن تعلمنى كيف أواسى أحزانهم , كيف أشاركهم الحزن , أم تراك أغفلتها عمدا!

مازلت فى ركنى من العالم , إختيارى المرغم , بجوار حائط شائك ,انا التى طالما كرهت الجدران, داخل دائرة مغلقة كرها, موحشة,لا تسمح لأحد بالإقتراب من حدودها , والمرور لإلقاء التحية. أتعلق بالصوت الخافت ,لضربات قلب مازلت تعافر,.أحاول التشبث باسمى , وبأحرف أبجديتى ,وبقدرتى على سطر الكلمات,حتما سينتهى كل هذا , حتما سيقوى القلب وتحدث دقاته دويا , على ابتهالات اللسان :
"أعطنى القدرة ..حتى لا أموت 
منهك قلبى من الطرق على كل البيوت" 
حتما سوف يتحطم الجدار , وتتلاشى الدائرة ,.
حتما سأعود لأعرف من أكون!
 وما أريد !
سأعود ...لأرى !

الخميس، 4 سبتمبر 2014

أن لا تعرف: فارغة !

للكلمات علينا حق !
الصدق,
 أن نعنيها ,أن تكون مناسبة للحظة , أن تعبر بتواضع عما بالباطن يدور.
فإن لم نوفق فى الاختيار , فلتنتظر بعض الوقت ,حتى تحرر نفسها بنفسها!
......

الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

أن لا تعرف:أن لا تبكى !

تلك الأهة المفجعة , التى تلي الإدراك الأولى !
تخرج من محل بداخلك لم تنتبه قبل بوجوده , تخرج مؤلمة , موجعة , مكتومة.
لتتبعها موجات من أهات متقطعة , شهقات مدفوعة من رئتيك للفوز ببعض الهواء,يرتفع صوت محاولاتك البائسة إلي هذا الحد الذى هلع له المحيطين!
شئ ما بالداخل يحاول الخلاص , أجزاء عالقة على روحك تخص تلك الروح الأليفة , تريد التحرر والذهاب, إلي حيث تنتمى , تفشل فى الإبقاء عليها, ويصبح التنفس جحيمى,يكاد رأسك أن ينفجر , فتنزل الدموع بإنهمار ,تحاول التخفيف من الضغط , لا تبدو كافية , فيلجأ دماغك إلي أخر حلوله للإنقاذ , فتسقط , فاقدا الوعى , ذلك الوعى الذى لم تتمناه حاضرا!

"لم يخلق الدمع لأمرئ عبثا,الله أدري بلوعة الحزن"

أخبرنى صديق مرة , أن البكاء أحد بركات السماء , الذى يهبها الخالق للمحزونين ليتخففوا من بعض أثقالهم .
ربما يبدو ذلك صحيحا إلي حد بعض , ولكن رؤيتك لأحدهم يبكى , رؤيتك تلك الدموع المحملة بآلاف الكلمات دون أن تملك ما يناسبها من رد ,قادر على إضافة أثقال أكثر إلي عبئك!

بعد عودة الوعى الذى كان , بعد أن أصبح كل ما حولك غير مألوف , غير معرف , تأبي الدموع أن تعود !
تقبع فى الداخل , وسط برودة شديدة ,تحول قطراتها إلي جليد !
حادة زواياها , ثقيلة , تنزل إلي أعماق قلبك ,متخذة منه مقرا دائما , ليبقى ذلك المكان الذى طالما شهد شرارات اشتعلت وانطفأت , جامدا , متجمدا , مثقلا, ويصبح ما تبقى من قلبك واهنا , يحاول بصعوبة الإبقاء على أشباه مظاهر من حياة.

تحمل ثقلك بشجاعة لا تملك سواها خيارا , وتمضى , يهنئك الجميع على القوة تلك , على جفاف الدمع من عيونك ,تشكرهم باسما ,هم لم يروا ماذا حل مكان هذه الدموع الذين لا يتحملون ثقل رؤيتها ,هم لا يرون ماذا حل بهذه العيون !

تدعوا بأن تبقى الغشاوة , وأن لا يروا !
تكمل المسير , تحاول إدراك التوازن , واهن الخطى , ضيق النفس , تدعو وترجو تبتهل أن يحدث الإنهيار قريبا!
تدعو أن تشرق الشمس , لتذيب دموعك الجيليدية ,فتجرى نحو خلاصها , وتحررك.

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

الصدمة الأولى: أن لا تعرف !

