السبت، 17 أغسطس 2013

أربعاء اسود فـ جمعة مشتعلة

أن تستيقظ ولم تنل كفايتك من نوم مريح, فتتحامل وتحاول 
متمنيا بعيون نصف مغلقة ان يكون يومك أكثر امتاعا من سابقه, 
تتحمس عندما تتذكر ان عليك ان تدون بعض الكلمات لليوم بالكتابة يتحقق لي المعنى فى كلمات كنفانى:
  "لك شئ فى هذه العالم فقم!"
انتهى سريعا من طقوس افاقتى من نصف غفوة , اعد قهوة سريعة  وافتح جهازى الالكترونى  وفى انتظار تحميله تنادى امى!
استغرب استيقاظها المبكر واستغرب اكثر صوت احدهم يتابع حدثا معلقا بعربية ركيكة.
يصدمنى مشهد لأعمدة دخان رمادية قبل ان اتحقق من الخبر المرفق
تصدمك الكلمة "فض اعتصام" بعد حرية كانت مطلب راحت فى سبيله انبل ارواح !
بات النزول إلي العمل محظورا بقرار سيادى 
جفت الكلمات من منبعها ,لتلاحقنى مشاهد كارثة انسانية تحدث بالفعل , على أرض اعتدت ان اسميها وطنا !
لا استطيع ان اتحمل انحياز اى طرف من الابواق الاعلامية فاكتم الصوت فالصورة كافية لتدمى قلبك وعينيك حتى يجفا.
رمادى قاتم يحتل بطولة المشهد وسط ضبابية لا تستطيع ان تحدد وسطها اى الاطراف صادق وايهما يكذب 

يصبح الفيسبوك ساحة لصراع قاتل بالكلمات يتبادل فيه الجميع الاتهامات والكل بإدعائه الصواب مذنب 
يتحول الرمادى بحلول الظلام الى اسود داكن , الاسود الذى يستخدمه مخرجون الخيال العلمى بهوليود رمزا للارواح الشريرة , اهناك اكثر شرا من هذا ,ما كل هذه الكراهية القابعة فى نفوسهم !!
الأحمر القانى , العقدة الدرامية للمشهد ,دماء وكأنها بحار من دم , تمتنع عن المشاهدة حتى لا تتبلد مشاعرك عند معاودة رؤيتها ولكنك لا تستطيع أن تمتنع عن تنفسها مع الهواء.
يمضى اليوم بحصيلة لا بأس بها من فجيعة على صديق لم يعد وقريب استشهد , مر اليوم وابواق بلا ضمير ترقص على جثامين الموتى ,وفى الليل يبقى كل مع حزنه الخالص يناجى ربا كريما ...
وكأنها لعنة ما اصابت التقويم , لتعيش اعادة سخيفة لخليط من رمادى واحمر واسود واصوات منكرة تندد وتشجب ولغة جسد تتوعد
ليأتى عليك ليل ثانٍ وثالث , مازلت تتنفس ولكنه ليس بهواء , انت تتنفس الموت فى كل مكان , تتنفس الخيانة والظلم
وتقف عاجزا تردد 

"الوطن هو ان لا يحدث كل هذا" 
 

مصر 
اغسطس2013 
توثيق لحالة فردية ومشاعر خاصة 
غير حيادية وغير احترافية 
على هامش الحدث 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيك ؟!
:)

رأيك مهم وربنا ..ايه رأيك ؟!