الاثنين، 26 أغسطس 2013

قالك " على رأى المثل"

علك تتذكر حصة "التعبير" فى المدرسة بمراحلها المختلفة , وتلك التعليمات الدقيقة لموضوع "إنشاء" نموذجى :
احدى المقدمات الجوفاء الصالحة لكل شئ والمحفوظة عن ظهر قلب 
نظم افكارك فى نقاط اساسية وتحدث عن كل منها بكل ما تستطيعه من كلمات 
خاتمة مقولبة محفوظة عن ظهر قلب ايضا 
وما يجعل موضوعك اكثر ثراءا , الاستشهادات التى يحويها, آية قرائنية ,حديث شريف , بضعة ابيات من الشعر او قول مأثور !

قول مأثور , ونزولا إلي مجتمع ينبض يحمل من مأثوراته العامية الكثير , مجتمع يعج بالمتناقضات ليس الآن فقط لطبيعة الحدث الجارى , ولكن وفق لهؤلاء -اللى بيقولوا- الموضوع من زمااان قوى !

فى محاولة للكتابة عن "الشئ وضده" كانت الامثال الشعبية -المتناقضة فى الكثير من المواضع- الفكرة .
 
أمثالنا الشعبية -كل حاجة والعكس-:))

"البعيد عن العين بعيد عن القلب" 
يبدو المثل رقيقا إلي حد كبير , يصلح لعتاب أنيق , من جدتك التى تتصل إليك تشكو هجرك وبعدك,"تثبتك" بقولها فتقرر ان تذهب باكر لزيارتها .
يبدو علاجا مقنعا لحالات الهجر الحادة ,لا بأس فبعده عنك كفيل بنسيانك إياه.
تبدأ تؤمن بحكمة ذلك الانسان الاول الذى "قال" لتصطدم بـ "ابعد حبة تزيد محبة" !

تبدو نصيحة فى الصميم من صديقة لأخرى تدعوها إلي ممارسة القليل من "التقل" , تلك الصنعة المعقدة , والتى القليل منها المصنوع بحرفة قادر علي إنهاء الأمور المعلقة بهدف ساحق لصالح الفريق الأول !

"ايد لوحدها ماتسقفش" ياله من قول عظيم يحث على التعاون والاتحاد من أجل انجازات ضخمة , قول لا مكان له سوى بعض الاحاديث الناصحة الحماسية , فالواضح ان لا وجود لمثل هذا المبدأ فى مجتمعنا -حكومة وشعبا وشعبا تانى- !
وفى بحثك عن الايد التانية اللى هتصقف معاك تتكعبل فى "المركب اللى فيها ريسين بتغرق" لتنسى أمر تلك اليد للابد وتركز مع الرأس!

لتجد فى ابسط الامور "فتاة تذهب إلي مدنية نصر للمرة الاولى وتسأل السائق ان يدلها على الوسائل الاخرى واماكنها لتصل إلى وجهتها " لتخرج كل تلك الاصوات وكل منهم معه خارطة طريق مختلفة وكل واثق فى قوة حجته , وكل اصبح رئيسا لخبراء الطرق والكبارى ليدلى بفتواه !

"القرش الابيض ينفع فى اليوم الاسود" قاعدة اقتصادية مستنيرة تدعو وتشجع على الادخار والتوفير من اجل بناء ومستقبل اقتصادى راسخ وثابت , تظل تووفر ذلك القرش الابيض وتحرم نفسك من بضع كاسات من ايس كريم لذيذ فى يوم قائظ الحرارة , او طبعة دار الشروق من رواية جديدة لرضوى عاشور مستبدلا اياها بنسخة مضروبة من فرشة على رصيف فى وسط البلد . ليأتى اياهم مطمئنا حالما بقول آخر " اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب" لتلقى بخطة ادخارك عرض الحائط وتذهب لشراء تذكرتين لحفل عمر خيرت بالاوبرا وتتصل بصديقتك لتضع الموعد فى جدولها !

بين اضداد تراث اقوالنا المأثورة , الدليل القاطع على خرافة وجود الخط الفاصل بين الابيض والاسود فى دنيا البشر , لتبقى "الرمادية" هى النظرية الاقرب الي الصحة ,حتى اشعار آخر.
-----------------------------

#حوليات
#الشئ وضده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!