لا يتطلب الأمر سوى لحظة ,لحظة تقسم خط الزمن إلي ما قبل وما بعد !
طالما كانت الهزات الأرضية لغزا بالنسبة لي , أريد التجربة , أو بالأحرى , أريد أن أري رد فعلي حينها.
نحن لا نتوقع حدوث الزلازل , أو ربما يتوقعونها فى مكان ما , ولكن هل تغير معرفتك المسبقة من الأمر شئ , هل يجعلك ذلك أكثر استعدادا !
هل سوف تتمرن على حفظ توازنك فتقاوم الهزة ولا تسقط!

هي لحظة يتوقف فيها تناغم عالمك الظاهرى , ترتج أركانه , يحل ظلام دامس فجأة ,فتسقط , وهذا أخر ما تذكره.
تفيق وقد عاد الضوء , ولكن عينيك لا تقوى على إحتماله ,يدور رأسك , ويصعب التعرف على الجو المحيط!
تنتظر بعض الوقت , ربما عاد إليك الإدراك, لا جديد !

تخفت الضوضاء حولك شيئا فشئ , تحاول من جديد , بلا فائدة, تتقبل الوضع صامتا.
يكف رأسك عن طرح أسئلة , لا يقوى على البحث عن إجاباتها.

يخبرك الجميع أن لا تفعل ,
أن لا تحزن ..
لا تبكى ..
لا تفعل هكذا بنفسك ..
تؤكد على كلامهم بإبتسامة مطمئنة ,مرتبكة, أنت لا تعرف عما يتحدثون على كل حال !
"لا تعرف" هذا الوصف الأدق لما تشعر به وتعيشه.
لم تعد تعرف كيف كنت قبل الهزة الأولى ورجتها التى طرحتك أرضا
لا تعرف كيف سقطت بهذا الشكل
لا تعرف كيف تتعامل ما بعد الهزة , ربما لا تريد أن تعرف ,أو لا تعرف إن كنت تريد أن تعرف أم لا.!
كل ما يبدو معروفا لك الآن , أنك تريد أن تحيا هذه التجربة كاملة , تريد أن تصرخ فيمن ينزلون حبالهم لك من أعلى لتصعد ,اتركونى بعض الوقت , فقط بعض الوقت , بلا اسئلة , وبلا محاولات للدفع.!
توقفوا عن سؤالى:كيف تشعرين ؟ هذا السؤال الجيد جدا , الصحيح جدا , فى اسوأ توقيت , لم تعد بجعبتى مزيدا من الأجوبة , ولا أريد التظاهر.

علمنى أن الحزن صلاة يحتاجها القلب كل حين, قليل من ينجح في ادراك ما تتطلبه من خشوع, لكنهم متي وصلوا غنموا! 
لكننى وكما يبدو لم اولي كلماته ما يستحقه من إهتمام !
الآن أعلم بوجود الصلاة , لكننى لا أعرف طريقة إقامتها !
علي أن أعرف على كل حال , أحاول , وهذا طريق يجب أن أقطعه وحدى ..
ربما وصلت , ربما لم أصل , ولكننى بدأت خطواته الأولى على أية حال!

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

حاروا فى تفسيرها , فأكتفوا بنفى التهمة عن أنفسهم , فذهب البعض إلي الإعتقاد بوجود آلهة للإلهام -Muse- والتى تأتى لتتمثل فى كلماتهم فى صور شتى !
والبعض يعتقد بوجود جنيات خاصة للكتابة , او ذلك النوع المحدد من الجن - عبقرى- , يأتى متى أراد ويصب فوق رأسك سيل من كلمات وما عليك سوى الإمتئال بخطها فوق الورق.
تختلف التفسيرات التى لا اعبأ بها مطلقها فى الحين .فعن سؤال كينونتها الشائك , أعلم ذلك النذر القليل :
الكتابة فعل إيمانى ! 
وأنا -مازلت- أؤمن .
أيها الشئ الغامض, أيا كانت ماهيتك,ها أنا ذا , أقطع الوعد من جديد , ها انا ذا أنفذ دورى من إتفاقنا الضمنى , فهلا أتيت !

--------------------
أعود للأربعين 
بداية , تحاول , لتكون تدوينتى الخامسة -الأولى بعد الرابعة- ,غدا ,فى العاشرة وعشر دقائق (مع مراعاة فروق التوقيت والمؤامرات الكونية)

أربعون العشق,الحزن ,والولادة الجديدة ...
أربعون الصعود !

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!