الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

أن لا تعرف:أن لا تبكى !

تلك الأهة المفجعة , التى تلي الإدراك الأولى !
تخرج من محل بداخلك لم تنتبه قبل بوجوده , تخرج مؤلمة , موجعة , مكتومة.
لتتبعها موجات من أهات متقطعة , شهقات مدفوعة من رئتيك للفوز ببعض الهواء,يرتفع صوت محاولاتك البائسة إلي هذا الحد الذى هلع له المحيطين!
شئ ما بالداخل يحاول الخلاص , أجزاء عالقة على روحك تخص تلك الروح الأليفة , تريد التحرر والذهاب, إلي حيث تنتمى , تفشل فى الإبقاء عليها, ويصبح التنفس جحيمى,يكاد رأسك أن ينفجر , فتنزل الدموع بإنهمار ,تحاول التخفيف من الضغط , لا تبدو كافية , فيلجأ دماغك إلي أخر حلوله للإنقاذ , فتسقط , فاقدا الوعى , ذلك الوعى الذى لم تتمناه حاضرا!

"لم يخلق الدمع لأمرئ عبثا,الله أدري بلوعة الحزن"

أخبرنى صديق مرة , أن البكاء أحد بركات السماء , الذى يهبها الخالق للمحزونين ليتخففوا من بعض أثقالهم .
ربما يبدو ذلك صحيحا إلي حد بعض , ولكن رؤيتك لأحدهم يبكى , رؤيتك تلك الدموع المحملة بآلاف الكلمات دون أن تملك ما يناسبها من رد ,قادر على إضافة أثقال أكثر إلي عبئك!

بعد عودة الوعى الذى كان , بعد أن أصبح كل ما حولك غير مألوف , غير معرف , تأبي الدموع أن تعود !
تقبع فى الداخل , وسط برودة شديدة ,تحول قطراتها إلي جليد !
حادة زواياها , ثقيلة , تنزل إلي أعماق قلبك ,متخذة منه مقرا دائما , ليبقى ذلك المكان الذى طالما شهد شرارات اشتعلت وانطفأت , جامدا , متجمدا , مثقلا, ويصبح ما تبقى من قلبك واهنا , يحاول بصعوبة الإبقاء على أشباه مظاهر من حياة.

تحمل ثقلك بشجاعة لا تملك سواها خيارا , وتمضى , يهنئك الجميع على القوة تلك , على جفاف الدمع من عيونك ,تشكرهم باسما ,هم لم يروا ماذا حل مكان هذه الدموع الذين لا يتحملون ثقل رؤيتها ,هم لا يرون ماذا حل بهذه العيون !

تدعوا بأن تبقى الغشاوة , وأن لا يروا !
تكمل المسير , تحاول إدراك التوازن , واهن الخطى , ضيق النفس , تدعو وترجو تبتهل أن يحدث الإنهيار قريبا!
تدعو أن تشرق الشمس , لتذيب دموعك الجيليدية ,فتجرى نحو خلاصها , وتحررك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!